موعد مع الرئيس

ت + ت - الحجم الطبيعي

اليوم الاثنين الموافق الثاني من أبريل 2018، يكتب التاريخ أن مصر على «موعد مع الرئيس»، هو موعد إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية، وفترة ثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي.

قال المصريون كلمتهم، وتحدوا العالم في رسالة قوية: إن الوطن يستطيع وشعبه يحكم، وصناديق الاقتراع شهادة دامغة على نزاهة وشفافية الانتخابات.

مصر مقبلة على مرحلة جديدة، ومشاهد مختلفة، وصفحات من التاريخ. الرئيس السيسي يتولى فترة ثانية، وأمامه مهام ثقيلة يستكمل ما حققه من إنجازات، ويواصل مسيرة العطاء، ويسجل نصراً قوياً بحب المصريين.

وفقاً للدستور، الرئيس سيؤدي اليمين الأسبوع المقبل، أمام مجلس النواب في جلسة عامة، وسيتقدم المحافظون باستقالتهم، بينما تظل استقالة الحكومة قراراً في يد الرئيس، هذه الإجراءات الدستورية لم تحدث في مصر منذ ثلاثة عشر عاماً (2005). إذاً الحالة السياسية في مصر تتغير نحن أمام دولة مدنية حديثة تسمح بالمنافسة وتداول السلطة.

الأجواء التي شهدتها مصر منذ بدء الانتخابات الرئاسية، وتصويت المصريين في الخارج، مروراً بالتصويت في الداخل، حتى إعلان الهيئة الوطنية للانتخابات النتائج النهائية، وفوز الرئيس عبد الفتاح السيسي باكتساح، تؤكد أن المصريين نجحوا في اختبار التحديات، وأن كل ما يحاك لمصر من تربص ومؤامرات يشبه الكتابة على سطح الماء، سرعان ما يختفي أمام الأمواج القوية للشعب المصري.

اليوم، قال الشعب كلمته، وطويت صفحة الانتخابات الرئاسية، ودقت وكالات الأنباء نبأ جديداً في مستقبل الدولة المصرية، وفشلت وسائل الإعلام المعادية في بث سمومها، إذ إن مناعة المصريين كانت أقوى من أية مؤثرات، وابتسمت مصر أمام العالم لتؤكد أن الفترة المقبلة هي فترة الآمال، وأن مصر ستعود إلى قلب الإقليم العربي لتستعيد ريادتها بقوة، وأن هذه الانتخابات بمثابة رسالة قاطعة لكل من يحاول شق الصف العربي أو الاقتراب من الأمن القومي العربي، وأن هذه النتيجة والماراثون الوطني هما استكمال حقيقي لثورة 30 يونيو 2013، التي انطلقت لإنقاذ الوطن، هذا فضلاً عن أن العرس الانتخابي المصري، سوف يجبر بعض القوى، على أن تعيد حساباتها تجاه البلاد.

فلم تفلح محاولات التشكيك، ولم تنجح دويلات صغيرة في دعم الإرهاب أن تفسد فرحة المصريين أو تمنعهم من النزول والمشاركة في هذه الانتخابات، بل إن إدراك الشعب المصري لحجم الخطر الذي يحاصرهم كان دافعاً قوياً لتحدي التحدي، ورغم العواصف والرياح التي شهدتها البلاد في مساء اليوم الأخير للانتخابات، فإن اللجان الانتخابية امتلأت عن آخرها بالناخبين الذين يدركون أن أصواتهم أمانة، وأن ما عاشه الوطن منذ 25 يناير 2011، وما يسمى الربيع العربي، ما هو سوى أكاذيب هدفها خلخلة جذور الدول الوطنية الثابتة.

نعم، اليوم مصر على موعد مع الرئيس، موعد مع مستقبل جديد يضمن تثبيت أركان الدولة المصرية، واستكمال بناء مؤسساتها بسواعد أبنائها الذين التفوا حول جيشهم وشرطتهم، وأكدوا انحيازهم الوطني في التوقيت الصعب والكاشف للحقائق.

لم تكن نتائج هذه الانتخابات فوزاً للرئيس السيسي، لكنها فوز للشعب المصري الذي قرر بصوته أن يحارب الإرهاب، ويواصل اقتلاعه من الجذور، شعب قرر أن يثبت للجماعات الإرهابية وتنظيمها الدولي أنه ليس لهم موطئ لقدم داخل أرض المحروسة، قرر أن يعيد حق الشهداء في ظل قيادة حكيمة وعدت فأوفت.

وها هي تواصل عهدها في الوفاء والعطاء، نعم، شعب قرر أن يبتسم ليضحك الوطن وتضحك العروبة تحقيقاً للنصر على أعدائها، شعب قرر الخروج والمشاركة ليعيد وحدة ولحمة العرب في مواجهة قوى خارجية، هدفها النيل من المنطقة بأكملها.

الانتخابات الرئاسية التي شهدتها مصر، ومرت بسلام ونزاهة وشفافية، مؤشر قوي على أن الاستقرار وعودة الدولة الوطنية إلى محيطها العربي خيار لا بديل عنه، كما أن موعد المصريين مع الرئيس هو موعد للعروبة مع الرئيس.

 

 

Email