حزم تجاه الشر الإيراني

ت + ت - الحجم الطبيعي

الاستراتيجية الصارمة التي تواجه بها واشنطن ودول فاعلة في المنطقة والعالم، السياسات الإيرانية، جاءت بعد إدراك دولي بأن إيران لن تعود عن غيها في تطوير برنامجها النووي ودعمها للإرهاب وميليشياته في كل مكان، ومواصلتها زعزعة استقرار الدول العربية، إضافة إلى برنامجها للصواريخ الباليستية الذي تهدد به من خلال أذرعها الإرهابية دولاً محورية في المنظومة الدولية.

هذه الاستراتيجية التي أعلنتها واشنطن، أمس، وجدت تأييداً كبيراً من دول الجوار، وهي الأكثر إدراكاً لما تمثله إيران من تهديد لأمنها واستقرارها وللسلم الدولي، ولهذا فإن تأييد هذه الدول يجب أن يحتذى دولياً، ويجد قناعة وتجاوباً، خصوصاً لدى تلك الدول التي تقف على الحياد، أو تحاول أن تنقذ مصالحها الاقتصادية، ظناً منها أن إرهاب إيران وأذرعها في حلف الشر بعيد عنها ولن يطولها.

الشروط التي وضعتها واشنطن أمام إيران للتوصل إلى اتفاق جديد، ليست شروطاً تعجيزية لمن يريد بصدق تغيير سياساته ليدعم السلم في المنطقة والعالم، ولكنها ستكون حتماً قاسية على من يريد أن يواصل سلوكه الذي مارسه عبر سنوات من تغوّل وانتهازية ونشر للفوضى وعبث بأمن الدول واستقرارها، وتعامل إيران اليوم مع هذه الشروط سيكون بوصلة كافية لجميع دول العالم لمعرفة حقيقة إيران، وإدراك أن الوقوف أمام سلوكها التدميري أولوية تسبق أي مصالح أخرى.

إيران ومن يتحالف معها، ومن يقف على الحياد منها، والعالم أجمع اليوم، يقف على مفترق خطير، فإما أن تعود هذه الدولة الخارجة عن القانون الدولي إلى رشدها وتغلّب الحكمة في سياساتها، وإما أن الحزم الدولي هو ما يجب أن يكون الحكم بينها وبين حلفاء نشر الأمن والسلام في العالم.

Email