«التيه القطري» وجرائم ما قبل السقوط

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يكن هناك يوماً أي شك في قدرة مصر جيشاً وشعباً على ضرب عصابات الإرهاب، وعلى تطهير كل شبر من أرض مصر من دنس هذا الوباء الإخواني الداعشي ولم يكن هناك حتى في أصعب الظروف أي احتمال لأن تمر مؤامرة إيجاد موطئ لقدم تستطيع من خلاله عصابة الإرهاب أن ترفع راياتها السوداء على أي بقعة في سيناء لتجعلها شوكة في ظهر الوطن.

وبالنسبة للأمة العربية.. فإن أي إشارة إلى أن جيش مصر يوشك على إنهاء مهمة تطهير سيناء من دنس الإرهاب بصورة كاملة، هي في نفس الوقت إشارة إلى سير الأمة في طريق التعافي، فمصر القوية المستقرة القادرة على استئصال الإرهاب وهزيمة المؤامرة، هي حصن العروبة، وهي التي لا تسلم الأمة إلا بسلامتها، ولا تستقر الأوضاع العربية إلا باستقرارها.

وبالنسبة للعالم كله، فإن مصر التي تصدت للإرهاب وحدها، وأسقطت حكم الإخوان الفاشي، وقاتلت عصاباتهم المسلحة في كل أرجاء مصر وليس في سيناء وحدها.. مصر هذه قدمت درساً للجميع في أن كل شيء يبدأ من قرار مستقل وإرادة حرة، ووطن يرفض المساومة على مصيره، وشعب يثق بجيشه، وجيش لا ولاء له إلا لهذا الشعب ولهذا الوطن.

وسط هذا كله.. يخرج علينا النظام القطري بفضيحة جديدة، لا يكتفي إعلامه المنحط بحملات التحريض المستمرة ضد مصر وباقي دول الرباعية العربية، ولا يكتفي هذا الإعلام المنحط بسيل الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد، يذهب هذا الإعلام المنحط «عبر الجزيرة» إلى منطقة لا أظن من قادوه إليها يدركون عواقب ما فعلوا!!

تجمع «الجزيرة» أكواماً من «الزبالة الإعلامية» وتعرضها تحت عنوان «التيه في سيناء» !! لا شيء يستحق الاهتمام في هذه الزبالة الإعلامية، لكن ما وراءها هو المهم!! لم يتوقف أحد عند الأكاذيب والتلفيق والتحريض.. لكن ما يستحق الوقوف عنده هو أن النظام القطري يعلن هنا أنه ليس مؤيداً لإرهاب الإخوان والدواعش أو محرضاً عليه فقط، إنه يعلن أنه شريك كامل في كل الجرائم التي ترتكبها هذه العصابات الإرهابية في حق مصر.

تتبنى قطر عبر إعلامها المنحط الرواية الإرهابية كاملة، ترفض أن تسمي قتلة أبنائنا الذين يستشهدون دفاعاً عن الأرض والشعب والوطن بأسمائهم الحقيقية، ليسوا إرهابيين عند الجزيرة ولا النظام القطري، إنهم مقاتلون مسلحون كما يقول الإعلام المنحط، وشركاء في الجريمة وحلفاء للنظام القطري، كما تقول الحقائق.

سؤال واحد كان يلح علي، وأنا أشاهد هذه الزبالة الإعلامية وأعرف أن مكانها عند كل مصري وعربي هو مكان أي زبالة.. أي سلة المهملات أو مستودع النفايات، سؤال واحد فقط كان يطرح نفسه: من أين جاء النظام القطري بكل هذه الكراهية لمصر، وبكل هذا العداء لشعبها وجيشها الوطني؟!

الذين يقاتلون الإرهاب في سيناء هم أبناء وأحفاد من قاتلوا مع كل حق عربي، وضحوا من أجل أن تتحرر الأمة العربية من المحيط إلى الخليج الذي كان وما زال يتعرض للتآمر من كل من ينكرون عروبته ويكرهون استقراره.

والذين يقاتلون الإرهاب في سيناء هم أبناء وأحفاد من ذهبوا في أصعب الظروف ومعهم العلم والتقدم إلى قطر، ويزرعون الخير ويحمون العروبة، ويقدمون كل ما يستطيع شعب مصر تحمله حتى ينال الأشقاء حريتهم واستقلالهم، وقبل أن يتزاحم الطامعون، أو ينقلب النظام على عروبته ويصبح شريكاً لعصابات الإخوان ولأعداء الأمة، ومتآمراً على كل الأشقاء في الخليج وفي الوطن العربي.

والذين يقاتلون الإرهاب في سيناء يضحون بأرواحهم من أجل الوطن.

ونعرف جيداً أن الوطن لا وجود له في فكر الإخوان المشاركين في القرار القطري، ولا في فكر من استولوا على الحكم في قطر الشقيقة قبل أكثر من عشرين عاماً ليحولوا قطر من وطن لأبنائها إلى مركز لعصابات الإرهاب الإخواني والداعشي، وإلى مقر كل المتآمرين على الأشقاء في الخليج والوطن العربي.

كنت أتابع زبالة الجزيرة فأرى الشراكة التي تجمع الإخوان مع الدواعش مع الحرس الثوري، وميليشياته، وأرى التآمر الذي يفرض على النظام القطري الوجود التركي والإيراني معاً، والمظلة التي تضع الجميع ضمن مخطط واحد للقوى الأكبر التي تريد الهيمنة وتنشر الفوضى، وتستنزف قوى الأمة العربية في صراعات لا يراد لها أن تنتهي.

هناك في ما يبدو خطأ في التوقيت والتقدير عند النظام القطري، في ما يتعلق بمصر أو رغبة من الذين يقررون للنظام القطري ما يفعله في توصيل رسالة لمصر بعد موقفها الحاسم من صفقة القرن، ومع جهدها المتواصل من أجل المصالحة الفلسطينية، والرسالة بالطبع مرفوضة جملة وتفصيلاً، وهي لم تفعل شيئاً إلا تأكيد أمر واحد لم يعد قابلاً للجدل، وهو أن النظام القطري ليس محرضاً أو داعماً للإرهاب الإخواني الداعشي في سيناء فقط بل شريك كامل يتحمل المسؤولية عن كل جرائم الإرهاب، وسيكون عليه أن يتحمل نصيبه من القصاص لكل شهيد، وأن يعرف جيداً معنى أن يقول شعب مصر: إن الصبر قد نفد وإن أرواح الشهداء لن تضيع هباء.

* كاتب مصري

Email