جائزة رأس الخيمة للقرآن 18

ت + ت - الحجم الطبيعي

إنَّ نعم الله علينا كثيرة في دولة الإمارات، وطن الخير والعطاء، ومن أعظمها، نعمة القيادة الحكيمة، التي سخَّرت لنا أسباب الرقي والازدهار، وفتحت لنا ميادين التنافس الخلاق، ودعمت التميز والإبداع في شتى المجالات، لبناء الإنسان الراقي، وصناعة الحضارة المزدهرة، ومن هذه الصور المشرقة في دعم المواهب والإبداعات، رعاية الجوائز القرآنية المحلية والدولية، والتي يتنافس فيها المتنافسون على حفظ القرآن الكريم، والارتقاء بمستوياتهم في الحفظ والتجويد وحسن التلاوة، وتنمية قدراتهم الإبداعية المتنوعة.


ومن الجوائز القرآنية الرائدة في دولة الإمارات، والتي تحظى بدعم ورعاية القيادة الحكيمة، جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي أسسها ورعاها المغفور له بإذن الله، الشيخ صقر بن محمد القاسمي، رحمه الله رحمة واسعة، وتولاها بوافر الرعاية والعناية، صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، حتى غدت صرحاً إبداعياً مشرقاً في إمارة رأس الخيمة، تحتضن الموهوبين والموهوبات كلَّ عام، من مختلف الجنسيات والأعمار، ذكوراً وإناثاً، ليتنافسوا في مسابقاتها المتنوعة، ويرتقوا قمم التميز بفوزهم وتألقهم.


وسيراً على توجيهات وخطى القيادة الحكيمة في التطوير والابتكار، وتشجيع الإبداع والتميز، تنتهج جائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، نهجاً تطويرياً مستداماً، عبر مجلس إدارتها، الذي يترأسه الشيخ صقر بن خالد بن حميد القاسمي، وتحرص في كل دورة، على أن تضيف الجديد المبتكر في مسابقاتها وفعالياتها، وتفتح آفاقاً أرحب للتنافس والإبداع أمام الجميع، لتكون موئلاً لهم في تنافسهم، ولقد تميزت الدورة الحالية للجائزة، وهي الدورة الثامنة عشر، بمشاركة جنسيات كثيرة، بلغت 45 جنسية من حول العالم، أقبلوا على هذه الجائزة القرآنية، وخاضوا سباق التنافس فيها بجدارة، سواء في الاختبارات التمهيدية أو النهائية، ليصل منهم كوكبة متميزة إلى منصة التتويج، بعد عصف تنافسي مثير للإعجاب.


وقد استوعبت مسابقات الجائزة، مختلف فئات وشرائح المجتمع، حيث فتحت أبواب التنافس والتألق أمام طلاب وطالبات المدارس، الذين كان لهم حضور بارز في مسابقات الجائزة ومنصات التتويج، وكذلك أمام أئمة ومؤذني المساجد، وأمام أصحاب الهمم، الذين قهروا التحدي بعزائمهم المتألقة، وأمام نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، الذين سعوا لفتح صفحات جديدة منيرة لمستقبل مشرق لهم، وأمام عموم فئات المجتمع، ذكوراً وإناثاً، مواطنين ومقيمين من مختلف الأعمار، وكان للمرأة، التي هي نصف المجتمع، وشريكة التطور والإبداع، حضور بارز في مسابقات الجائزة، كالعادة، وحققت إنجازات كبيرة غير مستغربة منها في دولة الإمارات، التي أولت العناية الكبيرة بالمرأة، وفتحت لها آفاق التميز والإبداع والازدهار.


وتميزت الجائزة بتنوع مسابقاتها وفروعها، ليسهم هذا التنوع في احتضان مختلف المواهب والقدرات، وتوسيع رقعة الإبداع من المتسابقين ذوي المهارات المتعددة، فشملت مسابقات الجائزة، مسابقات في حفظ القرآن الكريم بفروعها المتعددة، وبما يناسب كل فئة، كما شملت مسابقات حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، بفروعها المتعددة أيضاً، بما في ذلك فئة البراعم، التي تبدأ من 5 سنوات، وكذلك فئة الناشئة وعموم المجتمع، كما شملت أيضاً مسابقة مزامير آل داود، لاحتضان أجمل الأصوات والتراتيل من المتسابقين الذين يتنافسون بجمال أصواتهم وحسن أدائهم.


وصاحَب هذا التنوع في المسابقات والفئات، تنوعٌ في الفعاليات التوعوية الكثيرة، التي رافقت الجائزة، والتي جاءت منسجمة مع رؤية القيادة الحكيمة في مخرجاتها وأهدافها، تناولت مواضيع متنوعة، شملت التذكير بمناقب الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ومحاضرات في حب الوطن والانتماء، والتسامح والسعادة والإيجابية والابتكار، والعناية بالأسرة، وترسيخ القيم الأخلاقية، كما تضمنت دورات علمية تأصيلية، من قبل أهل العلم والاختصاص في مكافحة التطرف والإرهاب، وتفنيد شبهات المتطرفين، وتعزيز الوسطية والاعتدال، وبيان محاسن الإسلام وسماحته، ويسره ورحمته للعالمين، والعناية بالقرآن الكريم، وما اشتمل عليه من القيم الراقية، لتكون هذه الفعاليات، بوابةً توعويةً لتعزيز المخرجات الإيجابية في المجتمع، وتسهم عبر مخرجاتها في المحافظة على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره، والتحصين الفكري للشباب، من خلال بيان الصورة الصحيحة الوسطية السمحة المشرقة للدين الإسلامي الحنيف، وإظهار محاسنه الجمَّة، وسماحته العظيمة، لتنعكس في جمال أخلاق المسلم وتعامله الحضاري مع الآخرين، والحذر من التيارات المتطرفة التي تسعى لاصطياد الشباب، والتغرير بهم، وتغذيتهم بمفاهيم متطرفة مغلوطة عن الإسلام، بما لا يتفق إطلاقاً مع تعاليمه السمحة ومقاصده العظمى، ومع الفطرة الإنسانية وقيم العقل الرشيد.


هذه الفعاليات الكثيرة، التي تزخر بها دولة الإمارات، تعكس جهود القيادة الحكيمة في بناء الإنسان والرقي به، وتعكس تميز دولة الإمارات في مبادراتها الحضارية، وإنجازاتها العظيمة، وفعالياتها المجتمعية الهادفة، فهي حاضنة للمواهب، ومحفزة للإبداع والابتكار والتنافس الإيجابي، ونموذج رائد في بناء الفرد المتحلي بالإيجابية والسعادة في هذا الوطن السعيد، وطن الخير والرقي والازدهار.


وإنني لأغتنم هذه الفرصة، وأتوجه بالشكر الوافر والعرفان المديد، إلى قيادتنا الحكيمة، على ما تبذله من جهود حثيثة في الرقي بالبلاد والعباد، ودعمها للأنشطة الإيجابية المثمرة، كما أتوجه بالشكر والعرفان، إلى صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، وولي عهده الأمين، سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي، حفظهما الله، على رعايتهما الكريمة ودعمهما المستمر لجائزة رأس الخيمة للقرآن الكريم، التي أصبحت بفضل الله تعالى، منارة مشرقة بأنشطتها وفعالياتها التي تتجدد كل عام، في حلل زاهية بهية.

Email