مقابلة الشيخ سلطان بن سحيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسير نظام الحمدين في طريق الهاوية، وتتلاحق الحقائق وتتوالى لتكشف مزيداً من ظلام هذا النظام، المتشبع بسياساته الإرهابية والتخريبية، والحاضن للإرهابيين والداعم لهم، وتضيف تلك الحقائق صفحات سوداء جديدة إلى صفحاته، وتاريخا أسود إلى تاريخه المظلم، وتبين أن قطر مختطفة من قبل هذا النظام الذي يسيء أول ما يسيء إلى قطر وشعبها وأسرة آل ثاني.

كثيرون من شرفاء آل ثاني رافضون للسياسات الخرقاء لنظام الحمدين، والتي شذت بقطر عن مسارها الطبيعي، وانتزعتها من حضنها الخليجي، وأغرقتها في مستنقعات الحوثي والإيراني والإخواني وسائر التنظيمات الإرهابية، هؤلاء الشرفاء رافضون لجعل ثروات بلدهم موجهة ضد جيرانهم، وأدواته الناعمة خنجرا مسموما في ظهر أشقائهم.

وقد ذاقوا الأمرَّين من النظام القطري الجاثم على صدورهم، والذي لم يرع حرمةً للرحم ولا للقريب ولا للشقيق، فطفح بهم الكيل، ومنهم الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، الشاب القطري المعبر مع باقي الشرفاء عن الصوت الحقيقي لأسرة آل ثاني والشعب القطري.

وقد كشفت المقابلة التلفازية مع الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني كثيراً من الحقائق، كشفت عن الوجه الدموي الإرهابي والظالم لتنظيم الحمدين، بما في ذلك تورطه في جرائم القتل والاغتيال، حيث اتهم الشيخ سلطان بن سحيم حمد بن خليفة أمير قطر السابق باغتيال والده لإزاحته من طريقه.

وإطلاق النار على عمه ناصر بن حمد، الذي أصيب إصابات بالغة، والتخطيط لمحاولة اغتيال الملك عبد الله بن عبد العزيز العاهل السعودي الراحل، وتدبير مؤامرة قتل القذافي، كما كشفت المقابلة عن افتعال النظام القطري المشكلات مع الجيران، والاعتداء على حقوقهم وحدودهم، بما في ذلك محاولات اغتصاب أراض منهم، كما فعلت مع البحرين والسعودية.

وكذلك تدبير المؤامرات ضد الدول العربية، لهدمها وتدميرها، بما في ذلك تبنيها للثورات، ودعمها لها بشكل مباشر، والتي أدت إلى كوارث ومصائب لا تزال بعض المجتمعات تعاني منها إلى اليوم. وكشفت المقابلة ما يمارسه تنظيم الحمدين من الإرهاب والاستبداد لقمع أفراد أسرة آل ثاني الشرفاء، الذين لم يرتضوا النهج الجائر الذي يسلكه النظام الحالي، الداعم للإرهاب وتنظيماته.

والمنحاز للخندق الإيراني والحوثي والإرهابي، فمنهم من تم قتله، ومنهم من تم الزج به في السجون، ومنهم من دُهمت بيوتهم، وسُرقت وثائقهم، وصودرت مقتنياتهم، فضلاً عن ممارسة القمع والإرهاب ضد القبائل القطرية، فمنهم من تم فصلهم من أعمالهم وسحب جنسياتهم وتهجيرهم وملاحقتهم والزج بهم في السجون.

وفي الوقت الذي نجد فيه تنظيم الحمدين يتشدق بالحريات وحقوق الشعوب في وسائل إعلامه، ويوظف تلك الشعارات لهدم الدول وإثارة الفتن بين الشعوب؛ نجده يمارس النقيض من ذلك تماماً في واقعه، فيعتدي على أقرب الناس إليه، ويقمع شعبه، ويسلبهم أبسط حقوقهم، ويهجر الآلاف منهم، وما خفي أعظم.

وأظهرت المقابلة ما هو مغيَّب وراء الجدر المخفية في قطر، وهو السخط القطري العام من سياسات تنظيم الحمدين، سواء من قبل أسرة آل ثاني أو عموم الشعب القطري، وما يعيشه النظام القطري من خوف ورعب؛ لأنه يعلم أنه منبوذ ومرفوض من الداخل والخارج، وهو ما يحاول النظام إخفاءه بشتى الأساليب، بما في ذلك التنكيل بالأصوات الناقدة لتلك السياسات واستعمال الوسائل الترهيبية لإخافة الآخرين.

ومحاولة التغطية على شعبيته المتردية، واستخدام الإعلام لتجميل صورته المشوهة، وهذا ليس بغريب أيضاً، فطالما استخدم هذا النظام الإعلام لتزييف الحقائق، وتزوير الوقائع، وتلفيق التقارير، ونشر الإشاعات الزائفة، واستئجار المرتزقة، حتى أصبح نموذجاً للإعلام الهدام الساقط.

كما بينت المقابلة حقيقة واضحة، وهي أن السيل قد بلغ الزبى، وأن الصبر قد نفد، وأن هذا النظام يسير في طريق الانتحار السياسي لا محالة، وهذه نتيجة طبيعية لأفعاله وتصرفاته، فهو مستمر في عناده، مصر على سياساته التخريبية التحريضية.

وعلى مؤامراته المخزية ضد الآخرين، وخاصة ضد الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، رافضاً الانصياع للمطالب الواضحة العادلة التي أدلت بها هذه الدول، ماضياً في طريق الانتحار السياسي السريع، بدلاً من تصحيح المسار، والعودة الصادقة، وهو يدل على تهور لا حدود له، وفقدان العقل والرشد.

كما يدل على انعدام الإحساس والشعور، فكم ذهب ضحية ما يسمى بالربيع العربي، الذي أوقد النظام القطري نيرانه، وسخر إعلامه ليل نهار تحريضاً وتأليباً، ملايين قُتلوا وشُرِّدُوا، أوطان دمرت، تنظيمات إرهابية عاثت في الأرض فساداً وشوَّهَت، ولا همسة ندم من هذا التنظيم، ولا أدنى تعديل لبوصلته المنحرفة.

ومما يؤرق عقلاء قطر كذلك أنَّ النظام القطري جعل من قطر مأوى للإرهابيين، وحضناً دافئاً لهم، فقد كشف الشيخ سلطان بن سحيم أن حمد بن خليفة جمع في قطر مختلف الأطياف الأيدلوجية من إخوان وتكفيريين وغيرهم، لتوظيفهم ضد دول الخليج والدول العربية، ونشر الخراب والدمار في المنطقة.

كما تُبين هذه المقابلة أن غاية أماني شرفاء آل ثاني أن ترجع قطر إلى حضنها الخليجي، وأن تكون ذخراً وفخراً لأشقائها، بحسن الجوار، وحفظ الأخوة، بخلاف تنظيم الحمدين الذي لا يعرف شيئاً عن هذه الحقوق، ولا يأبه بها، بل لا هم له سوى التغريد خارج السرب، وقد أصبح إعلامه اليوم بوقاً للإيرانيين والحوثيين والإسرائيليين وغيرهم، والتاريخ لن يرحمه، وقد أصبح منبوذاً من أشقائه، ويكفيه ذلك عاراً.

 

Email