دعم الإمارات للشعب السوري بلا حدود

ت + ت - الحجم الطبيعي

يرى المسؤول الأممي السابق بان كي مون في حوار إعلامي من دبي، أن دولة الإمارات تصدرت قائمة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم قياساً بدخلها الوطني.

وأثبتت من خلال بعثاتها الإنسانية ومبادراتها المبدعة والبناءة على هذا الصعيد أنها جديرة باحتضان المبادرات الأممية أيضاً، لما تمثله من مكانة عالية لدى الشعوب التي تواصلت مع بعثاتها واستفادت من مساعداتها، ولما تتمتع به أيضاً من مصداقية دولية تمنح العمل الأممي من دولة الإمارات على وجه العموم - ما يحتاج إليه من عوامل النجاح والاستدامة.

وينفق العالم اليوم 25 مليار دولار تقريباً لتوفير جزء من المساعدة المطلوبة لإنقاذ أرواح المحتاجين، وبرغم السخاء الذي يتمتع به العديد من المانحين، فإن هناك فجوة في تمويل أعمال المساعدات الإنسانية تقدر بـ15 ملياراً.ومما لا شك فيه؛ أن المجتمعات الإنسانية في شتى بقاع الدنيا تواجه أزمات وكوارث ونكبات عديدة مريرة مؤلمة.

دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والدعم والمتابعة الحثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.. مثلت نموذجاً للعطاء الإنساني منذ قيامها.

وقد حصدت المراكز المتقدمة في العطاء وعمليات الإغاثة، في الأعوام السابقة والعام الحالي، على الصعيدين الإقليمي والدولي.

ومن منطلق توجيهات سامية لقيادة دولة الإمارات الرشيدة، وحرصها الدائم نحو ترسيخ قيمها الإنسانية الأخلاقية من أجل تعزيز مبادراتها التنموية تجاه اللاجئين على وجه العموم، وتتويجاً للدور الإنساني المشرف، الذي تقوم به هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، لتخفيف معاناة اللاجئين السوريين.

وبشكل استثنائي، استقبلت أراضي الدولة منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011- 101 ألف و364 سورياً من كل أطياف المجتمع السوري وطوائفه، ومنحتهم تصاريح للإقامة في أرضها، ليرتفع بذلك إجمالي عدد السوريين المقيمين في الدولة إلى 250 ألف سوري..

جراء القصف والدمار المأساوي بالصواريخ وبراميل الموت وانتشار الإرهاب البغيض في كافة مناطق الصراع، وقد أظهرت حكومة دولة الإمارات تعاضداً كبيراً، عبر السماح لعشرات الآلاف من السوريين الذين انتهت إقامتهم أو وثائق سفرهم بتعديل أوضاعهم، ما يمكنهم من البقاء في الدولة.

حيث تنعم العائلات السورية المتواجدة على أراضي الدولة بحياة سعيدة آمنة؛ وتعد الإمارات إحدى أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والتنموية للاجئين السوريين داخل سوريا والدول المحيطة، إذ وصل إجمالي المساعدات الإماراتية، منذ بداية الصراع في سوريا إلى أكثر من 4 مليارات درهم إماراتي نحو 1.1 مليار دولار.

ولقد شملت هذه المساعدات 581.5 مليون دولار أميركي، مساعدات إنسانية، استفاد منها اللاجئون والمشردون في دول الجوار السوري كالعراق ولبنان والأردن بشكل مباشر

بالإضافة إلى ما تقدمه الإمارات لمخيم مريجيب الفهود في الأردن، الذي افتتح في مارس 2013، ويضم 10 آلاف لاجئ إلى جانب توفير المأوى والغذاء والماء والخدمات الأساسية الأخرى تتعاون دولة الإمارات أيضاً مع حكومات المملكة المتحدة، والنرويج لتوفير التعليم والتدريب وتأهيل الأطفال اللاجئين لاستكمال تعليمهم، حيث أنفقت دولة الإمارات حتى الآن 55 مليون دولار أميركي إضافية على المخيم وتكاليفه اليومية.

ومنذ أيام أعلنت دولة الإمارات عن مساعدة ودعم جديد بقيمة 220 مليون درهم ما يعادل 60 مليون دولار»، استمراراً لجهودها لرفع المعاناة عن الشعب السوري الشقيق.. إن الدعم الإنساني والتنموي للاجئين السوريين لن يتوقف عند هذا الحد من المواساة والمؤازرة..

بل تحركت جهود هيئة الهلال الأحمر خلال السنوات الماضية تجاه اليونان.. لرعاية اللاجئين وحمايتهم من تداعيات اللجوء الصعبة، وتوجهت وفودها إلى هناك، وعقدت سلسلة من الاجتماعات التنسيقية مع الجهات المختصة، ودرست أوضاع اللاجئين على الطبيعة..

وفي العاصمة أثينا، تم توقيع اتفاقية تعاون بين هيئة الهلال الأحمر، وجمعية الصليب الأحمر اليونانية، تم بموجبها إنشاء مخيم للاجئين السوريين، وحددت بنود الاتفاقية، أطر التعاون بين الجانبين في هذا الصدد، والتزامات كل طرف، الذي من شأنه أن يخفف من معاناة اللاجئين الذين كانوا عالقين في اليونان، والذي يعمل على توفير احتياجاتهم من المأوى والغذاء والصحة والخدمات الضرورية الملحة اللازمة..

كما قامت دولة الإمارات بتأسيس صنـــدوق إعادة إعمار سوريا بالتعاون مع ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية، الذي يعد الأول من نوعه.

أدام الله خير الإمارات وعزها.. وطيب الله ثرى مؤسسها زايد الخير والإنسانية والعطاء.. مع تمنياتنا القلبية للشعب السوري الشقيق بأن يزيل الله همّه وغمّه ويستريح من معاناته ويعود لأرضه وموطنه بسلام وعيش كريم دائم.

* كاتبة إماراتية

 

 

Email