البارجة تمضي والأخطبوط يهوي إلى القاع

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ضوء تناثر كالمطر المضيء من أبوظبي، على إيقاع افتتاح اللوفر، الذي أضاء سماء الشرق والخليج والعالم بنسمات الثقافة والفن والتاريخ، وعلى وقع عزم وحزم هيئة مكافحة الفساد في السعودية بقيادة الأمير محمد بن سلمان، وعلى نغمات صوت الأمن والاستقرار الذي تزهو به البحرين، هوت قطر الصغيرة في قاع من الهذيان المظلم بعد أن اصطدمت ببارجة عملاقة كان تمضي من هنا.

لم يستطع "الحمدان" استيعاب ما حظيت وتحظى به الإمارات من ألق في مشاريعها وإنجازاتها التي أضاءت العالم، ولم يتحمل "الحمدان" الإصلاحات السعودية الجذرية والدبلوماسية العالمية التي هزت الدنيا للعهد الجديد الذي أعاد للسعودية مكانها عالمياً كقائدة إقليمية، فاجتمع المرتزقة يتشاورون مع "الحمدين" في ما هم فاعلون ولم يجدوا سوى الجزيرة الحرباء للكذب وتشويه السعودية والإمارات والبحرين، ثم إعلان انتصار الحوثيين وحزب الله بصورة مضحكة.

تقارير الجزيرة الحرباء خلال الأسبوع الماضي تعلن بشكل صارخ أن دويلة قطر لم يعد يهمها إعلان دعمها المطلق للتمدد الإيراني الإرهابي وفتح الأبواب القطرية على مصراعيها، مدافعة عن سقوطها وخزيها وتخبطها، بأن صاروخ الحوثي الإيراني وتهديداتهم اللاحقة لمطارات السعودية والإمارات تبدو من وجهة نظر "الحمدين" أنها انتصار لشرذمة الإرهاب المتمركزة في طهران، ولم يلاحظ هؤلاء الجهلاء أن ذلك وحده يعد دعماً علنياً مطلقاً ليد إيران الخسيسة في المنطقة.

أصبح من المؤكد اليوم أن الشتات والضياع القطري قد بلغ الزبى، وأن ماضيها وحاضرها المخزي سيكون وصمة عار لا تمحى في المستقبل القريب وفي التاريخ لاحقاً، فكيف ستبرر قطر لاحقاً، إن بقي لها مجال للتبرير، تسهيل الطريق لإيران أن تتبجح، عبر منصات قطر الحرباء، وتقول «إن السعودية أقل شأناً من الذين حاولوا المساس بإيران سابقاً»، وتتفنن الحرباء في تقاريرها بعرض الرئيس الإيراني يدعو السعودية إلى الحذر من «قوة إيران وموقعها».

ليس ذلك فحسب، إنما يصبح التجاهل القطري لحزم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي قال إن «ضلوع النظام الإيراني في تزويد الميليشيات الحوثية التابعة له بالصواريخ يعد عدواناً عسكرياً ومباشراً من قبل النظام الإيراني، وقد يرقى إلى اعتباره عملاً من أعمال الحرب ضد المملكة». هو تحالف قطري قطعي مع العدو، العدو المخرب البائس الإرهابي الذي تجاوز الحدود. وبات يستهدف أمننا وعواصمنا ومطاراتنا.

العداء التاريخي الذي تكنه إيران لدول الخليج وللعرب جميعاً تظهر فيه اليوم الأصابع القطرية بحجة العرض الإخباري للجزيرة الحرباء، وفي الواقع، الذي بات غير قابل للشك والجدل، أن تنظيم الحمدين لم يعد يأبه بارتمائه في الحضن الفارسي وتقديم فروض الطاعة والولاء لأسياده الإيرانيين، علّه يحصل على الحماية لكرسيه البائد المتهالك، الذي تساقط فعلاً يوم انسحب سراً من أروقة دول الخليج، وبات يحيك المؤامرات والدسائس ضدهم.

أعتقد، من وجهة نظري، أنها ليست مجرد حرب إيرانية مباشرة على السعودية، بل هي حرب قطرية إيرانية، تجمعت فيها قوى الظلام والإرهاب في عصبة واحدة، فإيران تزود الحوثيين وحزب الله بالسلاح والصواريخ والمال والعتاد، والحوثيون يطلقونها والجزيرة الحرباء ومن خلفها تنظيم الحمدين يصفقون ويروجون لها بشكل سافر، أليست تلك هي معدات الحرب كاملة؟ أليس الإعلام القطري اليوم يقوم بدوره كاملاً في حرب إيران - قطر على الخليج؟ إذا لم يكن ذلك صحيحاً فكيف تغيرت لغة الكلام وأصبح الصديق عدواً والشهيد قتيلاً؟

لله در الإمارات والسعودية تتحركان كالبارجة العملاقة سياسياً واقتصادياً وإنسانياً وفنياً وثقافياً غير عابئين بزعيق الأخطبوط الصغير الذي يزحف خائفاً ليبث سمومه على البارجة العملاقة التي تمضي مزهوة، ثم يهوي الضعيف المهزوز إلى قاع المحيط.

Email