الوقف المؤقّت يدعم مسيرة الخير

ت + ت - الحجم الطبيعي

المسيرة المباركة للدولة لها ميزتها وقيمها الإنسانية الخاصة التي قد لا نجد لها مثيلاً في العالم، وهذا مبعث فخر وعزة ومحفز كبير على العمل في بيئة تشكل القيم والمثل العليا ناظماً للعلاقات وموجهاً للنجاح، ولكنها في الوقت ذاته استحقاق كبير يقع على عاتق المؤسسات والهيئات والشركات والأفراد في القطاعين العام والخاص، ويتطلب الاستمرار في تطوير المؤسسات الأكاديمية والفعاليات الثقافية لتشمل مساحات أكبر للعمل الخيري الإنساني يتزامن مع التطور المحرز في القطاعات المادية كالبنى التحتية والاقتصاد والخدمات.

ويعتبر الوقف المؤقت أحد نماذج مواكبة احتياجات العصر لأنه يتناسب مع الشكل الجديد للتنمية ومتطلباتها ويتيح للناس مشاركة أوسع في عمل الخير.

بالإضافة إلى الأجر والثواب الذي يحصل عليه الإنسان، فالله تعالى يُجزى الإنسان على الخير، سواء كان هذا الخير دائماً أو مؤقتاً، لذا سنستعرض الفرص التي يتيحها الوقف المؤقت لأوسع مشاركة اجتماعية ممكنة لنضع الناس أمام شكل جديد من الشراكة اليسيرة والممكنة في مسيرة التنمية.

جوهر الوقف المؤقت يقوم على وقف أصل أو أي شكل من أشكال الثروة ذات العائد الشرعي لصالح دعم أو تمويل غرض اجتماعي أو غاية إنسانية أو كل ما ينطبق عليه مفهوم التكافل الاجتماعي بين الفئات، وينتهي الوقف بانتهاء المهمة ذاتها أو المدة التي حددها الواقف، إنه وقف لمدة زمنية محددة بزمن أو بنتيجة معينة، وقد يكون على شكل وديعة يقرر صاحبها تسليمها إلى مؤسسة وقفية كي تستثمرها وتنفق من ريعها في سبيل مشاريع اجتماعية تعليمية وصحية وثقافية ودينية وأخلاقية. ويمكن أن يتحول هذا الوقف من مؤقت إلى دائم إذا أراد الواقف ذلك وهو الذي يستمر المال فيه موقوفاً إلى ما لا نهاية بحيث تستخدم عائداته لتمويل مختلف المشاريع التنموية مثل بناء المستشفيات والمدارس وتطوير البنى التحتية وتعليم القصر والأيتام والمحتاجين أو حتى تمويل حملات ذات علاقة بالاستدامة والمناخ والحفاظ على البيئة.

ولمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر مساهمة فاعلة يتمثل جوهرها في تطوير آليات الوقف المعاصر للمساهمة في نجاح ودعم مسيرة الخير، ولعل الجزء الأهم من هذه المساهمة هو التعريف بأشكال الوقف المعاصر الذي يتناسب مع الشكل الجديد للثروات والأصول التي لم تكن سائدة في مراحل تاريخية سابقة، والذي يواكب الاحتياجات المتغيرة للمجتمعات، وهذا يقودنا إلى اقتراح أن يكون تمكين الوقف المؤقت وتعزيز ثقافته بين المجتمع محورا للتنسيق والعمل بين المؤسسة والشركات والهيئات والأشخاص الراغبين في المساهمة بهذا النموذج من الوقف.

إن الاحتفاء بعام زايد مناسبة عظيمة لكي نترجم ثقافة عمل الخير على شكل مبادرات جديدة تستكمل مراحل مسيرة العطاء لدولة الإمارات العربية المتحدة.

* الأمين العام لمؤسسة الأوقاف وشؤون القصر في دبي

Email