البحرين و«البنك المركزي للإرهاب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي قال يوم الخميس الماضي: «إن إيران نظام مارق كانت تهدد الشرق الأوسط ليس فقط بأسلحتها النووية وصواريخها الباليستية، وإنما بتصرفها لعقود، وكأنها البنك المركزي للإرهاب الدولي، كما أن تصرفاتها العسكرية العدائية في المنطقة تهدد الأمن والسلم الدوليين، لذا لا أتعامل مع ما يقولون بأي جدية».

في العاشر من محرم، أي الشهر الماضي، نشر تنظيم «سرايا الأشتر» قائمة بأسماء بعض المسؤولين البحرينيين والكتّاب يتوعّدهم فيها بـ«القصاص»، وتشرّفت بوضع اسمي ضمن قائمة الشرف التي ينوي التنظيم تصفيتها.

«سرايا الأشتر» مصنّفة على قائمة التنظيمات الإرهابية.. وقال منسق مكافحة الإرهاب، ناثان سيلز: «إن إيران تستخدم وكلاء إرهابيين لتوسيع نفوذها الخبيث وتعكير السلام والاستقرار الدوليين.. إن هذه التعيينات تقدم إخطاراً بأن الولايات المتحدة ترى بوضوح ما تحاول إيران فعله تجاه البحرين من خلال وكيلها، سرايا الأشتر الإرهابية».

لم تكن تلك المرة الأولى التي تصلنا تهديدات بالتصفية من قبل وكلاء إيران في المنطقة، فقد سبق وأن علقت صورتي على رافعة وضعت بدوار اللؤلؤة في فبراير 2011 من قبل مجموعات إرهابية أخرى تدعمها إيران، إبان ما يسمى «الربيع العربي» تماماً، كما تفعل إيران مع معارضيها بتعليقهم على رافعات في الشوارع العامة.

مملكة البحرين دولة مسالمة لم تعتدِ على أحد، ويعيش على أرضها مقيمون ومواطنون عرب وأجانب، ومن عدة أديان وأعراق، وطن عُرف بالتسامح وببيئته التعايشية المثالية، لدينا آلاف من الجالية الإيرانية، ومجموعات جاءت من إيران هرباً من الاضطهاد الديني، ومع ذلك عانت البحرين من الإرهاب الذي ارتكبته الميليشيات الممولة إيرانياً منذ عام 1979.

ومنذ استيلاء هذا النظام على السلطة، وضع في دستوره بنداً ملزماً لكل الحكومات الإيرانية على التوالي بتصدير الثورة، ومنذ ذلك الحين والبحرين تعاني من سلسلة من العمليات الإرهابية لم تتوقف حتى اللحظة، إذ تم القبض على أول خلية مسلحة أسستها إيران في البحرين عام 1982.

ثم أعيدت الكرة عام 1995، لكن بعنف أكبر تم فيها قتل رجال أمن وحرق ممتلكات عامة، وتفجير محلات تجارية، ثم تكرر العنف عام 2002 واستمر من دون توقف، وخلالها فككت البحرين عشرات الخلايا وصادرت آلاف الأطنان من المتفجرات الخطيرة، إلى أن وصلنا إلى عام 2011 بموجة الفوضى والإضرابات التي عمّت البلاد، قتل فيها العشرات من رجال الأمن، وتفخيخ عدد من السيارات وتفجير ممتلكات عامة، ولم تكن «سرايا الأشتر» إلا واحدة من عدة تنظيمات موّلتها ودرّبتها وصدرتها إيران لنا، آخرها الخلية التي تنظر فيها المحاكم البحرينية والمتهم فيها 169 شاباً شكّلوا خلية إرهابية وفرعاً لحزب الله في البحرين.

هذه الحوادث منذ عام 1979 إلى اليوم، عبارة عن حلقة مستمرة، خلّفت وراءها ضحايا، وحاولت عبثاً زرع الفوضى، وخرق الصف الوطني، لكن الإرادة الصلبة للقيادة والشعب في مملكة البحرين، حالت دون تحقيق أهدافها الشريرة.

تلك الحوادث أثبتت بما لا يدع أي مجال للشك بأن إيران، كما قال جون بولتون هي البنك المركزي للإرهاب في المنطقة.

* كاتبة بحرينية

Email