عدت من دبي يحدوني الأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم أنها ليست الزيارة الأولى إلا أنها كانت مغايرة هذه المرة فمنذ عدة أيام كنت في زيارة عمل صحفي إلى دبي، تجولت في شوارعها وميادينها تنقلت عبر سياراتها، تحدثت مع مواطنيها ووافديها من كل صوب وحدب، حاورت مسؤوليها، استمعت إلى إذاعاتها وقرأت جرائدها، تجولت في «مولاتها» التجارية، سجلت عيني الملاحظات حول هذه المشاهد وعدت إلى القاهرة يحدوني الأمل بهذا النموذج الناجح بما فيه من تفاصيل وتركيبة وخلطة خاصة بطعم الطموح، نسيج بين المواطن والحاكم.

فتلك الإمارة فرضت حضورها ضمن أهم مدن العالم بمجهودات قائدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، صاحب البصمة الفارقة في إحداث نقلة نوعية تمثل نموذجاً حضارياً وعلمياً واستثمارياً يحاكي أبهى صور التطور.

صاحب السمو حاكم دبي يمثل طموحاً أمام جيل كبير من شباب العرب الذين يرون فيه حب المبادرة والمبادأة، والابتكار الذي تحكمه القواعد العلمية المدروسة، فقد كان مثالاً حياً للتواصل مع المواطن الإماراتي والاستماع إلى كل صاحب موهبة أو فكرة ليؤكد أن الإنسان هو الذي يصنع النجاح والمستقبل.

استطاع أن ينظم إيقاع إمارته بتوقيت الانضباط، جعل الجميع أمام القانون سواء، وباتت دبي على يديه قبلة للوافدين الباحثين عن السياحة والاستثمار وفرص العمل، إمارة تبتسم في وجه الجميع رافعة شعار الرقي والتحضر بفضل إخلاص الحاكم والحكيم الذي تعددت مواهبه بين الشعر والفروسية فاستطاع أن يستوعب الجميع بروح الأب تارة وبروح الشقيق تارة أخرى، نعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد له كلمة سر وشفرة يفكها الناجحون المخلصون الذاهبون إلى المستقبل بكل تفاصيله فقد نجح أن يجعل من مشروعاته التنموية قوة ناعمة في الداخل وأيضاً في الخارج.

نجح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد بامتياز في أن يترك بصمة واضحة بين شعبه من خلال أقوال مأثورة شكلت وجدان شريحة عمرية من جيل المستقبل، مقولات وومضات منها: «لا تسمح أبداً لأي شخص بأن يسرق وقتك، لأنه يسرق حياتك»، «المعرفة هي أقصر طريق للفوز»، «الحياة السهلة لا تصنع الرجال».

كل التحية والتقدير لدولة الإمارات شعباً وحكاماً، فمصر والإمارات شعب واحد، مهما باعدت بينه الحدود الجغرافية فإن التاريخ شاهد على وحدته، الأوقات الفاصلة تؤكد تلاحمه، في مواجهة الخطر يصطف الإماراتي بجوار المصري في الحروب، ها هي مقولة المغفور له الشيخ زايد حكيم العرب لا تزال ترن في أذاننا نحن المصريين عندما قال (ليس النفط العربي بأغلى من الدم العربي)، وفي القرارات، فها هم قادة الإمارات بكل فخر يؤكدون الانحياز القوي لشعب مصر عندما خرج في واحدة من أعظم ثورات العالم ( ثورة 30 يونيو) ليسقط حكم الإخوان.

وهنا أنتهز الفرصة لأقدم كل التحية والتقدير للقيادة الحكيمة في الإمارات على اهتمامها الكبير بالإعلام ودعمها للإعلام والإعلاميين، بحيث باتت دولة الإمارات منبراً إعلامياً بارزاً على الساحتين العربية والدولية تنطلق منه مختلف وسائل الإعلام لكل أنحاء العالم، وخاصة الإعلام المحلي الإماراتي الذي حقق قفزة كبيرة وضعته في ريادة الإعلام العربي وفي مصاف الإعلام العالمي، وخير مثال على ذلك جريدة «البيان» التي شهدت تطوراً ملحوظاً أخيراً، وذلك بفضل قيادتها الشابة الجديدة ورئيس تحريرها المسؤول، التي أحدثت تطويراً وتغييراً ملحوظاً عكس خبرة ووعي ورؤية جيل إعلامي جديد من الكفاءات الوطنية التي منحتها القيادة الفرصة لإثبات وجودها وأداء دورها وواجبها، وبفضلهم تميزت جريدة «البيان» فيما تقدمه من مادة إعلامية راقية وعلمية وموضوعية ومن كتابات لنخبة من أشهر وأكبر الكتاب العرب والأجانب، وبتطوراتها وشكلها الحضاري الذي يشرف الإعلام العربي، فالإمارات دائماً كانت ولا تزال سباقة في لم الشمل الصحفي والسياسي والعروبي، فمنذ أن قامت الدولة بقيادة المغفور له الشيخ زايد وهي بمثابة نقطة ارتكاز تنطلق منها المواقف الحاسمة في اللحظات الفاصلة.

Email