الإمارات ترتقي

ت + ت - الحجم الطبيعي

في بلادي أينما تتجه ترى الرافعات العملاقة، والبناء الذي يرتفع، والأرض التي تراها اليوم خالية في اليوم التالي ترى المهندسين يشتغلون عليها لبناء برج أو جامعة أو مدرسة أو مستشفى أو غير ذلك، وربما هو تمهيد الأرض للفلاحين لزراعتها ورداً أو شجراً أو نخيلاً، أحاول كوني خبيرة اجتماعية أن أختصر المشهد، لأطمئن على النمو الاقتصادي والتطور البيئي لدولتي، والذي يعني الرفاهية للشعب والسعادة وانتعاش الأسرة ورفاهيتها. كيف أختصر المشهد وهناك ما لا تراه العين المجردة من حراك ثقافي واجتماعي واقتصادي وسياسي.

مع فنجان قهوة الصباح يومياً أطالع ما كتبته الصحافة الإماراتية، صحفنا ترتدي لباس العافية، وتنشر إشراقات الحياة بأدق تفاصيلها، أشعر بالفخر حين أرى قادتنا في زيارات للمواطنين أو يتجولون بين أروقة المشاريع الحالية أو المستقبلية، وأرى الوجوه بينهم وحولهم ضاحكة مستبشرة، ما أروع القائد حين يمد يده الحنونة على رأس هذا الشيبة أو تلك الأم الإماراتية الأصيلة!

حين أتجول في رحاب صحافتنا أبتهج لمواطن شاب فاز بجائزة أو نال براءة اختراع، أو نال شهادة علمية رفيعة.

وما أروع نساء بلادي وهن يتولين المسؤولية في مواقع اتخاذ القرار، بلباسهن الوطني المحتشم! إشراقة التراث مع قمة الأناقة والتحضر، وفي أعمالهن وإنجازاتهن ما يقر العيون ويسعد الأفئدة، وفي ما يصرحن به من كلام ثقافة وفكر متزن وقوة في الإرادة لتحقيق ما تحلم به الإمارات.

وحين أتجول في أبعاد الصفحات الأربعين أو الخمسين لكل صحيفة، أشاهد الوطن يرتقي بعلومه وفنونه وتعليمه، وبكل ما يسعد الخاطر. الطبيب يتكلم عن أحدث الأجهزة التي دخلت مستشفيات الدولة، والمهندس عن أحدث المشاريع، والرياضي يراهن على الفوز، والشاعر يتغنى ببلاده ويترجم محبته، والرسام يلون جدران المسرح، والفنان يطلق العنان لإبداعه.

أنسى أحياناً قهوتي فأجدها باردة. يا لروعة ما أطالع! لقد بلغت صحافتنا الإماراتية أعلى مراحل الفنون الطباعية، وقيادات صحافية مهنية تمسك بزمام الإدارة، وجيش من الصحافيين والفنيين. خلايا من النحل تجوب البلاد لتكتب عن هذا الصرح أو هذا المنجز، وتنتقل بسرعة البرق إلى عمق الحدث، لتوصل رسالتها السامية إلى القارئ.

تذكرت أن عيد الصحافة ليس الآن، لكن هل يجوز أن ننتظر عاماً لنكتب عن هؤلاء الجنود المجهولين، هؤلاء يطلون علينا كل يوم بجهودهم وعرق جبينهم، بسهرهم وإبداعهم، فهل يجوز أن نطل عليهم مرة كل عام؟

هم كل يوم يجعلون من ورق الجرائد مرايا تسطع بنور البلاد وحراكها السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي، كما تتقد ملاحقها الثقافية والصحية والاقتصادية والرياضية بكل ما يفيد ويغني ذوي الاختصاص. هم كل يوم يشرقون بأجمل الأخبار، ويغيظون العدا بمعاني الانتصار. هم كل يوم لا نراهم بل نرى أسماءهم ونقرأ أفكارهم ونفرح لإبداعهم، يعاضدهم كتاب خارجيون من ذوي التجارب والخبرات الغنية. صحافتنا الإماراتية تتسع وتتوهج بنور العطاء في دولة عرفت كيف تتجاوز الزمن وتقهر المستحيل.

تمضي الساعة وأنا لم أنته مع صحيفة واحدة، لذلك قسمت الصحف على أيام الأسبوع، أما المجلات التي ترافق صحافتنا فلها وقت المساء، وأكاد أعتب على من استغنى عن الصحافة بمواقع التواصل، لأقول: في الصحافة نهر الحياة، أما الوسائل الأخرى فهي عبوات صغيرة لا يجد فيها القارئ سعادة من يرى الإمارات وهي تشرق بمنجزاتها وإبداعاتها في كل ميدان ومجال.

حفظ الله بلادنا وشعبها وقيادتها الرشيدة، لتظل منارة للعلم والتقدم والبناء الحضاري الذي يسابق الزمن، وبارك بصحافتنا وجهودها الوطنية والمهنية الصادقة.

 

 

Email