جنودنا فخر الوطن

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتميز دولة الإمارات بقواتها المسلحة الأبية، وجنودها البواسل الشجعان، الذين لا يترددون لحظة واحدة في تلبية نداء الوطن، مقبلين بكل عزم وحزم، في أي وقت ومكان، وفي أي ظرف كان، فهم رهن إشارة الوطن، يدافعون عن مقدّراته، ويحافظون على مكتسباته، ويذودون عن حياضه وحدوده، ويعززون أمنه واستقراره، ويكوِّنون قوة ردع قوية، فلا يطمع فيه طامع، ولا يتجرأ متجرئ على المساس به، فهم حصن الوطن الحصين، ودرعه المتين.

إن جنودنا البواسل فخر الوطن بحق، فهم سباقون إلى ميادين البطولة والشجاعة دون تردد ولا تهيب، يجودون بأغلى ما يملكون، فيقدمون أرواحهم رخيصة فداءً للوطن ودفاعاً عن أمنه القومي ومصالحه العليا، فهم قدوة لنا جميعاً في قيم الوفاء والإخلاص والولاء والانتماء والتفاني والبسالة والشجاعة والتضحية وترك حظوظ النفس من أجل رفعة الوطن واستقراره، وهم قدوة لنا أيضاً في الكفاءة العالية والقدرات المتميزة والمهارات الفائقة، والقيام بالمسؤوليات على أكمل وجه، وهم قدوة لنا كذلك في تحقيق الإنجازات وروح البذل والعطاء، بما يحققونه من الانتصارات الميدانية، ويساهمون مساهمة فاعلة في المساعدات الإنسانية وتعزيز الاستقرار الإقليمي والعالمي.

إن قواتنا المسلحة سد منيع أمام مختلف المؤامرات والأطماع، وقد أثبتوا جدارتهم في مختلف المواقف، وكانوا عند حسن ظن قيادتهم ومجتمعهم، وضربوا أروع الأمثلة، ومن ذلك مشاركة قواتنا المسلحة في عاصفة الحزم، لإعادة الشرعية في اليمن، ضمن قوات التحالف العربي، فقد أثبتوا أنهم خير سند للأشقاء في أحلك الظروف، وسطروا أروع البطولات والتضحيات في ساحات البطولة والرجولة، مدافعين عن اليمن وأهله ضد عدوان الحوثيين عملاء إيران، الذين أرادوا تدمير اليمن وتخريبه، والتنكيل بأهله، وجعله تحت الهيمنة الإيرانية، وقد انكشفت لكل أحد جرائمهم الدنيئة في حق الشعب اليمني، واستهدافهم للمدنيين والأطفال وقصفهم الأحياء السكنية وتدمير البنية الاقتصادية، وتهديدهم لدول الجوار ولأمن المنطقة والملاحة العالمية، وانتهاكهم لكل القوانين والأعراف الدولية، وهذا ليس غريباً على ميليشيا إرهابية رضعت الإرهاب والإجرام، وأصبح ذلك جزءاً أصيلاً من أجنداتها، شأنها شأن داعش ونظيراتها، فهي ليست سوى أداة لتدمير الدول والمجتمعات.

وها هم جنودنا البواسل يحققون الانتصارات المتوالية المشرفة، ويحررون الأراضي اليمنية المغتصبة من قبضة الحوثيين، الذين يجرون أذيال الهزائم المستمرة وراءهم، جهود عسكرية إماراتية وعربية مشرفة في قوات التحالف لتخليص الشعب اليمني من إجرام الحوثيين وبطشهم وتسلطهم، تواكبها جهود إنسانية مشرقة لإعادة الإعمار في المناطق المحررة ومد يد العون إلى أهلها وتسيير القوافل الإغاثية لتزويدهم بالمؤن والغذاء لزرع البسمة على شفاههم، وها هي معركة الحديدة تنطلق لتضيف بإذن الله انتصاراً كبيراً متجدداً إلى سجل الانتصارات الحافلة لقوات التحالف، وتدق الأسافين الأخيرة في نعش الحوثيين، لتعيد لليمن بهجته واستقراره.

