وفاء بائع وتواضع شبيه زايد

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أرض دولة الإمارات، أرض التسامح والعطاء، دار زايد الخير تجد أرقى صور الوفاء والعرفان من الجميع مواطنين ومقيمين لمؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي ترك بصماته الخالدة في صفحات التاريخ، فقد حمل مشاعل النور بأكف العزم والطموح والرغبة الصادقة في خدمة الإنسان وبناء الأوطان؛ ليجمع شملاً ويبني اتحاداً ويؤسس دولة تحظى بأرقى مقومات الحياة الكريمة، ويستظل فيها الجميع بواحات أمن واستقرار، وقدَّم في سبيل ذلك كل شيء، قدَّم الوقت والمال والفكر والجهد والعمل، وكان رجل أفعال لا أقوال، ورجل طموح لا يعرف سقفاً، وإرادة لا تعرف التردد، فجرى على يده الخير للجميع كالنهر المتدفق.

وفي عام زايد تتجلى صور كثيرة للوفاء لهذا القائد التاريخي المؤسس، صور كثيرة لا تنحصر، فقد كان الشيخ زايد، رحمه الله، أباً للجميع، ومن صور هذا الوفاء وفاء تاجر سجاد في أبوظبي، رفض بيع سجادة عنده تحمل صورة الشيخ زايد رحمه الله، على الرغم من إلحاح المشتري والعرض المغري، معللاً ذلك بأن هذه السجادة تحمل صورة «بابا زايد»، وأنه يحتفظ بها منذ 25 سنة، معبراً بذلك عن حبه العفوي ووفائه للشيخ زايد، رحمه الله.

هذا الوفاء من هذا التاجر قابله تواضع فريد من شبيه الشيخ زايد، رحمه الله، القائد الاستثنائي الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي فاجأ البائع بزيارة خاصة لمحله، ليتبادل معه الحديث، معرباً عن تقديره لوفائه، واصفاً قصته بأنها «قصة وفاء سطّرها زايد بإنسانيته»، ليؤثر ذلك في نفس البائع أبلغ الأثر، حيث قال في لقاء معه: «سألني سموه عن أحوالي، فأجبت: إن حالي بخير ما دمت في الإمارات، ولا توجد كلمات تصف ما أشعر به، وأنا أتحدث عن معاني هذه الزيارة».

يا له من موقف يفيض إنسانية وتواضعاً، وفاء من بائع، وتواضع من شبيه الشيخ زايد، رحمه الله، الذي سار على نهجه ونهل من شمائله، وترجم ذلك في أفعال تعكس النبل الإنساني في شخصيته الفريدة، ليكون قدوة للجميع في نبله ورقيه، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد، الذي تخرج في مدرسة زايد الخير، متسلحاً بالقيم الإنسانية والمثل العليا والأخلاق الراقية التي زخرت بها هذه المدرسة الكبرى، فكان بحق شبيه زايد.

إن مدرسة الشيخ زايد رحمه الله مدرسة إنسانية عظيمة، من تخرَّج فيها كان مشعل سعادة وإيجابية وتقدير واحترام للآخرين، ولذلك تجد في دولة الإمارات أروع صور التسامح والانسجام بين مختلف الفئات، لأنها قائمة على إرث زايد الخير، المستمد من سماحة الدين الإسلامي الحنيف ومن الأخلاق العربية والإماراتية الراقية وقيم الفطرة الإنسانية والعيش المشترك، واليوم تحتضن دولة الإمارات أكثر من 200 جنسية من مختلف دول العالم، يعيشون معاً باحترام وانسجام، ويحظون بكامل حقوقهم، ويجدون في دولة الإمارات واحة استقرار لهم.

لقد سكن حب زايد في سويداء القلوب، ولا يزال اسمه تردده الألسنة شكراً له وعرفاناً لجميله، فقد اهتم الشيخ زايد، رحمه الله، بالإنسان في دولة الإمارات، أياً كان هذا الإنسان مواطناً أو مقيماً، وعمل على راحته وإسعاده وتوفير أرقى الخدمات له، ولذلك فما نجده من مواقف إنسانية عفوية تعبر عن حب زايد هي ردود فعل طبيعية عن رجل عمل على إسعاد الجميع فأحبه الجميع، نعم، لقد قدم الشيخ زايد رحمه الله الكثير والكثير للوطن وأبنائه والمقيمين على أرضه، وحظي بحبهم واحترامهم وتقديرهم، ومن الوفاء رد الجميل لهذا الأب الحنون، ومن صور ذلك المحافظة على هذا الوطن ومكتسباته وإنجازاته، والعمل المستمر على تقدمه وازدهاره، والتحلي بأرقى صور التعامل بين الجميع.

إن اهتمام الشيخ زايد، رحمه الله، بالإنسان لم يقف في حدود دولة الإمارات فقط، بل اهتم بالإنسان في كل مكان، وجعله موضع عنايته ورعايته، فمد أيادي البر والإحسان إلى المحتاجين والمنكوبين في مختلف أصقاع الأرض، ليرسم البسمة على شفاههم، ويساهم في إزالة همومهم، والتخفيف عنهم، وامتدت أياديه البيضاء إلى الشقيق والصديق، فقدم المساعدات لدعم الأشقاء وبناء المشروعات المتنوعة لهم، السكنية والتعليمية والصحية والصناعية وغيرها، حتى أصبحت دولة الإمارات من أكبر الدول المانحة للمساعدات الخارجية، وأصبح اسم زايد منقوشاً في سجل عظماء المحسنين في التاريخ، قال الشيخ زايد، رحمه الله: «إن مرجع علمنا واعتقادنا في الله عز وجل يجعلنا على الدوام نراقب الله، ونعمل بجد وإخلاص ومثابرة لكل ما يرفع من شأن مستوى معيشة الناس، للمواطن وللإنسان، أياً كان هذا الإنسان».

إن حب الشيخ زايد، رحمه الله، ملك قلوب القريب والبعيد في دولة الإمارات وخارجها، لأنه رمز للخير والإحسان والعطاء الإنساني، غرس الخير بيمناه، طالباً رضا خالقه سبحانه، فوضع الله حبه في قلوب الناس، قال الشيخ زايد رحمه الله مترجماً رؤيته في التكافل الإنساني: «إن الإسلام يدعو إلى الرحمة والتكافل بين البشر، بأن يساعد القادر غير القادر، وإن الله سبحانه وتعالى يرزق العباد؛ ليكونوا في عون بعضهم بعضاً».

رحم الله الشيخ زايد رحمة واسعة، ورفع منزلته في عليين، وجزى الله قادتنا على مواقفهم النبيلة وعطائهم الإنساني المتدفق.

Email