تغريدات ذهبية لحاكم دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُعوِّدنا دوماً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله على إضاءاته المشرقة وللآلئه المضيئة في كلماته وتغريداته، فضلاً عن أفعاله وإنجازاته، فهو مدرسة إنسانية كبيرة، تنضح بالحكمة والرؤية الثاقبة وبعُد النظر، وهو من القادة الاستثنائيين، الذين يبحثون دائماً عن إسعاد الآخرين، ويضخون في المجتمعات طاقات الأمل والإيجابية، ويبحثون عن الداء والدواء، ويضعون البلسم على الجراح.

تغريدات ذهبية أطلقها سموه، توضِّح رؤيته في بناء الدول وتطويرها، ودور الساسة والمسؤولين فيها، وتضع الخطوط العريضة لهم، وتتضمن علاجاً ناجعاً لكثير من الأدواء، يتلخص في كلمتين مهمتين: الإدارة والإنجاز.

يعلمنا سموه أن النجاح له أسباب، والإنجاز له أبواب، ومفتاح ذلك حسن الإدارة، فيه يتمكن الإنسان من استثمار الطاقات والإمكانات لتحقيق الأهداف المرجوة، والإدارة علم وفن، تُثمر حسن التخطيط والتنظيم، وحسن التدبير والتوجيه، وفي أروقة الإدارات توضع الاستراتيجيات، وتُتخذ القرارات، وتُبنى الإنجازات، وتُدار الأزمات، وتُكشف مواطن النقص والخلل، وتوضع الوصفات العلاجية، وتُرسم الخطط المستقبلية، والإدارة عمل احترافي منظم، يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة ممكنة من الطاقات البشرية والموارد المتاحة، سواء كانت موارد مالية أو طبيعية أو تقنية أو غيرها، فهي سبب لإتقان العمل وحسن استثمار الموارد بما يعود بالخير على الجميع، ومتى وُجدت الإدارة الناجحة تهيأت الأرضية المناسبة لغرس الإنجازات وحصدها، ومتى انعدم ذلك تحولت بيئة العمل إلى أرض قاحلة جدباء، ولذلك بيَّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن أزمة بعض المجتمعات هي أزمة إدارة وليست أزمة موارد، وقال سموه مدللاً على ذلك: «انظر للصين واليابان لا يملكان موارد طبيعية أين وصلوا، وانظر لدول تملك النفط والغاز والماء والبشر ولا تملك مصيرها التنموي».

والحاجة للإدارة لا تقتصر على الدول والمجتمعات فقط، بل تشمل الأفراد أيضاً، فالإنسان مسؤول عن إدارة ذاته، وإدارة حياته وأسرته ووقته، فلا غنى للفرد عن التخطيط والتنظيم، وإعطاء كل شيء حقه، ووضع كل شيء في موضعه الأليق، وحسن النظر والاستشارة والاستخارة، ليخرج بأصوب الآراء والقرارات التي تمسه أو تمس أبناءه وعائلته ومن يرتبط بهم.

ويرشدنا سموه في هذا الصدد إلى جوانب مهمة لحسن إدارة الذات، تكمن في تطويرها والارتقاء بها وإصلاح الخلل الذي قد يعتريها، فإن من لم يتغير فسيتراجع، وكذلك مواكبة الزمان، والتحلي بروح الابتكار والإبداع، يقول سموه: «من لا يتغير تتغير عليه الظروف فيتراجع، ومن لا يتعلم كيف يواكب زمانه فإن الزمان يعلمه بالطريقة القاسية أنه أصبح متخلفاً ومتراجعاً».

وأما الكلمة الأخرى التي تلخص التغريدات الذهبية لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم فهي كلمة الإنجاز، فالرجال يُعرفون بأفعالهم، فالفعل هو الأساس، والإنجاز هو المقياس، والكلام وحده لا يصنع شيئاً، ولا يبني حضارة ولا مجداً، وإنما تُبنى الدول بعقول أبنائها وسواعدهم، وترتقي المجتمعات باجتماع أفرادها على البذل والعمل، وتلاحم عقولهم، وتشابك سواعدهم، ووقوفهم معاً قولاً وعملاً في الارتقاء بوطنهم، والذود عن حياضه، والمحافظة على مكتسباته، والسعي الدؤوب في تنميته وازدهاره، وقد قيل قديماً في الأمثال: من جدَّ وجد، ومن زرع حصد، ولذلك يقول سموه: «إما إنجازات عظيمة تتحدث عن نفسها، أو خطب فارغة لا قيمة لكلماتها ولا صفحاتها»، ومصداق ذلك من الذكر الحكيم قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.

ومن أكبر عوائق الإنجاز التي ينبغي الحذر منها: التسويف والتأجيل، فقد يُوفق الإنسان للقرار المناسب والخطوة الصائبة التي ينبغي أن يخطوها ولكنه يتأخر عن ذلك، ولا يبادر إليه، وقد يحتجُّ بالسين وسوف، فيؤجل ويؤخر، حتى يفوت الوقت، ولا يتحقق عمل ولا إنجاز، وقد قال بعض العلماء: «احذروا (سوف)، فإنها أكبر جنود إبليس»، وقيل في الأمثال: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، والمبادرة للإنجاز مبدأ قرآني شريف، قال الله تعالى حاثاً على ذلك: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين}.

ومن صور الإنجاز التي ينبغي الحرص عليها تسهيل أمور الناس، والإسهام في سعادتهم، والإحسان إليهم، كلٌّ في موضعه، حيث يعلمنا سموه أن قيمة الإنسان ببذله وعطائه، فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وبين سموه أن المسؤولين نوعان: نوعٌ مفاتيح للخير، يخدمون الناس، ويسعون لمنفعتهم، ونوعٌ مغاليق للخير، يَشقُّون على الناس، ولا يسعدونهم، وأكد سموه أن دور السياسيين هو تسهيل حياة الشعوب، وحل أزماتهم، وبناء الإنجازات لهم، وأن التاريخ شاهد على ذلك.

تغريدات ذهبية وتوجيهات مشرقة من قائد استثنائي فريد، سخَّر نفسه لخدمة شعبه، ونفع أمته، وقدَّم الغالي والنفيس في سبيل ذلك، في عطاء متدفق ينهل منه الجميع، وهكذا يفعل القادة العظماء.

Email