كيف أفسد شفيق «لعبته» السياسية ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

أفسد الفريق أحمد شفيق لعبته السياسية منذ اللحظة الأولى، عندما أعلن في تسجيل خاص على قناة الجزيرة ترشحه لانتخابات الرئاسة المصرية.

ثم جاء تصريحه الأخير بأنه سوف يذهب وبناته إلى باريس ليعلن موقفه من هناك ليحيط مجمل قضيته بأسئلة تثير الشكوك والاستنكار وكأن هناك مؤامرة تحاك ضد ترشيحه الذي هو حق دستوري كمواطن مصري.

وأعرف الفريق شفيق جيداً وبيننا علاقات صداقة، لكنى أريد أن أقول شيئاً شخصياً مفاده أنني رغم خلاف في الرأي يمتد شهوراً طويلة، عندما صارحته قبل أكثر من 6 أشهر في إطار حديث كان بدأه بأن الأفضل له ألا ينزل المعركة الانتخابية وأن يجيء إلى مصر بعد أن انتهت كل القضايا التي تمنع عودته بالبراءة، وأن يعمل ضمن جمعيات المجتمع المدني إن كان راغباً في الخدمة العامة.

لأنه في هذه الظروف العصيبة ينبغي أن يكون للمؤسسة العسكرية رمز واحد هو السيسي وأظن أن التعاون مع الرئيس السيسي أمر ممكن.

صحيح أنه كان لشفيق رصيد يتمثل في معركة الانتخابات ضد محمد مرسي، وكان شديد الاعتقاد بأنه هو الفائز في المعركة، لكن أرصدة أحمد شفيق الراهنة ربما تكون قد هبطت كثيراً لأسباب عديدة:

أولها طول غيابه في الخارج، حيث ظل لسنوات في ضيافة الإمارات الكريمة التي لم يقدر شفيق ضيافتها وكرمها معه جيداً، وبقائه طيلة هذه الفترة من دون نشاط سياسي مؤثر.

وثانيها اللبس الشديد الذي أحاط بقضية ترشيحه في الانتخابات الرئاسية الجديدة، ابتداء من إعلان ترشيحه عبر قناة الجزيرة، إلى جانب تصرفاته غير المبررة مع دولة الإمارات بعد صداقة وطيدة وقيامه باتهام الإمارات كذباً عبر الجزيرة بأنها منعته من السفر كي تمنعه من الترشح منافساً للسيسي، إلى موقفه المتناقض من قضية جزر البحر الأحمر، فهي في رأيه الأول مصرية وفي رأيه الثاني (لا شك سعودية).

وثالث الأسباب الحرص من جانب معظم المصريين على صلابة وحدة المؤسسة العسكرية في ظروف تحدى الإرهاب وإبان تكليف رسمي مهم من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الأركان الجديد بضرورة هزيمـــة الإرهاب في سيناء في غضون 3 أشهر. ورابعاً ضرورة أن يكمل الرئيس السيسي مهمته في دحر الإرهاب وإعادة بناء مصر بالكامل مع ظهور بشائر نجاح مؤكد على المستويين الأمني والعسكري.

وثمة أسباباً أخرى تجعل امتناع شفيق عن ترشيح نفسه الحل الأفضل لضرورة الالتزام برمز واحد لوحدة القوات المسلحة في هذه الظروف خاصة أن التحالف الوثيق بين الشعب والقوات المسلحة جد وثيق تحت قيادة السيسي لا يخالطه أي هاجس.

والأخطر من ذلك جميعاً أن جماعة الإخوان ربما تقف سراً أو علناً إلى جوار شفيق ليس حباً، لكن أملاً في الانشقاق الذي هو عشم إبليس في الجنة وخصماً من حساب السيسي الذي تكرهه أضعاف كراهيتها شفيق، لأن هزيمة السيسي تعني بالنسبة لها هزيمة الجيش المصري، العقبة الكؤود، أمام سعيها للقفز على السلطة كي تكرر أحداث 25 يناير وتدخل مصر دوامة من الفوضى أشد وأخطر مما سمته كوندليزا رايس الفوضى البناءة.

وقد يكون الحل الأمثل إن ركب العناد رأس شفيق وحكم تفكيره الأسباب الشخصية والنفسية، هو التعامل مع الموقف بهدوء وأعصاب قوية وثقة كاملة والترحيب بنزول شفيق إلى المعركة الانتخابية إن ركب العناد رأسه ليلقى الخسارة المؤكدة في المعركة التي يريدها السيسي نزيهة وشريفة تلتزم تقاليد المنافسة الصحيحة دون إسفاف، لأن المستفيد الآن من معركة يلجأ فيها البعض إلى الإسفاف ليس بالقطع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أثق ويثق الشعب المصري بقوة في أن مصر بحاجة إليه لفترة حكم ثانية يكمل خلالها إنجازاته الكبيرة التي بدأها وامسها الشعب ويكمل واجباته المهمة حفاظاً على أمن كل المصريين وتحقيقاً لآمالهم في الاستقرار والتقدم وحماية لوحدة قواتنا المسلحة.

 

Email