المرأة المصرية تتصدر الانتخابات

ت + ت - الحجم الطبيعي

شيء عظيم بالغ الدلالة والمعنى يدعو للفخر والامتنان، أن تتصدر سيدات مصر مشهد الخروج إلى صناديق الانتخابات الرئاسية هذا العام، رغم أنها ليست انتخابات تنافسية يخوضها الرئيس السيسي لكسب المزيد من الأصوات تضمن له جدارة الاستحقاق، ولكن لأن الانتخابات الرئاسية هذه المرة أخطر من ذلك بكثير، مهمتها أن تُثبت للعالم أن المصريين يقبلون التحدي وأن مصر تستطيع، وأنهم عازمون على اجتثاث الإرهاب، ولهذه الأسباب فإن من يستحق أن يتصدر المشهد في هذا اليوم البالغ الدلالة، المرأة المصرية، أُم الشهيد وابنته وأخته اللائي دفعن عبر استشهاد أعزائهن ثمناً باهظاً من أجل أن تنعم مصر بالأمن والاستقرار.

إن الوعي السياسي للمرأة المصرية شهد طفرة غير مسبوقة، حيث أصبحت فتيات ونساء مصر على اختلاف مستوياتهن الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والثقافية معنيات بشدة بالشأن السياسي حرصًا منهن على مستقبل وأمن واستقرار وطن يحتضنهن ويعشقنه، وأن المرأة المصرية تمثل 49% من القاعدة الانتخابية في مصر، كما أن الخطوات الإيجابية التي اتخذتها مصر نحو إقرار مبدأ المواطنة وحقوق المرأة بصدور دستور مصر 2014، الذي تضمن 21 مادة أنصفت المرأة المصرية ساهم بشكل كبير وفعال في قوة وكثافة إقبال ومشاركة المرأة في الاستحقاقات الانتخابية وآخرها الانتخابات الرئاسية.

المرأة المصرية دائماً موجودة في المواقف الصعبة لمساندة مصر وأنها بالإدلاء بصوتها تحمي بيتها وأولادها، والمرأة المصرية كانت ولا تزال الشريك الأساسي في كل تطور إيجابي تشهده البلاد.

وكانت أكبر داعم في الثورات المصرية وفي عملية التنمية التي شهدتها مصر، ولم يحدث أن تبرمت سيدة واحدة على امتداد هذه السنوات من التضحيات أو رفعت بصرها بنظرة عتاب رغم مصابها الجلل في الابن والزوج والأخ الغالي الذين تم احتسابهم شهداء عند الله، ولهذا يحرص الرئيس السيسي علي أن يُقبل رؤوسهن حباً وكرامة وأن يكون في حضرتهن الابن الخاشع المدين المعترف دائماً بفضل هذه التضحيات.

ولعظمة هذا المشهد الإنساني وروعته بلغت احتفالات عيد الأم هذا العام ذروتها الإنسانية والرئيس يكرم أم الشهيد، ويكرم إلى جوارها سيدات فاضلات من أمهات مصر المثاليات في كافة المحافظات.

بدأ الحفل الجميل المهيب بـ 40 عازفة كفيفة، يشكلن فريقاً سيمفونياً رائعاً لجماعة الأمل والنور، أمتع الحاضرين بعزف عدد من المقطوعات العالمية، وتفوق أداؤهن على العديد من الفرق السيمفونية في العالم طبقاً لشهادات دولية موثقة، وحين انتهى العزف وقف الجميع وأولهم الرئيس السيسي لهن تحية وإجلالاً للمرأة المصرية التي لم تعد مكسورة ومهيضة الجانب، وأصبحت تتولى الوظائف العليا في كافة الهيئات القضائية، تحظى بستة مقاعد وزارية ناجحة، ونسبة تمثيل عالية في البرلمان المصري تؤكد تمكين المرأة المصرية في صدارة العمل السياسي والتنفيذي في الحكومة وقطاع الأعمال والبنوك، دون أي من صور التمييز التي كانت قائمة إلى زمن قريب، وتشكل قلب الاستراتيجية الوطنية 2030 للنهوض بحقوق المرأة وحمايتها من كل صور العسف والتمييز، يرتفع حقها في معاش تكافل وكرامة إلى حدود 2 مليون مستفيدة في غضون 3 أعوام من تنفيذ البرنامج، فضلاً عن الدعم النقدي لأكثر من 313 ألف مطلقة وأرملة وزوجة مهجورة الذي يتكلف 43 مليون جنيه، بما يؤكد حرص الدولة المصرية على تحقيق المساواة بين المرأة والرجل حتى في مجالات الدفاع والأمن.

وكم كان جميلاً أن يحتفل السيسي بالجهود المتميزة لعدد من السيدات الرائدات، لعبن دوراً مهماً في تنمية الاقتصاد الوطني.

ويعكس الاحتفال بعيد الأم عظمة تحضر الشعب المصري الذي حرص منذ عهود الفراعنة على احترام الأم ورفع مكانتها، وصورها جنباً إلى جنب مع الرجل تنهض بكل المهام، كما صورها إلى جوار زوجها تشاركه مهام الدولة، وتقف إلى جواره في كل المهام، بما يؤكد أن المرأة كانت دائماً رقماً مهماً في حياة هذا الوطن، لها تأثيرها البالغ في ضبط أداء العائلة المصرية وانضباطها، همها الأول أن تنشئ أولادها نشأة صحيحة، تعلمهم فضائل الوطن وأهمية الدفاع عن شرفه وعرضه ومقدراته وحماه.

ولا غرابة هذه المرة في أن يوحد المصريون بين الوطن والأم، ويرفعون محبة الاثنين إلى مستوى الواجب والقداسة، الأم في عمق رؤيتهم هي الأرض والمدرسة والعطاء والوطن، هي الحنان والشدة عند الضرورة، والحضن والملاذ في كل الأحوال، خرجت إلى كل الميادين في 30 يونيو كي تستعيد الوطن من خاطفيه من جماعة الإخوان، تطالب بإنهاء حكم المرشد والجماعة، كما خرجت إلى صناديق الانتخاب مع زوجها وأولادها تأكيداً على ثبات همة المصريين وصدق عزيمتهم ووفائهم للشهداء الأبرار.

* كاتب ومحلل سياسي

Email