«قمة القدس» علامة إيجابية فارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاؤل في مكانه، ذلك الذي أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لدى ترؤسه وفد الدولة في أعمال القمة العربية في الظهران، فهكذا تكون اللقاءات على أرض المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهكذا كان اللقاء هذه المرة أيضاً، كما تمنى له سموه، علامة إيجابية فارقة، وسط هذه التحديات والظروف العربية الاستثنائية التي نعيشها.

علامة إيجابية فارقة في الدرجة الأولى، لأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، رئيس الدورة الحالية للقمة، أعلن في بداية انطلاقها، قراره الحكيم بتسميتها «قمة القدس» ليعيد بذلك لقضية العرب الأولى، أهميتها ومكانتها ووهجها، في تأكيد منه على أن فلسطين لن تغيب عن وجدان العرب والمسلمين وستظل قضيتنا الأولى حتى حصول شعبها على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، متصدياً بذلك لأي قرارات تتجاوز هذه الحقوق، وخصوصاً قرار الإدارة الأميركية المتعلق بالقدس.

وجاءت القمة علامة إيجابية فارقة أيضاً، في تأكيدها على تكامل منظومة الأمن القومي العربي التي لا تقبل التجزئة، إذ طرحت مبادرة متكاملة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية من خلال تعزيز هذه المنظومة، حماية لوحدة أراضي الدول العربية واستقرارها، خصوصاً تلك الدول التي تعيش أزمات تعصف بأمنها سواء في اليمن وليبيا وسوريا والعراق، كما يقوي تكامل هذه المنظومة الدول مجتمعة على مواجهة المخاطر الكبرى التي تتمثل بالإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، ومحاولات زرع الفتنة والطائفية وشق الصف.

رئاسة المملكة، أرض الحرمين الشريفين، للدورة الحالية من القمة، مبشرة بتحول في تحقيق ما تصبو إليه الشعوب، بجهود فارقة في مواجهة التهديدات، واستعادة الأمن والاستقرار، وتوجيه الطاقات نحو التنمية والازدهار.

Email