الآن اكتمل فريق ترامب

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن قالوا إن دولة الإمارات أقنعت ترامب بتغيير وزير خارجيته، فهل أقنعته السعودية بتغيير مستشاره للأمن القومي كذلك؟

فلم يمضِ سوى يومين على زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، إلا ويعيّن ترامب ألد أعداء إيران وتنظيم الإخوان، جون بولتون، مستشاراً للأمن القومي، بدلاً من ماكماستر!

وبغض النظر عن حقيقية تلك الادعاءات، إلا أنه من الواضح أن ترامب يستعد لأمر جلل، لذلك هو حريص على أن يحيط نفسه بأشخاص يتطابقون مع آرائه 100 %، فلا مكان عنده لمن يختلف مع ما هو مقدم عليه قيد أنملة، كما أنه من الواضح أن ترامب تفرغ للاثنين (للإخوان ولإيران)، بوضعه صقوراً لا يرون فيهما إلا شراً مستطيراً، بومبيو وزيراً للخارجية، وجون بولتون للأمن القومي، السفير السابق للولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة، وذلك مؤشر له دلالاته، مع اقتراب انتهاء المهلة التي منحها ترامب للكونغرس كي يحاول إما تعديل الاتفاق النووي الإيراني أو إلغاءه، ذلك مؤشر يدل على نيته التي تميل للإلغاء، بوضعه فريقاً مؤيداً لهذا القرار، وهما من أشد معارضي الاتفاق منذ الحقبة الأوبامية، ودليل على أنه سيحدد موقف الولايات المتحدة من تنظيم الإخوان.

فعين بولتون ترى إيران كما نراها نحن في الخليج، أي على حقيقتها، وهو الذي قال لأوباما في تغريدة له نشرها يوم 21 أبريل عام 2016 «أوباما يدّعي أن السعودية معنا بالنسبة للاتفاق النووي الإيراني، بينما كلنا نعرف أن السعودية تعرف إيران كما أعرفها جيداً، إيران لن تتغير، وستظل مصدر تهديد»، أي أنه قال لأوباما أنت تكذب، وقال في مقال له في صحيفة «نيويورك بوست» في أبريل من العام الماضي، إن «مصالح أميركا وحلفائها، تملي علينا أن نصنّف الحرس الثوري في قائمة المنظمات الإرهابية الخارجية، ويجب أن يتم ذلك بأسرع وقت ممكن».

بولتون يعرف أن الفوضى الموجودة في الشرق الأوسط، بسبب عملاء إيران في المنطقة، وعلى رأسها عملاؤها في لبنان وسوريا والعراق، وأولهم حزب الله، وقال السفير الأميركي السابق في الأمم المتحدة، في ذات المقال السابق «إنه لولا الوجود العسكري للحرس الثوري الإيراني، والدعم المالي لطهران، لكان نظام بشار الأسد سقط منذ سنوات».

وتطرق جون بولتون إلى دور إيران في إنشاء مليشيا «حزب الله» اللبناني، بصفته القوة الإرهابية من الدرجة الأولى، وقال إن تأسيس حزب الله، ومن ثم تسليحه، تم من قبل الحرس الثوري، مضيفاً "أن ضباط الحرس الثوري الإيراني، هم من أشد الإرهابيين الذين قاموا بهجوم انتحاري عام 1983، وقتلوا 241 جندياً من قوات المارينز الأميركية".

وكما نعرف نحن الذين اكتوينا من الإرهاب الإيراني ومن تدخلاتهم، يعرف بولتون مثلنا أن الحكومة العراقية، عليها أن تتخلص من النفوذ الإيراني، إن أرادت دعم المنطقة، وإن أرادت الدعم الأميركي، فرأيه لخصه في هذه العبارة، وأكد أنه «في العراق قبل أن يباشر الرئيس أوباما بسحب القوات الأميركية من هذا البلد، كان مستشارو قوات الحرس الثوري/‏ قد باشروا تدريب الميليشيا الشيعية لقتل القوات الأميركية».

لذلك، كان رد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسن سلامي، على مقال بولتون، والذي نقلته وكالة تسنيم الإيرانية «إن سلاح البر التابع للحرس الثوري، يواصل نضاله، دفاعاً عن حدود البلاد، وفي مناطق خارج الحدود، ومساندة للمقاومة الإسلامية ونهج أهل البيت».

وكما نعرف أن خامنئي رد على وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الذي ذهب محمّلاً برسائل تنبيه، إن لم تكن تحذيراً لإيران، بأن ما هو قادم لن يكون ساراً إن استمرت إيران في تدخلاتها في المنطقة، فرد خامنئي «لا شأن للمجتمع الدولي بتدخلنا في دول المنطقة».

نحن إذاً أمام فريق يحيط بترامب، يتفق معنا تمام الاتفاق بأنه ما لم تعد إيران إلى داخل حدودها، وتتوقف عن التدخل بشؤون الآخرين، فإن الاتفاق النووي من عدمه واحد. وأمام فريق متجانس بين أعضائه، لغته واحدة، ومواقفه من مصادر الإرهاب واحدة، وفريق، وهذا ما يهمنا، يتفق معنا تماماً، بأن تدخلات إيران ودعمها المليشيات المسلحة، وتزويدها بالصواريخ الباليسيتة، هو مصدر تهديد لحلفائهم، ومصدر تهديد للملاحة الجوية والبحرية في المنطقة، وكذلك نحن أمام فريق يتفق معنا أن قطر دولة راعية للإرهاب، برعايتها تنظيم الإخوان المسلمين، ولا بد أن تعلن الولايات المتحدة الأميركية، أنه تنظيم إرهابي، كي تجبر قطر على التخلي عن هذا التنظيم، وهو ما يدعو له بولتون كذلك، ويتفق معنا أن قرار مقاطعتها كان قراراً صائباً، يهدف لعزل الدول التي ترعى الإرهاب، وهذا ما قاله ترامب لولي العهد السعودي، بأننا لن نتعامل مع دولة ترعى الإرهاب.

خلاصة القول، اربطوا الأحزمة، فالأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت!!

* كاتبة بحرينية

Email