علاج بـ«المسكنات»

ت + ت - الحجم الطبيعي

عدّاد الوقت يمر في لبنان، والفرص ‏تضيع وسط أجواء ملبّدة بالغيوم لا تدل على بروز مقترحات إيجابية جديدة يمكن أن تؤدي إلى فك عقدة أزمة الحكومة، ويبقى عدد من السياسيين غير آبهين بالمخاطر التي يمكن أن تتأتّى من استمرار الفراغ الحكومي المرشح لأن يدوم طويلاً، إلى حدّ يُخشى معه هبوب عواصف سياسية واقتصادية لا قدرة للبلاد على تحمّلها.

وما يُشاع من تفاؤل من حين إلى آخر، تثبت التطورات أنه مجرد مسكنات لم تحل الأزمة، بل زادت من توسعها، فتصريحات رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري بضرورة أن يفكر جميع الفرقاء السياسيين في مصلحة لبنان قبل أن يفكروا في الأحجام، جاءت لتؤكد أن الانسداد مرده بشكل أساسي إلى استمرار السقوف المرتفعة في المواقف والترشيحات بالرغم من درايتهم بأن الفراغ الحكومي أثر على عجلة الدولة اللبنانية وكامل مؤسساتها الدستورية.

إنّ لبنان يمرّ بمرحلة عصيبة وخطيرة وتحديات واستهدافات كبيرة، ولم يعد يتحمل كل هذا الكم من الأزمات التي ما إن تنفرج حتى تظهر أزمة جديدة، ما يستدعي ضرورة أن يكون جميع اللبنانيين على قدر المسؤولية في معالجة المشكلات في وقتها دون ترحيلها، لذا فإن القادة في لبنان إذا لم يتفقوا على حل أزمة الحكومة فإنها ستولّد أزمات أكبر، فنقول للسياسيين ابقوا مع مصلحة لبنان ومصلحة المواطنين، ترفّعوا عن المكاسب والمصالح الشخصية، وأؤكد أن هذا الهدف لا يتحقق إلا بالابتعاد عن الأغراض الفئوية، وعلى أساس الحوار من دون أن يكون وسيلة للشلل أو ذريعة للعرقلة والتعطيل.

والجميع محكوم بتقديم التنازلات والتوافق على رؤى مشتركة كفيلة بتحصين استقرار لبنان من كل الأخطار الداخلية والخارجية، ما يؤسّس لتأليف حكومة قوية قادرة على تحمل مسؤولياتها باعتماد سياسة النأي بالنفس الكفيلة بحمايتها من العواصف الهوجاء وإعطاء الأولوية القصوى في المرحلة الراهنة، لتسيير عجلة الدولة بفاعلية وسلاسة.

Email