الأضحية الأولى من العوائل القطرية

ت + ت - الحجم الطبيعي

الأسماء التي وردت في القائمة القطرية لم تنشرها وسائل الإعلام المحلية هناك، بل اكتفت بإيراد الخبر خاليا منهم، والسبب أنها تخشى من قبائل تلك الأسماء أن يحتجوا أو يتمردوا ويطالبوا إما بإزالة أسماء أبنائهم أو بإضافة عبد الله آل ثاني والعطية معهم!

بالرغم من أي من الأسماء القطرية الثمانية عشر في القائمة التي قدمتها دول التحالف الرباعي وهي خليفة محمد تركي السبيعي، عبد العزيز بن خليفة العطية، سالم حسن خليفة راشد الكواري، عبدالله غانم مسلم الخوار، محمد سعيد بن حلوان السقطري، خليفة بن محمد الربان، عبدالله بن خالد آل ثاني، عبدالرحيم أحمد الحرام، جابر بن ناصر المري، محمد جاسم السليطي، علي بن عبدالله السويدي، هاشم صالح عبدالله العوضي، حمد عبدالله الفطيس المري، لم تكن لتجرؤ أن تتحرك وتقدم الدعم للقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية إلا بعلم السلطات القطرية وعلى رأسها وزارة الداخلية التي كان يرأسها عبد الله آل ثاني، إلا أن الأضحية الأولى التي قدمتها قطر لبومبيو خلت من اسمه ومن اسم العطية، وما ذلك إلا لأن لهم مكانة مقربة من الأسرة. أما بقية الأسر وهي الكعبي والكواري والباكر فلا وزن لهم.

من المعروف أن خلفيات إعلان النظام القطري عن قائمة إرهاب أنها كانت ردة الفعل الأولى لعزل ريكس تيلرسون -رجل قطر في البيت الأبيض- وتعيين بومبيو بدلاً منه، فلن يكون لقطر وسيط يضغط لإنهاء عزلتها بعد رحيل تيلرسون. فسارعت بتقديم إثني عشر قطريا من عوائل قطرية معروفة مثل الكعبي والسويدي والباكر والكواري والأسماء، أي أن قطر قدمت على الفور «الأضحية» الاولى لبومبيو ولاسترضاء ترامب وإدارته لأنها عرفت أن المقبل سيكون صعباً.

فلم يكن السبب في عدم النشر أن النظام القطري أراد حفظ ماء وجهه أمام شعبه، بل لم تنشر أي من الوسائل الإعلامية القطرية الرسمية قائمة الأسماء التي أعلنت قطر أنها قائمة إرهابية وستسلمها للعدالة، لخوفها من السؤال القادم من أبناء الشعب القطري، لماذا ضحيتم بأبنائنا ولم تقدموا أبناءكم عليهم عبد الله آل ثاني أو عبد العزيز العطية؟

جميع من قدم الدعم للميليشيا الإرهابية من أبناء تلك القبائل كان برعاية من النظام وبعلمه وبدعمه وبتشجيعه، فعبدالله آل ثاني هو كبيرهم الذي علمهم، كان وزيرا للداخلية حين ذاك، وهو الذي قدم الدعم لخالد شيخ محمد المسؤول عن تفجير البرجين والمطلوب أميركيا، اسكنه الدوحة ووفر له الحماية، وحين جاء رجال من الاستخبارات الأميركية يطلبونه للقبض عليه، هربه على متن طائرة إلى باكستان، هو الممول وهو الداعم للقاعدة في سوريا واليمن ومن تحت يده عملت هذه القائمة التي قدمتها دول التحالف، وعلى رأسهم سالم الكواري الذي ذكرت صحيفة الديلي تلغراف انه أحد «ممولي الإرهاب» القطريين عمل في الحكومة القطرية في وظيفة بوزارة الداخلية، على الرغم من وضع السلطات الأميركية اسمه على لائحة المتهمين بتمويل الإرهاب بشكل رسمي عام 2011 وتحقيق السلطات القطرية معه مرتين، لكن لم توجه له اتهامات بل وأعيد في المرة الأولى إلى وظيفته، وحسب وزارة الخزانة الأميركية، التي نقلت عنها التلغراف، قام «سليم حسن خليفة راشد الكواري بتحويل مئات الآلاف من الدولارات لتنظيم القاعدة من خلال شبكة إرهابية». (سكاي نيوز أكتوبر 2014)

ما كان لسالم الكواري الضابط في وزارة الداخلية أن يرفض أمراً من رئيس عمله، أي من الوزير، فقام بتسليم الدعم المالي للقاعدة وقدم الدعم اللوجستي لهم وأقام عدد منهم في مزرعة عبدالله آل ثاني وتم تسهيل تحركاتهم من خلال جوازات قطرية، كل تلك الجرائم كانت بأمر من رئيسه عبدالله آل ثاني ومثله بقية القائمة التي ضحت بهم قطر على مذبح الاسترضاء الأميركي ولدفع البلاء عن عبدالله آل ثاني المقرب من تميم، الذي هو بالإضافة لدوره كفرد يرأس أهم الكيانات الممولة للإرهاب وعلى رأسها مؤسسة قطر الخيرية.

فكيف للنظام القطري أن يتغاضى عن رأس الإرهاب فيها ويقدم بدلا منه الذيول؟ كيف له أن يضحي بأبناء النعيمي والباكر والكعبي وهي من الأسر القطرية العريقة ويترك ابناً من أسرة آل ثاني حرا طليقا؟

هذه الأسئلة وتلك الشرارة التي يخشى تميم أن تنتشر بين القطريين لذلك تم التعتيم عليها وعدم إثارتها في الإعلام القطري، وذلك سؤال لا بد أن يحرك ويسلط عليه الضوء ليعرف الشعب القطري أن نظام الحمدين على استعداد لبيعه بالجملة إن استدعى الأمر من اجل الاحتفاظ بكرسي الحكم!!

هل عرفتم لماذا طالب القرضاوي في تغريدته أن تضحي الفروع من اجل بقاء الأصل؟ القرضاوي يطالب القطريين ويطالب الاتباع من الأخوان أن يصبروا ويتحملوا ويقبلوا مبدأ التضحية لأنهم مجرد فروع حتى يبقى الأصل، القرضاوي يطالب الكعبي والكواري والباكر أن يقبلوا بتسليمهم حتى يحموا عبد الله آل ثاني!!

* كاتبة بحرينية

Email