دبي قدوة عالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد استطاعت دبي أن تحل في المركز الثالث في قائمة أكثر عشر مدن ناشئة تركت بصماتها في العالم، متخطية مدناً مثل إسطنبول، وكوالا لامبور، وموسكو، من خلال التقرير الذي نشرته جونز لانغ لاسال بعنوان «العولمة والتنافسية»، الذي حدد أفضل عشر مدن أداء في الأسواق الناشئة.. وقد نشر مؤخراً موقع ترافيل آند ليجر، السياحي 16 صورة لدبي، قائلاً: «إنها المدينة الأجمل ومثار للإعجاب من الجو»، وأضاف أن دبي تزخر بقائمة طويلة من الوجهات تكفي لإبهار أي مسافر بأبراجها التي تناطح السحاب والأشهر في العالم باعتبارها صروحاً عمرانية، سواء في شموخها، أو في جمالياتها التي تخطف الأبصار.

لقد عملت وبذلت إمارة دبي جهوداً مضنية برؤية قيادتها الرشيدة ذات الفكر الملهم.. على تأسيس وتوطيد كل العوامل التي من شأنها أن ترسخ مكانتها إقليمياً وعالمياً، حيث استثمرت في بنيتها التحتية وعززت الكفاءات البشرية، ووضعت رؤيةً طموحة تمكنها من مواكبة تقدمها وتطورها ومنافستها كبرى دول العالم حداثة وتقدماً حتى ما بعد عام 2020، لتؤكد أنها المدينة الأجمل في العالم.. استطاعت دبي منذ إطلاق مهرجان دبي للتسوق عام 1996 أن تضع معياراً عالمياً للتميز في تنظيم الفعاليات والمهرجانات، وأن تكون ملتقى جماهيرياً لشعوب العالم أجمع، ولا شك أن الفضل في ذلك يعود إلى الرؤية المستشرفة والمبدعة التي تتميز بها قيادتها الرشيدة الفذة، حيث أدركت الأهمية الاقتصادية للمهرجانات ولتطوير البنية التحتية اللازمة من أجل ترسيخ مكانة الإمارة كونها مركزاً دولياً، ما أدى إلى وجود جدول حافل من الفعاليات الحيوية والمتنوعة التي أصبحت جزءاً أساسياً من ثقافة الإمارة وتطورها، وخاصة الملتقيات والندوات والمؤتمرات الكبرى التي أقيمت على أرضها.. سواء في مجال العلوم والمعرفة أو غيرها، إذ لم يكن التطور الذي صنع في دبي بعقول ورؤى قيادتها الرشيدة ليذهب هباءً، بل جعل منها الوجهة السياحية المفضلة لشعوب العالم.

هندسة ونظافة شوارعها، ودفء وجمال شواطئها الساحرة، وحدائقها الغناء، وفنادقها الفخمة، ووسائل النقل الحديثة، ومولاتها الأكثر حداثة وشهرة عالمية، ومما لا شك فيه أن انتشار «الأمن والأمان» في ربوعها أسهم بشكل فاعل وجلي ومؤثر في جذب السياح والزوار لها من كل أنحاء العالم.

دبي اليوم تختلف عن أي مدينة أخرى في المنطقة، كونها أكثر مدن المنطقة استيعاباً للثقافات في نسيجها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، حتى أصبحت مركزاً إبداعياً ومالياً وتقنياً عالمياً، تستقطب المواهب من كل أنحاء العالم، وتضم مقرات إقليمية لكل الشركات العالمية والعلامات التجارية العملاقة في كل القطاعات.

وقد دعا مؤخراً موقع «بلو استراتيجي أوشن» الشبكي الأميركي، المدن الأميركية إلى إعادة اكتشاف نفسها والاقتداء بما فعلت دبي، التي نجحت في تطوير طرق ومناهج جديدة في شق طريقها نحو مستقبل أفضل وأكثر تألقاً.

واستعرض الموقع في تقرير حديث تحت عنوان «حافز دبي الجديد نحو المستقبل»، قصة نجاح دبي الاقتصادي، مشيراً إلى أن دبي استطاعت أن ترسخ مكانتها بوصفها مركزاً إقليمياً وعالمياً بارزاً للتجارة والسياحة والتسوق.

وأضاف أن اقتصاد دبي كان الأسرع نمواً في العالم على مدى 33 عاماً متتالياً، وتحديداً منذ عام 1975 وحتى 2008.

وسلط التقرير الضوء على اتجاه دبي إلى استراتيجية النمو الاقتصادي الجديدة، المعروفة باسم «استراتيجية المحيط الأزرق»، وهي نهج ظهر في عام 2004 على يد الكوري دبليو تشان كيم، والأميركية رينيه موبوريني، وهو يحض الكيانات الاقتصادية، سواءً كانت شركات أم دولاً، على البحث عن أسواق جديدة لم يخض فيها المنافسون، يطلق عليها «المحيطات الزرقاء»، فيما يطلق على الأسواق التقليدية الزاخرة بالمنافسين اسم «المحيطات الحمراء»، مضيفاً أن من أهم المحيطات الزرقاء التي خاضت دبي غمار مياهها التقنيات الجديدة، مثل طباعة المباني باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، والواقع المعزز، ومختبرات الطعام المستدام، والمركبات ذاتية القيادة.

وذكر التقرير أن دبي لم تقنع بالتماهي مع الاتجاهات الخارجية وتطبيقها كما هي، بل قررت أن تصنع هي بنفسها اتجاهات جديدة للمستقبل. واختتم التقرير بالإشارة إلى أن دبي لا تكتفي بمواجهة التحديات الراهنة، وإنما تعمد، أيضاً، إلى استباق التحديات المستقبلية.

دبي التي تصنّف ضمن مُدن الغد والمستقبل، لم تشهد مدينة في العالم نمواً عمرانياً مثلها خلال الأزمنة المعاصرة، حتى أن مجلة «فوربس» الشهيرة صنفتها ضمن قائمة المدن السبع العظيمة، إلى جانب لندن، وباريس، ونيويورك، وريودي جانيرو، وبانكوك، وموسكو، حتى غدت قبلة الشباب والكفاءات والمواهب من كل العالم.

Email