تناقض قطر هل يهدد الأمن الأميركي؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تسبح قطر عكس التيار الخليجي الأميركي، الذي يتصدى للتمدد الإيراني، وهي تشكل خطراً على أمن دول مجلس التعاون وأمن المنطقة الإقليمية، إنما السؤال هنا، هل تشكل هذه السياسة القطرية المعاكسة، خطراً على الأمن القومي الأميركي كذلك؟.

هذا السؤال طرحه مقال نشر في موقع «دراسات أمنية» لبراد بيتي، مستشار القوات العسكرية الأميركية، تساءل فيه إن كانت قطر تهدد الأمن الوطني الأميركي بتقاربها مع إيران؟. ثم أضاف سؤالاً آخر «هل تستطيع قطر أن تستمر في اللعب على المتناقضات بين إيران وأميركا، كما كانت تلعب على تلك التناقضات بين طالبان وأميركا؟».

وقد كان الكاتب يشير إلى دور الوساطة الدبلوماسية الذي لعبته قطر بعد 2005، والذي سمح لها بالاحتفاظ بالرمانتين معاً طوال الحرب في أفغانستان، حيث منحت قطر من خلال احتفاظها بالعلاقة بين الطرفين المتقاتلين، جسراً من الاتصالات بينهما (الأميركان وطالبان) عند الحاجة، وكذلك فعلت مع جماعة النصرة في سوريا، وهذا دور (دبلوماسي) مفيد في ظروف القتال بين القوات الأميركية والجماعات المسلحة، كطالبان أو النصرة، حيث لا سفارات وممثلين قنصليين يمكن التفاهم معهم، إلا ما هو موجود في قطر، إنما كان هذا الدور موضع شك للمقاتلين على الأرض، حين دائماً ما تحيط الشكوك بالوسيط في مثل هذه الأحوال.

إنما اختلف الوضع الآن، بوجود قوات أميركية على الأراضي القطرية، التي لا تبعد كثيراً عن الأراضي الإيرانية، وهنا يشكل الارتباط القطري بإيران خطراً مهدداً مباشراً لتلك القوات الأميركية، خاصة أن إيران طورت برنامجها الصاروخي البالستي، وهددت بغلق مضيق هرمز، إن هي تعرضت للخطر، فالأمر اختلف إذن، واستمرار لعب هذا الدور أصبح معقداً وغير مقبول.

تعقد الأمر أكثر، حين أدرجت الولايات المتحدة الأميركية، ومعها دول مجلس التعاون، قوائم جديدة لحزب الله ولقيادات في الحرس الثوري الإيراني، والخزانة الأميركية تعد بمزيد من العقوبات والقوائم الإيرانية التي ستدرج في الخانة الإرهابية، في الوقت الذي تخطط فيه قطر لتصبح النافذة المالية لإيران، في حال فرض عقوبات جديدة عليها.

وبحسب موقع IFP الخبري، نقلاً عن وكالة فارس، أوضح المسؤول حول تغيير شركاء إيران في التعامل بالعملات الأجنبية، أن التعامل بالعملات سيتطور مع قطر، بعد مواجهة مشاكل في التحويل مع جهات أخرى في الخليج العربي.

وبيّن المصدر ذاته أن بنكي «ملي» و«بارسيان»، افتتحا حسابات في البنك المركزي القطري، وبحسب البرنامج، فإن بنك «صادرات» الإيراني، سيلعب دوراً جديداً في مجال هذه التحويلات. ورداً على إمكانية أن تصبح قطر قطباً لتحويل العملات بالنسبة لإيران، أكد أن البنك المركزي يسعى لحدوث ذلك.

وفي الوقت الذي كان فيه تميم أمير قطر، يجلس مع ترامب في البيت الأبيض، في العاشر من أبريل، كان عبد الله خنجي مدير شركة مواني القطرية، يجلس مع نظيره الإيراني، ويصدرون بياناً يعدون فيه بإزالة الحواجز الجمركية وحركة التنقل والتأشيرات بين طهران والدوحة، فهل ستقبل الولايات المتحدة الأميركية بمزيد من الروابط الاقتصادية والتجارية الإيرانية القطرية، في الوقت الذي تعد الإدارة الأميركية بمزيد من العقوبات على إيران؟ السؤال هنا، هل هذه اللعبة قابلة للاستمرار؟ هل الحاجة لهذه النافذة سيشجع قطر على طرح نفسها لتلعب هذا الدور من جديد؟

Email