تحالف الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ الموقف التاريخي للراحل الكبير الشيخ زايد في العام 1973، ووقفته الشجاعة مع مصر في حربها لتحرير أرضها، تتوالى مواقف الإمارات المماثلة، في وقوفها إلى جانب أشقائها، باعتبار ذلك موقفاً مبدئياً، لا لتربح منفعة أو مصلحة، بل لتربح أمتها.

والشواهد متتالية، من فلسطين إلى لبنان والصومال والسودان والأردن وغيرها الكثير، لكن تبقى لمصر جوهرة الأمة وقلبها النابض، مكانة خاصة في نهج الإمارات ليس بحكم العلاقات التاريخية بين البلدين، بل لأن تأثير تلك العلاقات يمتد ويطال كل العرب خدمة لمصالحهم وقضاياهم السياسية والأمنية والاقتصادية والتنموية، وهو الأمر الذي أكده بالأمس الشيخ محمد بن زايد ليعلو صوت هذا التحالف في وجه كل التدخلات التي تحاول العبث في الشؤون الداخلية للمنطقة العربية أو المساس بأمنها واستقرارها.

هو تحالف الخير لكل العرب خصوصاً أن ضلعه الثالث السعودية، وقد رأينا بالأمس الحزم السعودي في مواجهة التدخلات الكندية في الشؤون الداخلية، والذي لقي تضامناً إماراتياً فورياً، توالت بعده ومازالت المواقف العربية المتضامنة، باستثناء الطابور الخامس في قطر.

الشاهد اليوم مع زيارة الشيخ محمد بن زايد لمصر، ثبات موقف الإمارات طوال تاريخها، من استقرار مصر وتقديم كل أشكال الدعم لها، خاصة أن العلاقة التي تربط البلدين تحكمها الثقة والاحترام المتبادل وتوافق الرؤى بشأن قضايا المنطقة.

لذلك كان الشيخ محمد بن زايد شديد الوضوح، وهو يؤكد أن علاقة البلدين ركن أساسي في تحصين المنطقة ومواجهة التحديات خلال هذه المرحلة الاستثنائية التي تمر بها أمتنا العربية، لأن الأمة اليوم مستهدفة في وجودها وأمنها، للهيمنة على المنطقة ومواردها وشعوبها، عبر خلخلة منظومة الأمن القومي والوطني. ورغم المخاطر الكبيرة، فإن تحالف الخير الإماراتي السعودي المصري يصنع الأمل في القدرة على استعادة استقرار المنطقة، وتوجيه البوصلة نحو التنمية والازدهار.

Email