الحديدة.. نصر لسلام اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أولوية حماية المدنيين وضمان عدم تأثر الأوضاع الإنسانية في الحديدة كانت منذ البداية أولوية قصوى لدى التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، وهو ما أكده التحالف والإمارات أكثر من مرة منذ انطلاق المعركة الكبرى لتحرير الحديدة، التي تشهد تقدماً متسارعاً على الأرض بإقدام ألوية العمالقة، وإسناد وتضحيات قواتنا المسلحة الإماراتية.

تنبع هذه الأولوية والأهمية للأوضاع الإنسانية من الهدف الأساس لإطلاق عملية تحرير الحديدة، وهذا الهدف هو تخليص المدنيين من أهالي الحديدة من معاناتهم التي طالت أعواماً تحت ظلم وانتهاكات ميليشيا الإرهاب الإيرانية، التي ينظر إليها أهل الحديدة بوصفها قوة احتلال يريدون أن يتحرروا منها في أسرع وقت ممكن.

بل إن تصميم الشرعية والتحالف على تحرير المدينة ومينائها الاستراتيجي يأتي من منطلقات أكبر، لأن تحريرها من شأنه تقصير أمد الحرب في جميع مناطق اليمن، إذ تتخذ الميليشيا الإرهابية من المدينة ومينائها منفذاً لتهريب الأسلحة والصواريخ الباليستية الإيرانية التي تهدد بها أبناء اليمن ودول الجوار، كما تتخذ من المدينة منطلقاً لممارسة إرهابها في تهديد الملاحة الدولية.

من هذه المنطلقات الإنسانية، يجدد معالي الدكتور أنور قرقاش، في لقائه مع أعضاء السلك الدبلوماسي لدى الدولة، تأكيد أولوية حماية المدنيين والإجراءات الدقيقة والمدروسة التي يتخذها التحالف في المعركة، مستعرضاً كذلك خطط التدخل الإنساني التي تم تجهيزها لإدخال المساعدات وإغاثة المدنيين وضمان عدم تأثرهم.

تجدد الإمارات، كذلك على لسان معاليه، التزامها بالتسوية السياسية، فعملية الحديدة هدفت في الأساس إلى مساعدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة في مهمته الصعبة لإقناع الحوثيين بالانسحاب من الحديدة وتسليمها للحكومية الشرعية، بعد ثلاثة أعوام من الجمود والمماطلات والمراوغات الحوثية بعدم العودة إلى طاولة المفاوضات.

إعادة اليمن إلى أهله الشرعيين، وضمان استقراره بعيداً عن اختطافه لمصلحة مخططات الهيمنة الإيرانية وتهديداتها بنشر الفوضى في المنطقة، سيظلّان المصلحة الاستراتيجية العليا للإمارات والمجتمع الدولي، ليقرر اليمنيون مستقبلهم بأنفسهم، وينعموا بالأمن والاستقرار والازدهار.

Email