لقد حققت قواتنا الباسلة إنجازات تفتخر بها الإنسانية، فهم موضع تقدير وإكبار من كل منصف، لأنه يرى ثمرات جهودهم، إضاءة لدروب الأمن والأمان، وإغاثة للأبرياء، ودفاعاً عن الشقيق، واسترجاعاً للشرعية، ومكافحة للإرهاب والتطرف، وأما أعداء الأوطان والإنسانية فيرون الأمور بمقاييسهم المنقلبة، وينهجون سبيل التشويه الظالم، ولا يملكون إلا سلاح الأكاذيب والإشاعات والإعلام المغرض الموجه الفاقد للمهنية والمصداقية، وخير نموذج على ذلك قناة الجزيرة، التي أصبحت أداة موجهة ضد قوات التحالف العربي، ومرتمية في أحضان الحوثيين والإيرانيين، تفتح لهم منابرها، وتؤيدهم، وتتبنى أجنداتهم، وتنهش قوات التحالف كالحية الرقطاء، ولكنها بهذا لا تضر إلا نفسها، وقد سقطت من أعين كل العقلاء المنصفين.

ولقد قدم جنودنا البواسل وهم يؤدون واجبهم المشرف كوكبة من شهداء الوطن الأبرار، الذين جادوا بأرواحهم وهم ينصرون الحق ويتصدون لقوى الشر الغاشمة ويفتحون طريق الأمل الفسيح أمام الشعب اليمني الشقيق، فهم بحق تيجان فخر للبشرية جمعاء، يفتخر بهم وطنهم، وتفتخر بهم قيادتهم وأسرهم ومجتمعهم، ولقد عبَّر أسر الشهداء عن فخرهم واعتزازهم بهذه الكوكبة المضيئة من أبنائهم البواسل، الذين هم مشاعل مضيئة في صفحات التاريخ، مترجمين بذلك عن معدنهم الأصيل، ومعبرين عن حبهم العميق لوطنهم، ومعززين روح الولاء الصادق والانتماء العميق، لتكون هذه الأُسَر المشرفة مدرسة يتعلم منها الأجيال أسمى معاني الوطنية.

إن واجبنا تجاه قواتنا المسلحة كبير، بأن نؤازرهم، وندعو لهم، ونفتخر بهم، ونعتز بإنجازاتهم، وأن نستثمر الإعلام والأقلام في دعمهم والافتخار بإنجازاتهم ومناقبهم، سواء في الوسائل المرئية أو المسموعة أو المقروءة التقليدية، أو في وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل وسيلة متاحة، ونغرس في أبنائنا تقدير تضحياتهم، والإشادة ببطولاتهم، وأن يتخذوهم قدوة في صفاتهم النبيلة، وتفانيهم في حب الوطن والدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس من أجل عزته ومنعته.

ولنا في قيادتنا الحكيمة الأسوة الحسنة في ذلك، فهي قدوة لنا في الحفاوة بجنودنا البواسل وتقديرهم وشكرهم، ومن الأمثلة الرائعة على ذلك قيام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، بتهنئة جنودنا البواسل في اليمن عبر اتصال مرئي بمناسبة عيد الفطر المبارك، حمل أجمل كلمات الشكر والتقدير والاعتزاز بهم، ليبادلهم جنودنا من ميادين العز والشرف كلمات الوفاء والولاء والتهاني العطرة بمعنويات عالية وتفاؤل كبير بالنصر القريب.

إن الكلمات تعجز عن شكر جنودنا البواسل، والإشادة بإنجازاتهم وتضحياتهم، وسيبقون ذخراً وفخراً للوطن، خالدين في ذاكرة أبنائه الأوفياء.

Email