الأمن والإعلام غداً في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تلبية لدعوة كريمة من المجلس الأعلى للأمن الوطني، «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث» للمشاركة في الملتقى الإعلامي للمخاطر والتهديدات 2018 المنظومة الإعلامية في مواجهة المخاطر، يسعدني أن أكون في أبوظبي غداً الثلاثاء للحديث عن التحديات الإعلامية في المنطقة.

إن إدراك المجلس الأعلى للأمن الوطني الإماراتي بأهمية دور الإعلام في إدارة الأزمات والطوارئ والكوارث هو إدراك، لا لأهمية هذه الأداة الفعالة فحسب، بل إدراك للحلقة الأهم ولكنها الأضعف دوماً في أزماتنا في العالم العربي.

فقد مررنا بأزمات أمنية وسياسية واقتصادية في عالمنا العربي في السنوات العشر الأخيرة لم ينجح الإعلام في العديد من الدول في المساعدة على تقليل الخسائر أو توحيد الصف والحفاظ على بنية الدولة، كان أداة بطل مفعولها منذ زمن، وحين احتاجت لها الدول كان الأوان قد فات.

في حين أن دولاً أخرى تستحق أن نستفيد منها كتجارب ناجحة ونبني عليها، أدركت أهمية الإعلام وبدأت في تفعيله، وأجرت التجارب عليه، وقياس حجم تأثيره بشكل استباقي، حتى إذا ما حدثت أزمة وجدته على أهبة الاستعداد.

إذ لطالما كان معظم إعلامنا العربي في وادٍ وما يجري على أرض الواقع حين وقوع كارثة أو أزمة في وادٍ آخر، وسبقته وسائل التواصل الاجتماعي، وأخذت دوره في المساعدة على تخفيف حدة الأزمات أو تجنبها أو المرور منها.

والإعلام كما نعرف سلاح مؤثر إنما يكون شبه معطل حين تحتاجه في الأزمات، لأسباب عديدة منها القيود الأمنية وعدم العمل والتنسيق المسبق، وعدم مواكبة المستجدات سواء فيما يتعلق بآلية انتشارها أو بطبيعة المتلقي.

إن إدراك المجلس الأعلى للأمن الوطني أهمية الدور الإعلامي إدراك يفصح عنه اهتمامها بشبابها الإماراتي المدعو للملتقى، وتوظيف قدراتهم في خدمة الأجندة الوطنية ينم عن فهم لمتطلبات الأمن الوطني، وفهم لطبيعة المرحلة التي نمر بها، والأهم من هذا كله وجود رؤية أمنية شاملة تعلم أهمية إشراك بقية الأطراف معها بلا احتكار وبلا استئثار في القرار.

إدراك يبشّر بالخير، لأنه يفتح المجال للتحدث بحرية حول المعوقات التي تحول بين الاستفادة القصوى من هذه الأداة المهمة، ويفتح المجال لوضع آلية تنسيقية بين الطرفين.

ففي «أزماتك» تحتاج إلى خطاب ولغة موحدة تهدف لتعزيز الأجندة الوطنية لا كما يحدث في كثير من الأحيان، حيث تتضارب اللغة وتتعارض وتؤدي إلى عكس ما تهدف إليه الدولة، إذ بإمكان صورة عرضت في توقيت خاطئ أو دون قصد أو دون إدراك بالأهمية والخطورة أو مصطلح يستخدم في نشرة الأخبار أو لقاء أو تقرير يعرض عنواناً في صحيفة أن ينسف رسالة وطنية جهدت الدولة على ترسيخها وإبرازها في وقت حرج كأوقات الأزمات.

في أزماتك تحتاج أن تكون قد تدربت عليها، وأجريت عدة اختبارات لقابلية وقدرة التنسيق بين أجهزتك الأمنية والإعلامية، ومعها بالتأكيد كل من بإمكانه أن يكون جندياً احتياطياً إعلامياً لمساعدتك، في تحقيق رؤيتك المستقبلية.

التحديات التي نمر بها في دولنا تتطلب أن نكون على قدر من اليقظة والتنسيق، وأن نوظّف جميع إمكانياتنا بكامل طاقتها وقدرتها دون أنانية ورغبة استئثارية.

* كاتبة بحرينية

Email