بروباغندا «عزمي غوبلز»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواجه الأمة نوعاً رخيصاً من «البروباغندا الجرثومية» التي زحفت على أربع وأربعين قدماً خلال اثنين وعشرين عاماً، ثم تسللت إلى المواطن العربي وتحاول السيطرة على عقله ووجدانه.

البروباغندا هي الدعاية المخططة التي تحمل في ثناياها سموماً فكرية مركبة، تنطلق من أهداف ومصالح شخصية ثم تلبس قناع الحكمة المزيف وتبدأ ماكينتها النفاثة بالعمل على مدار الساعة لتغطي مناطق البث المطلوبة، فيظن الناس بها خيراً فيصدقونها ويتشبثون بأفكارها وكلامها المعسول ثم يجدون أنفسهم فجأة على مفترق طرق، بين الوطن والخيانة، بين الأصدقاء والخصوم، بين الحب والظلام، وإذا نجحت تترك كل هؤلاء يواجهون مصيراً مجهولاً مؤلماً!

لسنا نتجنى إن قلنا إن البحث والمقاربات العلمية والتاريخية قد بينت أن عزمي بشارة الصهيوني قد استنسخ بشكل كامل تجربة جوزيف غوبلز وزير دعاية هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، الذي حوّل اختراع الراديو من وسيلة إعلامية موضوعية إلى أداة سياسية هدفها الوحيد بث الشائعات ونثر الأكاذيب وإطلاق العبارات والموضوعات بقوالب تبدو صحيحة، ولكن، كان يعوزها في الحقيقة، الصدق والأمانة والموضوعية، وتفتقر إلى المنطق والصواب.

عندما وطأت قدما بشارة الدوحة، في تسعينيات القرن الماضي، كان مكلفاً بمهمة «موسادية» من طراز خطر، كان عليه أن ينشب أظافره في «الولد العاق» الذي انقلب على أبيه ويقنعه بخطة غوبلز الهتلرية من خلال إطلاق قناة فضائية، توجه خطابها إلى الأمة من المحيط إلى الخليج، تبث البروباغندا التي تنفخ الصغير ليبدو كبيراً، ترتدي قناع «دين إخواني غامض» ليلفت انتباه شباب الأمة، وتستقطب المرتزقة من الإعلاميين التواقين للشهرة والنجومية، فوضع العاق بصمة العار على المخطط، وبدأ التنفيذ.

في كل مرحلة من مراحل عمل قناة الجزيرة حاول «عزمي غوبلز» أن يثبت أنه قادر على الوصول إلى فئة من شباب الأمة، بذات الوسيلة المخادعة التي تبدو في شكلها بريئة الأهداف لكنها سهم يوجه إلى قلب الشباب الجاهل المشوش، كان بشارة يحتفل مع الحمدين إثر كل منعطف، وجاء القرضاوي ليعطي لتلك البروباغندا الشرعية الدينية المزيفة، يفتي ويُصرح ويقدم الوعود تلو الوعود، حتى بات مجتمع كامل من الأمة رهيناً لتلك الأكذوبة الكبيرة، وحتى سقط البوعزيزي في تونس وسقط على إثره زين العابدين بن علي!

تفرعن البروباغنديون وأرادوا امتطاء احتجاجات الشعوب، باسم الإخوان تارة وباسم الليبرالية تارة أخرى، لم تكن الوسيلة مهمة، فالغاية تبرر الوسيلة، وانطلقوا نحو سوريا وليبيا واليمن ولكن المخلصين كشفوا المخطط مبكراً، ووضعوا له حداً، وأجبروا بشارة والقرضاوي والحمدين على التراجع ثم قاطعوهم مقاطعة الخلايا السرطانية الخبيثة.

إذا أردتم أن تعرفوا البروباغندا التي تستهدفكم فانظروا في كل من يبث دعايات تحض على الصراع والحرب والفتنة والإقصاء ونشر البغضاء بين الناس.

إذا أردتم أن تعرفوا البروباغندا الخبيثة فابحثوا عمّن يروج الإرهاب النفسي والفكري ويجعل من جماعة مثل الحوثي الإرهابية منتصرة بل يحاول أن يظهر جيشاً كجيش السعودية الأبطال أنهم خاسرون.

إذا أردتم أن تعرفوا البروباغندا الرخيصة ففتشوا عمن يحاول أن يشوه صورة المساعدات الإماراتية ومهمة جنودها البواسل والهلال الأحمر الإماراتي لليمن وكأنها بهدف غير أهدافها النقية المضيئة المشرقة لاستقرار اليمن واستعادة السلام فيه.

إذا أردتم أن تعرفوا البروباغندا المنزلقة إلى قاع الخبث والحقد فاسألوا من الذي أطلق عن دبي أفلاماً وتقارير تدّعي أنها مدينة أشباح مع أنها عالمياً أصبحت حاضنة الاقتصاد والتطور، ومدينة المستقبل التي يؤمها السياح والمستثمرون والمبدعون من الأرض قاطبة!

أبشركم: جرثومة بروباغندا «عزمي غوبلز» القطرية تحتضر.

Email