عطاء الإمارات للفلسطينيين لا ينقطع

ت + ت - الحجم الطبيعي

نكرر ونؤكد وندلل بالثوابت والشواهد دائماً أن السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة تجاه القضية الفلسطينية سياسة ثابته ومحددة، حيث إن دولة الإمارات تنطلق في نهج سياستها الخارجية على ثوابت أخلاقية وإنسانية ودينية راسخة لن تغيرها المتغيرات ولا التحولات ولا الأحداث الجارية على الساحة، سياسات ثابتة منذ قيام دولة الاتحاد في عهد مؤسسها وباني نهضتها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي قدّم الكثير والكثير من أجل الفلسطينيين وقضيتهم العادلة، سواء من دعم سياسي أو مادي أو معنوي، والتاريخ خير شاهد على ذلك.

لقد أنهكت الحروب والنزاعات المتكررة والحصار الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين في قطاع غزة الصغار والكبار معاً، حيث إنه لا يفرّق هذا الحصار الجائر، ما بين طفل بريء بحاجة للرعاية والحنان، أو مسن ومريض بحاجة ملحة للعلاج والرحمة، ويعاني نقص العلاج والدواء معاً، ومما لا شك فيه أيضاً أن المرافق الصحية تأثّرت خدماتها المقدمة للسكان، والتي تشتكي نقص الدواء الحاد، وانعدام الوقود اللازم والضروري كلياً من مولداتها.

إنه، وعلى مدار 12 عاماً من الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، كانت دولة الإمارات سبّاقة ومتواصلة باستمرار في دعم صمود شعب القطاع والتخفيف من معاناته، وخير دليل على ذلك أنه ومنذ بضعة شهور مضت، تم التوقيع مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «أونروا» اتفاقية تعاون بـ 40.4 مليون درهم واتفاقية تعاون ثلاثي بين وزارة الخارجية والتعاون الدولي و«أونروا» ومؤسسة دبي العطاء بـ 14.6 مليون درهم لدعم برامج التعليم لـ«أونروا» في قطاع غزة، وذلك بهدف ضمان استمرار حصول الطلاب والطالبات في فلسطين على التعليم الأساسي في بيئة مدرسية ملائمة تتوفر فيها أساسيات التعليم من خلال مدارس «أونروا».

ومن المؤكد أن المنحة الإماراتية ستعزز من سير العملية التعليمية في قطاع غزة، بما في ذلك تطوير أساليب ومناهج التعليم وتطوير المهارات من خلال توفير مختلف أنواع المواد التعليمية لما يقرب من 15173 طفلاً من أطفال اللاجئين الفلسطينيين، كما تهدف المنحة إلى تمكين «أونروا» من توفير بيئة تعليمية آمنة لأطفال اللاجئين الفلسطينيين من خلال الحفاظ على المرافق المدرسية نظيفة وصحية.

كما ستوفر أيضاً المواد التعليمية وتوزيع القرطاسية والحقائب المدرسية وغيرها من المستلزمات لجميع الطلاب والطالبات من اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، والذي من شأنه أن يخفف عن الطلبة وأهاليهم أعباء مالية إضافية مع بداية كل عام دراسي، خصوصاً أن الكثير من الأسر في قطاع غزة تعاني من الفقر المدقع، أما آخر الأزمات تفاقماً والتي عانى منها السكان معاناة مأساوية مؤلمة فهي نقص الوقود في أغلب مشافي غزة، الذي أدى بدوره لإغلاق عدد منها، إضافة لمراكز صحية أخرى أمام الأهالي، الذين باتت حياتهم مهددة بأخطار عدة بسبب نقص الوقود.

وفي ظل تلك الجهود الإنسانية الإماراتية الأخلاقية، الرامية لتخفيف عبء الأزمات عن المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، تقدّمت دولة الإمارات بمبلغ «2 مليون دولار أميركي» مساعدة عاجلة، والتي أدت بدورها إلى تفادي كوارث قد تترتّب على استمرار أزمة صحية كبرى، لا يعلم عواقبها إلا الله، كما أسهمت أيضاً في توفير الوقود اللازم لتشغيل الكهرباء في كل مشافي ووحدات العلاج بالقطاع.

ويرى سكان قطاع غزة في تصريحات صحافية لهم أن هذه المنحة المقدّمة من دولة الإمارات الشقيقة والمعينة لهم دوماً؛ بمثابة شريان حياة، وخاصة لمن يعانون من حالات مرضية مستعصية؛ تتطلب زيارة المستشفى من دون السماع من أحدهم بأن المستشفى مضطر لإغلاق أبوابه.

20 ساعة يومياً مجمل ساعات انقطاع التيار الكهربائي في غزة، بينما يتساءل أحدهم وهو والد أحد الأطفال الراقدين في مشفى الدرة للأطفال: «أي حياة سيحياها هؤلاء الأطفال في ظل انعدام المقومات الأساسية للحياة والتي أهمها تلقي العلاج؟» ويضيف: «نثمن الجهود الإماراتية التي حالت دون إغلاق هذا المستشفى في وجوه الأبرياء من الأطفال ونطالب بمزيد من الدعم الذي يضمن لنا حياة كريمة، مما لا شك فيه أن هذه المنحة الإماراتية السخية سترفع البؤس لتنير عتمة قلوب وأمكنة وتبث الأمل من جديد في نفوس المرضى، الذين يعانون ويلات المرض وويلات الحصار في آن».

مشافٍ ميدانية وقوافل طبية ومساعدات قدمتها الإمارات بعد كل أزمة أنهكت القطاع سواء بسبب حروب أو اجتياحات، لتثبت الإمارات للجميع أنها كانت وما زالت قبلة العطاء الأولى للقضية وشعبها. هذا الإنجاز الإنساني الذي تقوم به دولة الإمارات في مجال الخير تجاه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مما لا شك فيه يقف حائط سد منيعاً في وجه كل المغالطات والمهاترات التي يرددها الحاقدون والمغرضون. ضد مواقف دولة الإمارات الإنسانية المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني في الأراضي المحاصرة والمحتلة في فلسطين الشقيقة.

* كاتبة إماراتية

Email