الجهود الإماراتية الإنسانية في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأسست دولة الإمارات على قيم نبيلة، غرسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وعززتها القيادة الحكيمة لدولة الإمارات، ومن أبرز هذه القيم الإحسان إلى الناس وبذل المعروف وإغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج ونجدة المنكوب، وهي قيم أصيلة في نهج دولة الإمارات قيادة وشعباً، التي لم تبخل يوماً عن دورها الإنساني في تخفيف المعاناة عن المحتاجين في كل مكان، لتكون بلسماً لجراحاتهم، وحضناً دافئاً لهم.

وفي هذا الإطار حظي اليمن برعاية وعناية كبيرة من دولة الإمارات، لما يمر به من ظروف ومحن، بسبب انقلاب الحوثيين وجرائمهم ضد اليمن وأهله، حتى انتشر الفقر والأمراض والانتهاكات الحوثية المختلفة، وقد هبت دولة الإمارات للقيام بواجبها على أكمل وجه تجاه أشقائها عسكرياً وإنسانياً، فكانت في صدارة قوات التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن، وقدمت كوكبة من شهدائها البواسل الذين ضحوا بأرواحهم الغالية دفاعاً عن أشقائهم، وواكب ذلك انطلاق القوافل الإنسانية من أرض الخير براً وبحراً وجواً، لتغيث أهل اليمن، وتخفف عنهم معاناتهم، وتبدد ظلام الحوثيين الذي دمر حياتهم ومعيشتهم.

وساهمت دولة الإمارات بكل قوة من منطلق واجبها الأخوي والإنساني في جهود إعادة الإعمار في العديد من المحافظات اليمنية المحررة، وسعت لتوفير سبل المعيشة لأهاليها، من أجل تحسين ظروف معيشتهم، وإعادة الاستقرار لهم، وفتح أبواب الأمل أمامهم، وتميزت هذه المساعدات بالشمولية، فشملت مختلف المجالات، من تعليم وصحة وأمن غذائي وبنى تحتية وتطوير القطاعات الحيوية وتنمية المدن، ليشمل ذلك كافة مظاهر الحياة في اليمن.

ولم تأل دولة الإمارات جهداً في إغاثة المحتاجين والنازحين والأسر المتعففة في عموم اليمن، وكانت ولا تزال سباقة لدعم خطط الإغاثة الإنسانية لليمن، ولذلك لم يكن غريباً أن تحصل دولة الإمارات على المركز الأول عالمياً كأكبر دولة مانحة في تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة إلى الشعب اليمني الشقيق لعام 2018، وذلك وفقاً لخدمة التتبع المالي «FTS» لتوثيق المساعدات التابعة للأمم المتحدة.

ولا تزال توجيهات القيادة الحكيمة لدولة الإمارات تتجدد باستمرار لدعم الأشقاء في اليمن، فقد وجَّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بتوزيع مساعدات غذائية على أهالي مديرية زنجبار بمحافظة أبين اليمنية ضمن مشروع الاستجابة العاجلة لإغاثة وتقديم المساعدات للمحافظات المحررة، في مبادرة إنسانية تعكس حرص دولة الإمارات على أشقائها ونهجها الراسخ في تقديم العون لهم، وها هي هيئة الهلال الأحمر الإماراتية تعمل على قدم وساق للوصول إلى المحتاجين في مختلف القرى والمناطق في اليمن لتقديم العون والمساعدة لهم ضمن سلسلة أعمالها الخيرية والخدمية والتنموية في إطار عام زايد 2018، وهو ما لاقى من الشعب اليمني كل الشكر والتقدير وتثمين هذه الجهود التي جاءت من شقيق لشقيق.

كما ضرب التحالف العربي أروع الأمثلة في استراتيجياته المتميزة، التي لم تقتصر على العمل العسكري فقط، بل جعلت العمل الإنساني ومراعاة شؤون السكان جزءاً أساسياً من أولوياتها، فقد راعت عمليات التحالف عمل الجماعات الإغاثية والجهود الإنسانية الرامية لمساعدة السكان، وساهمت في تأمين إيصال المساعدات الإنسانية لهم، كما أطلق التحالف العربي عمليات إنسانية عديدة، منها على سبيل المثال عملية إنسانية شاملة في اليمن تم إطلاقها في يناير الماضي وتضمنت العديد من المبادرات الإنسانية لرفع مستوى حياة المواطنين اليمنيين، والتي لم تقتصر على معالجة الاحتياجات الإنسانية فقط، بل تضمنت مشاريع لتطوير البنية التحتية في اليمن.

إن الحرب في اليمن فرضتها ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، والتي انقلبت على الحكومة الشرعية، ونكلت بالشعب اليمني، وارتكبت جرائم ضد الإنسانية، وأصبحت ذراع إيران ومخالبها الدامية في الداخل اليمني، وسعت للاستحواذ على المؤسسات اليمنية، ونهب ثرواتها، واستنزاف خيراتها، ونشر الإرهاب والتطرف فيها، خدمة لأجندات إيران في المنطقة، وقد علم كل منصف ماذا تقدم دولة الإمارات لليمن، وما يقدمه التحالف العربي لليمن والذي تشكل بناء على طلب الحكومة الشرعية اليمنية، وفي المقابل لسائل أن يسأل: ماذا قدم الحوثيون لليمن؟ ماذا قدموا غير الدمار والتشريد والتجويع والترهيب والقتل والنهب، ماذا قدموا غير تدمير اليمن، والتسلط على رقاب أبنائه، والعمالة لإيران، وخدمة أجنداتها، وزعزعة أمن المنطقة، نعم إنها إنجازات كبيرة! ولكنها إنجازات سوداء تكتب في صحائف الغدر والخيانة والتطرف وانتهاك حقوق الإنسان.

إن قوافل الخير الإماراتية الإنسانية ممتدة لا تنقطع، لأنها آتية من أرض زايد الخير، الذي غرس حب الخير، حتى اقترن اسمه به، وفي هذا العام عام زايد تتجدد بشائر الخير الإماراتية لتفتح أبواب الأمل أمام كل محتاج، ولا سيما الأشقاء، لتُكتب هذه الجهود الإماراتية الإنسانية في صحائف المجد بمداد من نور.

 

 

 

Email