مظلومية قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يستمر تنظيم الحمدين في لعب دور الشخص المشاكس المتنمر، الذي يعتدي على الآخرين ويؤذيهم، ثم يتباكى أمام الآخرين، مدعياً أنهم ظلموه واعتدوا عليه، وبافتضاح أمره، يضيف إلى سيرته صفحة سوداء جديدة، فيخسر سمعته، ويفقد ثقة الآخرين به واحترامهم له، هذه هي حال قطر تماماً، فهي التي دعمت الإرهاب، ودمرت الأوطان، وحرضت على الفوضى والثورات، وتسببت في تشريد الشعوب، واعتدت على الجيران، وأخلَّت بالتزاماتها معهم، وأساءت إلى مواطنيها وانتهكت حقوقهم، ورفضت صوت العقل، مع الإلحاح الشديد، والنصائح المتوالية، والفرص الكثيرة المتاحة أمامها للتصحيح والرجوع من أوسع الأبواب، ولكن لا حياة لمن تنادي، وبعد هذا كله، تدعي قطر كذباً وزوراً، أنها مظلومة!!، فمن الذي سيصدقها؟!!

واستمراراً في مسلسل المشاكسة، رفع تنظيم الحمدين دعوى مظلومية كاذبة إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، ضد دولة الإمارات، يدعي فيها أن ممارسة دولة الإمارات لحقها السيادي في مقاطعة قطر، صيانة لأمنها القومي، هو خرق للاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري، وأن دولة الإمارات، تنتهك حقوق الإنسان بالنسبة للقطريين، مستخدماً طريقة استدرار العواطف والتباكي، وقد فنَّدت بعثة الإمارات في لاهاي، هذه المزاعم الكاذبة، وبينت أن شكاوى قطر لا أساس لها من الصحة، وأن جميع القطريين في الدولة يتمتعون بكافة الحقوق التي يكفلها لهم قوانين الدولة، ويتمتعون بحرية التصرف في أموالهم واستثماراتهم، وخدمات الرعاية الصحية وغيرها، وكل ذلك ثابت بالوثائق والأرقام الدامغة، التي تنسف ادعاءات قطر، والعالم كله يشيد بإنجازات دولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان، وسجلها الناصع في ذلك، فهي موضع احترام وتقدير من الجميع، وإنجازاتها كالشمس المشرقة، لا تستطيع قطر تغطيتها، فالشمس لا تُغطى بغربال!!

ويحاول تنظيم الحمدين، عبر افتعال المظلوميات، المتاجرة بالشعب القطري، وإيهام المجتمع الدولي بأن مشكلة دول المقاطعة، هي مع الشعب القطري، وليس مع نظام الحمدين، وهذه أكذوبة مفضوحة تماماً، فنَّدتها دول المقاطعة منذ اليوم الأول، فقد أكدت دول المقاطعة في البيان الأول، حرصها الكامل على العلاقة بين الشعوب العربية، والتقدير العميق للشعب القطري الشقيق، كما أكدت ذلك أيضاً في بيانات لاحقة، ومنها البيان الصادر في يناير الماضي، والذي بيَّن أن الإجراءات المتخذة ضد نظام الدوحة، لا تستهدف إطلاقاً الشعب القطري، الذي تربطنا معه أواصر الأخوة والقرابة والمصاهرة، كما أكدت دولة الإمارات في محكمة العدل، الأمر نفسه، مؤكدة أنها تولي الشعب القطري كل الاحترام، وأن المستهدف من المقاطعة، هو النظام القطري الداعم للإرهاب والفوضى، وليس الشعب القطري.

نعم، لقد أوضحت دول المقاطعة هذه الحقيقة منذ اليوم الأول، ولكن النظام القطري يتعامى عن جميع الحقائق، كما هي عادته، ويمضي في طريق التصعيد، باختلاق الأكاذيب وصولاً إلى المتاجرة بالشعب القطري، مستخدماً تارة أدواته الإعلامية، وتارة ممثليه ودبلوماسييه، ليواصل طريق الانتحار السياسي، ومن أهدافه في ذلك، ذر الرماد في العيون، للتغطية على دعمه للإرهاب والتطرف، وأياديه الملوثة بدماء الشعوب.

إن مقاطعة الدول الأربع للنظام القطري، حق سيادي لها، لحماية أمنها القومي، وضمان استقرارها واستقرار المنطقة، وخاصة مع تنامي الدور السلبي للنظام القطري، الذي تسبب في إشعال المنطقة، وتأجيج الصراعات فيها، ما جعلها مصدر تهديد وخطر، وكان الأحرى بهذا النظام، أن يبكي دماً على ما اقترفه في حق الدول والشعوب، بدلاً من أن يختلق المظلوميات الكاذبة!

وأخيراً، فإن تصرف النظام القطري، أثبت حقيقة مهمة، وهي أن المقاطعة خير علاج لردعه ورده عن إرهابه وتطرفه، فهو اليوم يتوسل في محكمة العدل لإرجاع العلاقات، ويذرف الدموع من أجل ذلك، ويصرخ بشدة، وصراخه على قدر ألمه، ولذلك، فلا بد من استمرار المقاطعة، إلى أن تذعن قطر للمطالب وتصحح مسارها، وقد أكدت دول المقاطعة مراراً، أن الحل سهل ميسور أمام قطر، يتلخص في جملة واحدة، وهي وفاء قطر بالتزاماتها، ولا حل غير ذلك.

Email