حين تصبح الإمارات بوصلة العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

توجّهت أنظار العالم كلّه خلال الأيام الماضية نحو دولة الإمارات العربية المتحدة، ودبي على وجه الخصوص؛ فقد كان الجميع ينتظر القمة العالمية للحكومات؛ التي باتت حدثاً عالمياً مؤثّراً وفاعلاً، وقادراً على تغيير السياسات الحكومية على المستوى العالمي؛ فيما يتعلّق بجودة الأداء وتحقيق التنمية المستدامة والنهوض بالمجتمعات واستشراف المستقبل.

لقد استطاعت الإمارات عبر هذه القمة أن تتفوق على المستوى العالمي، ليس بحكومتها الذكية؛ أو لكونها مركزاً عالمياً للفعاليات الدولية؛ أو لأنّها نقطة جذب سياحية عالمية وليس كقِبلة استثمارية أو واحة ترفيهية.. فحسب، بل تفوّقت الإمارات بتحوّلها إلى بوصلة عالمية للتفوق والتميز والخير والتسامح والسعادة.

نعم.. فقد أصبح مؤشر النجاح العالمي يتجه نحو الإمارات، فهي اليوم تشكّل بكلّ ما تمتلكه من مقوّمات إبداعية وتطوّر غير مسبوق في جميع المجالات بلا استثناء، نموذجاً فريداً لدولة حديثة العهد؛ استطاعت أنّ تتبوّأ مكانة متميزة على الصعيد العالمي، وأن تأخذ زمام القيادة باتجاه المستقبل.

لقد جسّدت الإمارات خلال هذه القمّة الرؤية الثاقبة لقادة استثنائيين أبناء الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (طيّب الله ثراه) الذي بنى هذه الدولة على الخير والمحبة والتسامح والحكمة، ووضع حجر الأساس في بنيانها انطلاقاً من عمل الخير، حتّى بات الخير عنواناً تكتب دولتنا الحبيبة قصة تطوّرها في ظلّه.. ونبراساً تسير على هَدْيه طوال طريقها نحو المستقبل.

كما سار قادتنا الملهمون على خطى الأب المؤسس طيَّب الله ثراه، فها هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، صاحب الرؤية النافذة إلى ما بعد الأفق، فهو حين يتكلّم عن المستقبل؛ يصفه وكأنّه ماثِلٌ أمامه، وهو الأمر الذي ثبت على أرض الواقع خلال السنوات الماضية، إذ تحولّت رؤية سموّه إلى إنجازات رائدة لمسناها لمس اليد، في جميع مفاصل الحياة.

لقد أكّدت إماراتنا الغالية للعالم أجمع خلال القمة العالمية للحكومات أن المستقبل لا يُنتظَر، وإنّما علينا أن نذهب إليه اليوم، وأن نسبقه قبل أن يأتي الغد، فالمستقبل هو تلك الابتكارات المتميزة والأفكار الخلّاقة التي أطلقتها الجهات الحكومية الإماراتية في إطار العديد من المبادرات الرائدة، وأهمّها مبادرة (دبي 10X)، التي أخذت حيّزاً واسعاً في القمة، واستطاعت أن توجّه الأنظار نحو الإنجازات الفريدة للإمارات عموماً ولمدينة دبي خصوصاً فيما يتعلّق بصناعات المستقبل والذكاء الاصطناعي والحكومات الذكية.

فقد أطلق سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، 26 مشروعاً معتمداً تقدمت بها 24 جهة حكومية لمبادرة (دبي 10X) التي تشرف عليها مؤسسة دبي للمستقبل.

وعلى مقياس التقدّم التكنولوجي للأمم؛ يعتبر هذا العدد من المشاريع قفزة نوعية تستطيع الانتقال بالدولة من عصر الحاضر إلى عصر المستقبل، ورغم أنّ سموّه أعطى مهلة عامين لتنفيذ هذه المشاريع، إلّا أنّ المؤشرات تدلّ على أنّ الإمارات ستكون قادرة على تحقيق هذه القفزة النوعية في فترة زمنية أقلّ بكثير.

فالإمارات التي باتت اليوم محطّ أنظار العالم، احتلّت موقع الصدارة في ركب التقدّم التكنولوجي، وفي تطوير العمل الحكومي بمختلف مفاصله، وحكومة الإمارات اليوم تعدّ نموذجاً رائداً بين حكومات العالم بما حقّقته وتحقّقه من إنجازات غير مسبوقة، فهي نموذج حيّ للحكومة القادرة على إعادة ابتكار نفسها، وتقديم أفضل الخدمات بأعلى معايير الجودة والإتقان، بل إنّها تفوّقت على دول العالم المتقدّم في العديد من الميادين، منها على سبيل المثال تحقيق التنمية المستدامة، وسعادة الناس، والكفاءة الحكومية.

ولأننا نؤمن بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «المستقبل ملك لمن يستطيع تخيّله وتصميمه وتنفيذه» فإننا نسعى لأنّ يكون هذا المستقبل حسب مقاييسنا؛ وبناءً على معايير حكومتنا المتميزة والملهِمة، التي لا تؤمن بالوقوف عند حدّ، ولا ترى خطّ النهاية، وإنّما تضع الأفق الواسع نصب عينيها؛ بعد أن شرعت نوافذها على الفضاء، وحلّقت باتجاه المستقبل واثقة الخُطا، مؤمنةً بأنّ المستحيل لا وجود له سوى في قواميس اللغة، وأنّ من يسعى إلى التميّز يستطيع تحقيقه بامتلاك الإرادة القوية والإدارة الناجحة.

القمة العالمية للحكومات وضعت خارطة طريق لحكومات المستقبل، ورسمت مخططاً واضحاً لما سيكون عليه المستقبل، وعلى الرغم من التطوّر الكبير الذي حقّقته دول العالم المتقدّم في ميادين العمل الحكومي، إلّا أنّ حكومة دولة الإمارات تتربع اليوم على عرش الصدارة، ويشار إليها بالبنان، فهي حكومة ذكية؛ ملهِمة؛ مبتكرة؛ مبدعة؛ ومستقبلية، وهي أكثر من ذلك على مقياس الأمم المتقدّمة.

حكومة الإمارات هي اليوم ببساطة بوصلة العالم في تحوّله نحو المستقبل، ونحن نفخر بأنّنا نعيش في ظلّ هذه الحكومة الرائدة، هذه الحكومة التي لا تنتظر المستقبل وإنّما تتخيله.. تصمّمه.. وتنفّذه.

Email