قطر ضحية «تنظيم الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يمكن لإنسان عاقل متزن، أبداً، أن يصدق أن «تنظيم الحمدين» يمكن أن يدير دولة، ويوجهها للطريق الصحيح، ولكن للأسف الشديد، فإن مجموعة من المطبلين المرتزقة، كيوسف القرضاوي وعزمي بشارة، استطاعوا التغلغل عميقاً في تنظيم الحمدين الإرهابي، وإقناعهم منذ أواسط تسعينيات القرن المنصرم، أن بإمكانهم، بالحيلة والخداع والتآمر، وبما لديهم من أموال، أن يديروا الدولة كيفما يشاءون.

مفهوم الدولة، ينشأ قطعاً مع نشوء العقد الاجتماعي بين الحاكم والمحكوم، لذا، ومن حيث المبدأ، فإن انقلاب حمد بن خليفة على والده، قد شرخ العقد الاجتماعي في قطر، وأتى بعصابة سيطرت على البلد، واستولت عليها وبدأت بإدارتها من غير وجه حق.

والمفروض في مفهوم الدولة الحقيقية، حماية الإقليم الذي تنشأ عليه من الفوضى والاضطراب، وإقامة منظومة محكمة من العلاقات الطيبة مع دول الجوار، تحفظ لمواطني الدولة، الأمن والاستقرار، وهذا لم يتحقق في قطر البتة، حيث يعلم الجميع أن تنظيم الحمدين قد غرق في الفوضى وأغرق مواطني قطر جميعاً، في بحر من الاضطراب.

وبعيداً عن فلسفة الدولة والحكم، وفي نظرة واقعية تحليلية، فإن قطر تخلو من المؤسسات الحقيقية للدولة، صحيح هناك هياكل مؤسسية فارغة أو مفرغة، لكن حقيقة ما يراه قادة العالم، ومعظم المتخصصين، أن قطر يديرها مجموعة من الأشخاص فقط: حيث الحمدين يحركون خيال المآتة تميم، وبوقاً مزعجاً، يضم جوقة المنتفعين المطبلين المرتزقة في إعلام تنظيم الحمدين المشبوه!

أين المؤسسات القطرية؟ أين الإنجازات القطرية؟ طبعاً باستثناء الحصول على تنظيم كأس العالم 2022 بالرشوة والخداع؟ فهل يعد تمويل الإرهاب واستقطاب الإخوان الإرهابيين وقطاع الطرق، وبث الفوضى والخراب وشراء ذمم جهات إعلامية عالمية هو إنجاز مؤسسي؟!

بعض دول العالم، تستغل تنظيم الحمدين مالياً، وتستنزف قطر البلد وثرواتها مقابل الاعتراف بتنظيم الحمدين والمحافظة لهما على الحكم في الدوحة ليس أكثر، والدليل أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعدداً من دول العالم لا يعترفون بتنظيم الحمدين، ويعتبرونه مجرد عصابة قراصنة، ومما لا شك فيه أن أبناء قطر الشرفاء لن يتركوا هذه العصابة تعيث في قطر الفساد للأبد.

سأكون منصفة، وأوجه سؤالاً لتنظيم الحمدين: ماهي وظيفتكم كونكم نظاماً يحكم قطر؟ سؤال بسيط، ذلك لأن الدولة هي وظائف وأهداف، لكنني أجزم أن تنظيم الحمدين وجوقة المطبلين في الدوحة لن يجدوا له جواباً! لأن العالم كله يشهد أن وظيفة هذا النظام الوحيدة هي تمويل الإرهاب، وأن هدفهم تحطيم الخليج وتدمير الأمة على أمل البقاء على سدة الحكم الهش في الدوحة!

لو تجاوزنا كل ذلك، وهذا مستحيل، ولكن على افتراض أن هناك عقداً اجتماعياً بين الشعب والسلطة في قطر، وأن لها وظائف وأهداف! وأن لديها مؤسسات ولديها منظومة علاقات خارجية متينة مع دول الجوار والعالم! فما هو جواب تنظيم الحمدين على مسألة حيوية في مفهوم الدولة، ألا وهي مسألة السيادة؟ فهل تتمتع قطر حقاً بالسيادة ؟!

بالطبع، فإن الجواب، وفي ظل إحكام قبضة تركيا وجنودها وإيران وحرسها الثوري على الدوحة، يكون مصطلح السيادة في قطر مجرد نكتة شريرة، ولا أتجنى حين أقول إن سيادة نظام الدوحة على أرض قطر تشبه سيادة سجين لديه المال والعضلات على مجموعة من السجناء الضعفاء، فهو يظن أنه يحكمهم، لكنه في واقع الأمر مسلوب الإرادة والسيادة عرفاً وقانوناً.

 

 

 

Email