محمد بن راشد القائد العبقري

ت + ت - الحجم الطبيعي

تأملت سمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، فوجدتها تجتمع في كلمة (عبقري)، والعبقري مصطلح تعددت تعريفاته حتى تبلورت فيما بعد على يد العالم البريطاني السير فرنسيس غولتون الذي قال: «إن لفظ العبقري يفيد تمتع المرء بقدرٍ عالٍ من الذكاء يساعده على تحقيق منجزات باهرة في حقلٍ من الحقول» ثم حدد عناصر العبقرية بـ (الأصالة ـ والإبداع ـ والقدرة على التفكير والعمل في مجالات لم تستكشف من قبل)، وربما زاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد على ذلك.

لهذا سأضيف إلى الوصف الذي منحته لسموه جامعة الدول العربية عندما كرمته بدرع العمل التنموي العربي، إذ أطلقت عليه لقب (رائد العمل التنموي العربي) والريادة جزء مهم من العبقرية لا كلها، فجهوده الإبداعية وفكره المتجدد المحفز على الإبداع والتغيير وقيادته الذكية والحكيمة للمؤسسات الاقتصادية والتنموية داخل الإمارات ومشاريع التنمية الثقافية والمجتمعية والإنسانية خارج الدولة، أو من خلال جهوده المميزة في صناعة الإنسان المتعلم والواعي لمسؤولياته الوطنية والقومية والإنسانية، والطموح الذي لا يقف عند حد، الإنسان المتمسك بهويته وتراثه وأصالته، والباني للحاضر والمستقبل برؤية إيجابية وتحدٍ للصعوبات حتى لو وقف المستحيل أمامه فهو يؤمن أن لا مستحيل أمام إرادة الإنسان وقوة روحه وفكره.

إن أهم أسباب عبقرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد هو اهتمامه ببناء الإنسان ببعدٍ فكري موازٍ للبناء المؤسسي التنموي للدولة وفق أفضل المعايير العالمية. كما جد وارتقى بكل هذا مستفيداً من التقدم العلمي والتكنولوجي وتقنيات العالم الرقمي لتسيير الحكومة الذكية وبناء منصات للتنافس العلمي والتقني عالمياً، ولو أضفنا إلى مواصفاته العبقرية أخلاقه وأصالته وطموحه وحبه لشعبه وتمسكه بعروبته وإنسانيته، لخرجنا بنوع من العبقرية العربية التي يحق لنا أن نفخر بها، ونحمد الله أننا إماراتيون، وعشنا زمن القادة العباقرة كأبينا الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وباقي حكامنا الأصلاء.

لقد جاء تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بدرع العمل التنموي العربي من قبل جامعة الدول العربية ليعبر عن شكر الأخوة العرب وامتنانهم لهذا القائد الملهم، وتقديراً لإدارته لأكبر مؤسسة إنسانية وتنموية هي (مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية) ولإسهاماته المؤثرة في التنمية العربية ورؤيته غير التقليدية في تمكين المجتمعات العربية، وقيادته لنهضة عربية في الإدارة الحكومية.

وما هذا التكريم إلا وسام فخر على صدر بلادنا ومبعث فخرٍ واعتزاز لنا.

ولقد هنّأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وقال في تغريدة له على تويتر «يبقى أخي محمد بن راشد الشخصية الأكثر تأثيراً وإلهاماً في تطوير العمل الحكومي، وصاحب رؤية رائدة في الارتقاء بمفاهيم التميز والإبداع، كل التهنئة لمنحه درع العمل التنموي من الجامعة العربية، جهوده وإسهاماته البارزة في التنمية والبناء جعلت الإمارات نموذجاً يحتذى في مضمار التنافسية والريادة».

وخلال بحثي في معاني العبقرية وأسبابها من مختلف وجهات النظر خلصت إلى أن هناك علاقة بين العبقرية والوراثة والعبقرية والنشأة الاجتماعية والبيئة الحاضنة، فلا غرابة أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد سليل أسرةٍ عريقة لشيوخ تركوا بصمتهم في تاريخ الإمارات، وهو قد تربى في أحضان والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله، وكان منذ صباه أقرب المقربين للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهذان الشيخان هما البانيان لنهضة الإمارات وتوحيدها، فكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد منذ طفولته ضمن البيئة التي تتنفس البطولة وترسم أحلام انطلاقة دولة ٍصار لها شأنها وحضورها في كل مجال، كان منذ طفولته يسمع الحلم من الكبار ليلاً ليرى صورته بعد أيام ٍ على الأرض واقعاً لا خيالاً، وهكذا نشأ وترعرع بين القادة الكبار فكانت سماته العبقرية تتشكل وتنمو يوماً بعد يوم، وإذا به يبزغ مع بزوغ نجم الإمارات يكبران معاً يشمخان معاً، تحبه ويحبها، تستحقه ويستحقها.

فهنيئاً لكم أيها العبقري النبيل والفارس الأصيل ولشعبنا بكل ما يعز ويرفع الرأس عالياً.

Email