قمة القاهرة.. موسكو

ت + ت - الحجم الطبيعي

اللقاء التاسع يجمع الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم 17 أكتوبر الجاري.

قمة القاهرة -موسكو هي شراكة عميقة بين الدولتين، تنطلق من تاريخ قوي يقودنا إلى مستقبل بالغ الأهمية على المستويين الإقليمي والدولي، تجمعهما وجهة نظر مشتركة، فروسيا تتفق مع مصر على أن الحلول السياسية هي الوحيدة للخروج من أزمات الشرق الأوسط، وإرساء مبادئ السلم والأمن، والحفاظ على مفهوم الدولة الوطنية التي تحفظ حقوق مواطنيها.

الرئيس السيسي من خلال جولاته طوال الفترات الماضية نجح في أن يضع مصر في مكانة عظيمة على الساحة الدولية، مكانة الواثق القوي، مكانة تليق بتاريخ وحجم الدولة المصرية.

هذه القمة التي تجمع الرئيس السيسي والرئيس بوتين تنطلق من قاعدة تعاون مثمر منذ تولي الرئيس مسؤولية قيادة مصر.

من المتوقع أن تتناول هذه القمة العديد من الملفات، في مقدمتها مناقشة كيفية مواجهة ومكافحة الإرهاب، وبحث ملف عودة السياحة بين مصر وروسيا وبحث تعاون موسكو والقاهرة بشكل كبير في المجالات العسكرية، وكيفية تفعيل التعاون في المنطقة الصناعية الروسية في محور قناة السويس، والوقوف علي آخر مستجدات اتفاقية إنشاء وتشغيل المنطقة الصناعية الروسية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، لتصنيع منتجات تنافسية ذات تكنولوجيا عالية، وزيادة كفاءة البنية التحتية الحالية، وإيجاد فرص عمل جديدة وتنفيذ برامج تدريب في مختلف القطاعات الصناعية، والتأكيد على وضع اللمسات النهائية لتنفيذ مشروع الضبعة النووي، كما أنه من المتوقع أيضاً أن تتناول النقاشات ملف إنشاء منطقة التجارة الحرة بين الاتحاد الاقتصادي الأوراسي ومصر.

أيضاً من الرسائل المهمة التي تؤكدها «القمة المصرية- الروسية»، التي ستجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن والرئيس عبد الفتاح السيسي أن 100 عام جديدة من التحالف الاستراتيجي بين البلدين بعد توقيع اتفاق الضبعة التي تمتد صلاحياتها لـ90 عاماً تبدأ 2026، لتضيف أكثر من 250 عاماً من العلاقات القوية بين الشعبين المصري والروسي منذ افتتحت روسيا قنصليتها في مصر عام 1784، ناهيك عن أن هذه العلاقات القوية بين البلدين تمثل امتداداً للعلاقات الدبلوماسية التي بدأت بين مصر والاتحاد السوفييتي في 26 أغسطس 1943، فمصر كانت في طليعة الدول التي أقامت العلاقات الدبلوماسية مع روسيا الاتحادية بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ‏عام 1991، الأمر الذي يعكس الحرص على تأكيد الدور السياسي على المستوى الإقليمي والدولي في ظل ما يواجهه الطرفان من تحديات خارجية وداخلية تستهدف تهديد الأمن القومي لكليهما.

اللافت أيضاً أن هذه القمة التاسعة بين بوتين والسيسي تأتي متفقة تماماً مع تطلعات الشعبين المصري والروسي لا سيما بعد الزخم الكبير الذي شهدته أثناء الدعم الروسي لإرادة الشعب المصري في 30 يونيو، والذي تجلى بالدعم الاقتصادي والعسكري والسياسي الروسي بعد أن أوقف الرئيس الأميركي السابق تسليم المساعدات العسكرية الأميركية في أكتوبر 2013 رغم حاجة مصر لها في ذلك التوقيت لمجابهة الإرهابيين.

هذا فضلاً عن أن أداء الرئيس السيسي خلال جولاته الخارجية جعل من روسيا تطالب بعودة مصر بقوة إلى الساحة الإقليمية والدولية، وتدعم مشاركتها في كل المبادرات الإقليمية، واتفقت مع الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية بالإضافة إلى تطابق في الرؤية حول ملفات عديدة من بينها ملف ليبيا ومكافحة الإرهاب والهجرة غير المنظمة فروسيا تنظر لمصر باعتبارها «محور استقرار» منطقة الشرق الأوسط.

* رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي

Email