زايد.. كاريزما الحب

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالوا إن الكاريزما تولد مع الإنسان منذ الصغر، وحقيقة نحن لم نلحق على الزمن الذي ولد فيه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، ولم نرَ صوراً من طفولته، ولكننا شاهدنا بأم أعيننا سحراً يفوق كل سحر في شخصيته، والتي أوجدت له في أذهاننا «كاريزما» خاصة أسميها «كاريزما الحب».

صادف منذ أيام قليلة ذكرى «مئوية زايد» 100 عام على ميلاد المؤسس الشيخ زايد، وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي ومجموعات الواتس أب صوراً وفيديوهات ومقولات للمغفور له احتفاءً وفخراً واعتزازاً واستذكاراً لباني الأمجاد؛ زايد الخير، وكلما تأملت صورة من صوره تلتمس هذا الحب الذي يشرق من جبينه ليعم الجميع، ويصل للجميع فرداً فرداً، وكلما تمعنت بكلماته تجد العفوية الساحرة تأخذك لزمن طفولي جمع بين البساطة والعقلانية في آن واحد، وكيف لا يجمعهما وهو «حكيم العرب» زعيم المحبة، شيخ التسامح، قائد العطاء؛ زايد الخير والخيرات.

المغفور له نقل الحب الذي بداخله ووزعه على المجتمع الإماراتي، وبمحبته هذه بنى الاتحاد ليكون أفضل تجسيد لمعاني التعايش والتجانس والترابط، فعلى يده توحدت شعوب وبنيت تحت يديه دولة عظيمة نفاخر الأرض بإنجازاتها، وما وصلت إليه بفضل قيادة نحن محظوظون بها كثيراً، قيادة اتخذت من زايد نموذجاً للقائد وعلى نهجه سار من بعده، إلى أن وصلنا لنموذج حب وتآلف استثنائي يجمع الشعب بالقيادة، هذا ما أرسى قواعده المغفور له، وهذا ما أراده لشكل العلاقة التي تجمعه بشعبه، علاقة حب ومودة واحترام.

إن العلاقة التي أرادها زايد لتجمعه بشعبه هي علاقة الأب بولده، علاقة احتواء، علاقة إيواء من جميع المخاطر، ولهذا وجدنا يد المغفور له مبسوطة لشعبه ليعطي بكل بذخ لينعم شعب الإمارات بحياة كريمة متزنة مستقرة تصل لأفضل معايير الرفاهية، فهو من سخر خيرات البلاد لخدمة البلاد والعباد، وعلى ذات النهج جاءت مكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بصرف راتب أساسي إضافي للموظفين الحكوميين احتفاءً واستذكاراً لعطاء زايد الخير منقطع النظير.

زايد وصل بخيره بقاع الأرض كافة، فلم يبخل على أي محتاج مهما كانت جنسيته أو ديانته من أن تصله مساعدات إنسانية من رجل الإنسانية الأول، ولهذا كلما عُرضت صورته أمام أي شخص حتى وإن لم يلحق على إنجازاته ستجد مشاعر الحب والاحترام تتولد عند لحظتها، فكاريزما الحب والقبول الذي تمتع به زايد والباقي على سيرته هو إرث وموروث نحتفي كل عام باستذكاره.

كلما تمعنت بنبرات صوت المغفور له ستجد كمية كبيرة من البهجة والسرور والأمل والإصرار على بلوغ الهدف، والإيمان الراسخ بقدرة الرجال على العطاء، وعزمهم إن أرادوا ليصنعوا ما يقال عنه مستحيلاً، فمن حب زايد لأرض الإمارات جعل منها واحة خضراء، جعل من اسمها رمزاً للدولة الناجحة، حول صحراءها لمدن تمتاز بالحداثة والتطور في بنائها وبنيانها، ومقراً للأعمال ومكانة عالمية في عالم التجارة والسياحة والعديد من القطاعات، فالحب الحقيقي الذي جمع المغفور له بالإمارات وشعبها حالة استثنائية كانت محفزاً أساسياً لبناء الإمارات وتمكين شعبها وتسليحهم بالعلم والمعرفة.

مئوية زايد مناسبة عظيمة أقل ما يمكن أن نسخره لها هي أقلامنا ونكتب مقالاً نحتفي فيها بإنجازات مؤسس الاتحاد وراعي نهضة الإمارات، ونبين صورة من صوره العظيمة لنكتبها ونوثقها للتاريخ، لتكون حرف من بحر الكلام الذي يمكننا سرده في قائد استثنائي، حكيم أمة، ورث من بعده حب كبير لهذه الشخصية.

ونحن من علينا المسؤولية كشعب الإمارات أن نخلد هذه الشخصية وإنجازاتها في أبهى صور التاريخ، وأن نحتذي بحذوه من التفاني في حب الوطن وبذل الغالي والنفيس لصناعة وطن آمن مطمئن ينعم بالخير والخيرات، وأن نتمسك بإرثه وموروثه وأن نتحلى بصفاته وأخلاقه لنكون صورة مشرفة أرادها زايد في شعبه.

ستبقى صورة زايد رمزاً للحب للسلام، وكلما ذُكر اسمه أو سيرته تخطر في بالك هذه الشخصية التي تتمتع بالقبول من الجميع، فمن يعطِ الناس يعطِه الله حب الناس، وهذا ما وصف فيه زايد، وهذا ما ورثه للتاريخ، ستبقى شخصية زايد وكاريزما الحب الذي أوجده في ذاكرتنا دوماً وما حيينا وسنورثها لأولادنا وأجيالنا القادمة، وسنقول لهم تمعنوا بتفاصيله بأحاديثه واستخلصوا منها معاني الحب والمودة التي ننشدها في نفوسكم أيها الإماراتيون.

 

 

Email