الإمارات تتصدر العالم عطاءً

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد كرّم الدين الإسلامي الإنسان أفضل تكريم، وكان لنبينا سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم الأثر الأكبر والأهم في توضيح وترسيخ مفهوم الإنسانية، من خلال ما جاء به في رسالته المحمدية، ألا وهي أن دين الإسلام يدعو للتسامح والرحمة، والعطف، واللين والشفقة، والرأفة، والرفق بالتعامل حتى مع غير المسلمين وحب الخير والسلام للجميع بدون تمييز.

ولقد حير مفهوم الإنسانية العديد من الفلاسفة والعلماء والمفكرين وأصحاب التوجهات الإنسانية الأخلاقية، وذلك لعدة اعتبارات منها أن الإنسان بتكوينه وطبيعته الآدمية يختلف عن باقي الكائنات والمخلوقات الحية، ولكن في نهاية المطاف اتفق الجميع على أن الإنسانية هي مجموعة من الأفكار والتصرفات السلوكية المقبولة والحميدة التي تصدر من الإنسان والتي تدمج ما بين العقل والروح لتُبين أهمية وجود الإنسان وقيمته في المجتمع الإنساني.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله: «إن العمل الإنساني هو لغة مشتركة للتراحم بين البشر لا تعرف عرقاً أو ديناً أو هوية وهو ما يجعل الإنسان إنساناً، وما يجعل أي شعب شعباً متحضراً.».

ويقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة «إننا ماضون في مسيرة العمل الإنساني ومد يد العون إلى الشعوب المحتاجة دون تمييز عرقي أو ديني، وهذه قيمنا الأصيلة التي نعتز بها».

لقد استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أن تمثل نموذجاً للعطاء الإنساني، ما يؤكد أنها ماضيةً بثبات على نهج مؤسسها وباني نهضتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» عندما حصدت المراكز المتقدمة في العطاء وعمليات الإغاثة، في الأعوام السابقة، على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال تبنيها نهجاً إنسانياً، ينطلق من ثوابت وأسس واضحة الرؤى ذات أبعاد إنسانية وأخلاقية.

الإمارات الأولى عالمياً، إنسانية وعطاء لأن فلسفة العمل الإنساني الإماراتي تنطلق من ثوابت واضحة، تعلي من قيم التضامن مع الشعوب والمجتمعات في أوقات الأزمات والكوارث، بعيداً عن أي اعتبارات سـياسية أو مصلحية أخرى. المراكز المتقدمة، التي حققتها دولة الإمارات في الأعوام السابقة، والتحسن المستمر في ترتيب الإمارات ضمن كبار المانحين الدوليين للمساعدات الخارجية، جاءت نتيجة الرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة في الارتقاء بقطاع المساعدات الخارجية الإماراتية.

والمتعارف عليه أن، المجتمعات الإنسانية في شتى بقاع الأرض، تواجه أزمات وكوارث ونكبات عديدة مريرة مؤلمة، سواء كانت جراء مآسٍ إنسانية بغيضة مفزعة نتاج الثورات والحروب والنزاعات المتعاظمة الممتدة في العديد من بلدان الوطن العربي، أو بسبب الكوارث الطبيعية.

فالمساعدات الإنسانية والإغاثية، التي قدمتها وتواصل تقديمها دولة الإمارات تستهدف في الأساس مواجهة التحديات التي تواجه الشعوب والمجتمعات في المناطق المختلفة من العالم، بعيداً عن أي اعتبارات أخرى.!.. وقد تصدرت دولة الإمارات الدول الأكثر عطاءً، للعام 2016، لتثبت بذلك قدرتها على منافسة أبرز المانحين الدوليين في مجال المساعدات الإنمائية الرسمية، قياساً بدخلها القومي الإجمالي.

جاء ذلك وفق البيانات والأرقام النهائية التي نشرتها لجنة المساعدات الإنمائية التابعة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية منذ أيام OECD.

وبلغ صافي قيمة المساعدات الإنمائية الرسمية الإماراتية في عام 2016 نحو15.57 مليار درهم (4.24 مليارات دولار أميركي) بنسبة 1.21% من الدخل القومي الإجمالي، وكانت أكثر من نصف قيمة تلك المساعدات 58% في شكل منح.

ويعد استمرار دولة الإمارات في تحقيق تلك المرتبة المتقدمة بتصدرها قائمة أكبر المانحين للمساعدات الإنمائية الرسمية قياساً بدخلها القومي، إنجازاً يضاف لريادتها الدولية في كثير من المجالات، وليؤكد نجاح عملها الدؤوب للسير على النهج الذي أرسى دعائمه مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، لخدمة البشرية، وتقديم الدعم والعون للدول والشعوب الشقيقة والصديقة، سواء كان لتحقيق الرفاهية الاقتصادية أو لمواجهة آثار الأزمات والكوارث.

وبهذه المناسبة الإنسانية الأخلاقية العالمية المشرفة لدولة الإمارات والعرب جميعاً. أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في منطقة الظفرة رئيس هيئة الهلال الأحمر، التزام الإمارات، بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، برسالتها الإنسانية العالمية، والمضي قدماً في تعزيز القيم والمبادرات التي تخفف وطأة المعاناة، باعتبارها واحدة من أهم الدول المانحة للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم، مقدماً سموه أسمى آيات التهاني لقيادتنا الرشيدة لجهودها المخلصة لتقديم المساعدات للشعوب والدول المحتاجة، التي كان لها بالغ الأثر في ترسيخ مكانة دولة الإمارات عالمياً، أكبر مانح دولي للمساعدات الإنمائية الرسمية.

إن هذا الإنجاز الإنساني المقدر الذي حققته دولة الإمارات في مجال الخير، مما لا شك فيه يقف حائط سد منيع في وجه كل المغالطات والمهاترات التي يرددها الحاقدون والمغرضون ضد مواقف دولة الإمارات الإنسانية المشرفة للعرب جميعا.

كاتبة إماراتية

Email