دور الإمارات المشرق في اليمن

ت + ت - الحجم الطبيعي

صفحات مشرقة مجيدة وسجل ناصع مشرف لدولة الإمارات في دعم الأشقاء، ومساندتهم، والوقوف معهم في الرخاء والشدة، وهو نهج راسخ أصيل، غرسه مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، ووطد أركانه من بعده الحكام الأوفياء، الذين كانوا خير خلف لخير سلف، مما ساهم في تعزيز المكانة الخارجية لدولة الإمارات تجاه أشقائها بكونها خير سند وعضد لهم، وخاصة في المحن والصعاب ومواجهة المهددات والتحديات.

وإن الأمثلة على دعم دولة الإمارات لأشقائها كثيرة لا تنحصر، ظاهرة جلية لكل منصف، ومنها جهودها في مساندة أشقائها في اليمن، عبر محطات ممتدة كثيرة منذ تأسيس دولة الإمارات، وها هو سد مأرب التاريخي شاهد على اليد الإماراتية البيضاء التي رممته ليعود خيره لأهل اليمن من دون أن تنتظر جزاء ولا شكوراً، قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية: «دولة الإمارات لم تكن يوماً إلا مع اليمن وشعبه، وهذا ما رسخه فينا الشيخ زايد بن سلطان رحمه الله».

ومن مظاهر مساندة دولة الإمارات للأشقاء في اليمن وقوفها معهم في محنتهم الأخيرة، بصد العدوان الحوثي عنهم، والذي استهدفهم واستهدف دولتهم ومقدراتهم، حيث عملت دولة الإمارات ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية لإنقاذ اليمن، وإعادة الشرعية إليها، استجابة لدعوة اليمن وشعبه الذي اكتوى بنيران الحوثيين الغادرين.

وكان لذلك الأثر المباشر في تحرير كثير من المناطق اليمنية، وإعادة الأمن والطمأنينة إلى أهلها، وإنقاذهم من بطش الحوثيين، في سلسلة من الانتصارات البطولية المشرفة التي لا ينساها التاريخ، وقدمت دولة الإمارات كوكبة من شهدائها الأوفياء، الذين ضحوا بدمائهم الغالية من أجل أشقائهم في اليمن، فكانوا بحق مشاعل نور تعكس أجمل صور التضحية الإماراتية في الدفاع عن اليمن بالغالي والنفيس، كما عملت دولة الإمارات على محاربة التنظيمات الإرهابية في جميع المحافظات اليمنية، وكل ذلك لاقى التقدير والعرفان من أهل اليمن، الذين عرفوا لهذه الدولة وقفتها المباركة.

وعلى المستوى الإنساني انطلقت قوافل الخير المتوالية من أرض دولة الإمارات لمساعدة أهل اليمن وتوفير حاجياتهم في مختلف المجالات الغذائية والصحية والتعليمية وإعادة التنمية والإعمار، لتتويج السعادة من جديد وإعادة البسمة إلى الشفاه.

وعلى المستوى السياسي دعمت دولة الإمارات جهود المبعوث الأممي إلى اليمن لإنجاح المسار السياسي المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

إن هذه الجهود المباركة لدولة الإمارات في اليمن ذات أهداف نبيلة سامية، تصب في مصلحة أهل اليمن، ليس لها أغراض خاصة ولا أطماع، وكل منصف يدرك هذه الحقيقة، ومن يتأمل سياسة دولة الإمارات يجدها سياسة واضحة ناصعة في هذا المجال، تعتمد على مبادئ الحق والعدل والسلام، وهي نموذج في احترام الأشقاء ودعمهم، واحترام الأصدقاء والتعاون معهم، ولذلك تبوأت دولة الإمارات مكانة مرموقة في المجتمع الدولي، وأضحت موضع احترام وتقدير الجميع.

وهذه الحقيقة التي يدركها جميع المنصفين يتعامى عنها الإعلام الموجه المغرض الذي يتولى كبره الحوثيون وإيران وقطر والإخوان وأذنابهم، الذين يسعون إلى قلب الحقائق، وتشويه الوقائع، لخدمة أجنداتهم الخاصة، وهم أبعد ما يكونون عن الصدق والإنصاف، لا بضاعة لهم سوى الكذب والتزييف والتزوير، وقد غاظتهم الجهود المشرقة للإمارات في اليمن، فعملوا على نسج الأكاذيب حولها، ظانين بذلك أنهم سينالون منها، ولكن أنى لهم ذلك؟! ومن أكاذيبهم ادعاء أن الإمارات لها أطماع في اليمن، وهي كذبة مفضوحة لا يصدقها عاقل، فسياسات دولة الإمارات ومواقفها وتصريحاتها وشهادة كافة العقلاء عنها تنقض هذه الأكذوبة من جذورها، ودعم دولة الإمارات للأشقاء في اليمن ليس وليد اليوم، بل هو دعم تاريخي ممتد لهم، فهل طمعت فيهم يوماً؟!!

وهذا الإعلام الرخيص الذي ينشر هذه الأكاذيب إعلام متاجر منحاز، وإلا فأين هو من إدانة جرائم الميليشيات الحوثية التي لا ترعى حرمة لأحد، ولا تتورع عن ممارسة القتل والتشريد في حق الأبرياء، وزراعة ألغام الموت لحصد أرواحهم، ووصل جرمهم إلى تجنيد الأطفال والزج بهم في أتون حربهم المسعورة، وتعدى جرمهم إلى تهديد أمن المنطقة، بإطلاق الصواريخ الباليستية على الأراضي السعودية، وتهديد الملاحة البحرية الدولية، والناظر في أدبيات الحوثيين فضلاً عن مواقفهم وجرائمهم يتضح له بوضوح أنهم لا يقلون خطراً عن تنظيم القاعدة وداعش، فأدبياتهم الإرهابية واحدة، وإن اختلفوا في الشكليات، ووقوع اليمن في أيدي هؤلاء لا يقل خطراً عن وقوعه في أيدي القاعدة أو داعش، وما إطلاق هؤلاء الإرهابيين الصواريخ الباليستية باتجاه المدن والقرى الآهلة بالسكان في السعودية إلا دليل واحد من مئات الأدلة على التوجه الإرهابي لهؤلاء، وعلى انتهاكاتهم الصارخة للقوانين الدولية، وإن العالم اليوم أكثر وعياً بخطر هؤلاء الحوثيين، وقد دانت دول عربية وغربية انتهاكاتهم الخطيرة، وعلى العالم أجمع أن يعي حجم خطرهم جيداً، وأن يثمن جهود التحالف في إعادة الاستقرار والشرعية لليمن، وحماية المنطقة والمجتمع الدولي بأسره من خطر المد الإرهابي.

إن جهود دولة الإمارات في اليمن جهود مشرقة متنوعة، تسعى لخير اليمن وأهله، واستعادة الدولة اليمنية، وإعادة الاستقرار والأمل إليها، لتعود قوية متعافية، كما قال معالي الدكتور أنور قرقاش: «كما تسلمنا اليمن جريحاً سيسلمه التحالف لشعبه متعافياً قوياً».

Email