نحو 100% تسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

يلعب الإماراتيون (أفراداً وجماعات) دوراً رئيسياً في بناء جسور التسامح بين مختلف الثقافات والجنسيات التي تحتضنها دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالتالي تعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية، لكونها نموذجاً في العلاقات الإنسانية والمشاركة الفاعلة بين جميع القاطنين على أرض الإمارات.

المبادرات التي أطلقتها الهيئات والمؤسسات والشركات من القطاعين العام والخاص، هي انعكاس لحيوية المجتمع وتماسكه، وبالتالي قدرته على التجديد والتطوير والإبداع، وتأكيد على التزامه بنشر قيمة التسامح في أنحاء المعمورة، لتكون دولة الإمارات راعية للتسامح وداعية إليه، من خلال استخدام القائمين على تلك المبادرات أدوات خاصة من أهمها: المحبة والحوار وتقبّل الآخر، وتفعيلها من خلال العمل المشترك، وترسيخ قيم الولاء والانتماء والتلاحم بين جميع أفراد المجتمع.

هذا المجتمع الذي يتخذ من قيادته قدوة حسنة، يتصدر مؤشر التسامح إقليمياً، ويحتل المركز الثالث عالمياً، ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016، والصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا بمناسبة اليوم العالمي للتسامح، الذي يوافق السادس عشر من نوفمبر كل عام.

من هنا، ندرك جميعاً اقتراب دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق أهدافها، حيث اتخذت حكومتنا المتميزة خطوات عدة نحو 100% تسامح، فكان إصدار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، القانون رقم 9 لسنة 2017 بإنشاء المعهد الدولي للتسامح، تلا ذلك تشكيل مجلس أمناء المعهد الدولي للتسامح، وتعيين العضو المنتدب له، وإطلاق «جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للتسامح»، وذلك بهدف بث روح التسامح في المجتمع وبناء مجتمع متماسك ومتلاحم، وتعزيز مكانة دولة الإمارات كنموذج في التسامح، كما تعتبر تلك الخطوات رسالة تسامح لنبذ التطرف والإرهاب والكراهية والعصبية وازدراء الآخرين وكل مظاهر التمييز بين الناس، بالإضافة إلى تكريم الفئات والجهات التي تسهم في إرساء قيم التسامح وتشجيع الحوار بين الأديان.

في الإمارات، نحلق عالياً في سماء الإبداع والابتكار والتميز، فمن «متحف اللوفر» في أبوظبي نأمل ببناء «متحف التسامح»، ليكون الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، حتى نتمكن من تكريس المزيد من الجهود لنشر ثقافة الاحترام والتفاهم المشترك والتعايش، وتأدية دور أساسي في تعزيز الحوار الحضاري والإنساني بين الجميع، من خلال التعليم والثقافة والاجتماع والمدنية الحديثة.

نحن أبناء الإمارات، سيذكرنا التاريخ بأننا عنوان التسامح، لما أحدثناه من تغيير إيجابي على مجتمعنا الذي يحتضن أكثر من 200 جنسية، وينعم القاطنون على هذه الأرض الطيبة بالأمان والسلام واحترام الأديان والثقافة والأفكار المتنوعة.

ونتطلع قدماً نحو المزيد من الإنجازات في تقارير التنافسية العالمية، ولأننا تواقون للمراكز الأولى، نواجه معاً الصعوبات والتحديات، لنكون النموذج الذي يشار إليه بالبنان في بناء الإنسانية والتشجيع على التسامح، وجعله أسلوب حياة في المجتمع الإماراتي، ضمن بيئة مثالية للجميع.

* الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح

Email