أي حقوق إنسان يقصدون؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حظيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي لفرنسا بتغطية إعلامية كبيرة وتابع الفرنسيون مواقف الرئيسين المصري والفرنسي من المؤتمر الصحفي المشترك الذي أكد فيه ماكرون أنه، مثلما لا يقبل أن يعطي أحد دروساً لبلاده، فإنه لا يسمح بإعطاء دروس لدولة ذات سيادة.

كان ماكرون يرد على «أعضاء منظمات حقوق إنسان» حاولوا بإطلاق ادعاءاتهم المعتادة، بالدفاع عن حقوق الإنسان لإثناء الرئيس الفرنسي، إن لم يكن لترويعه، لوقف تعاونه مع مصر.

من جهته أخرس الرئيس السيسي ممثلي المنظمات الممولة من جهات بعينها، عندما تحدث عن الظروف التي تواجهها مصر في التصدي لإرهاب لن تفلت منه دولة، في وقت تتحمل فيه مصر نصيب الأسد، في الحرب على هذه الآفة الكونية، وقال الرئيس ما معناه، إن حقوق الإنسان يجب أن تشمل حق التعليم وحق العلاج وحق توفير القوت اليومي، حيث فقد نحو ثلاثة ملايين مواطن مصري مصدر رزقهم، بعد ضرب السياحة في مقتل بأعمال إرهابية استهدفتها وحق الأمن في مواجهة التهديدات التي تأتي عبر الحدود، لا سيما الحدود مع ليبيا.

وبطبيعة الحال نزلت هذه الكلمات كالماء المثلج فوق رؤوس هؤلاء الذين توهموا أنهم قادرون على تشويه صورة مصر وقيادتها بادعاءات ما أنزل الله بها من سلطان. فلم نسمع لهذه المنظمات صوتاً ولو همساً إبان حكم الفاشية الدينية في عهد ممثل الإخوان، محمد مرسي، وهو الذي خاطب «أهله وعشيرته» فقط، مستبعداً الأغلبية الساحقة من المواطنين المنتمين إلى الوطن عقب إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسية.

والمثير للارتياب أن ممثلي هذه المنظمات أعربوا عن معارضة شرسة للتعاون العسكري بين باريس والقاهرة وكأنهم يريدون تنفيذ مخطط تفتيت مصر بترك الساحة خالية من أي دفاع، أمام الإرهاب المسلح بأحدث الأسلحة.

سقط إذن القناع عن المنظمات الحقوقية وبات واضحاً أن «الإنسان الوحيد الذي يحظى بتعاطفها ورعايتها» هو الكائن الخائن لوطنه.

وفي حديث مطول أجرته صحيفة لوفيجارو، مع الرئيس السيسي، أبرزت الدور المصري البناء في إعادة ترميم الوطن العربي الذي مزقه «الإسلام السياسي» تمزيقاً مفزعاً، ويكفي أن نشاهد حجم الدمار والخراب، الذي خلفته تنظيمات مثل داعش وغيرها، في المدن والمناطق العربية التي احتلتها وبعد طردهم منها..وقد بدأت أصداء الزيارة التاريخية بحق، تتضح وبدأ صوت الحق يعلو، ففي مقال شديد الأهمية، نشرته عقب الزيارة، صحيفة اطلاطيكو، كتبه الفيلسوف والسفير السابق في منظمة اليونسكو، ميزري حداد وهو من ابرز االمثقفين المسلمين، أوضح فيه دور مصر شعباً وقيادة في الثلاثين من يونيو في إفشال المخطط الخبيث، وفضح أعداء التعاون المصري الفرنسي وادعاءاتهم المثيرة للسخرية، باعتبار ثورة المصريين شعباً وجيشاً، «ضد حكم جماعة الإخوان،»انقلاباً«كما أوضح المقال الترابط بين القوى الخارجية منذ عام ١٩٢٨ بتشكيل جماعة الإخوان المسلمين» في ظل الاحتلال البريطاني، واستمرار رعايتهم حتى الرئيس الأمريكي السابق باراك اوباما.. وأتمنى أن تهتم هيئة الاستعلامات بهذا المقال الذي اعتبره دراسة قيمة للوضع الراهن. وقد أعاد الرئيس ماكرون الوجه المشرق للعلاقات مع مصر.

كما كشفت المنظمات الحقوقية خلال زيارة الرئيس السيسي عن هلع حقيقي من اتفاقيات التعاون العسكري، بدعوى الخوف من «استخدام الأسلحة ضد المعارضة!» وكأن طائرات الرفال والفرقاطات، هي أدوات الحكم المصري، لقمع مظاهرات ميدان التحرير.

أي إفك هذا وأي متاجرة بقيم نبيلة عبر عنها بصدق الرجل الذي يفتح لمصر كل أبواب التقدم والخير، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولهذا فحرب أعداء الوطن عليه تستعر خاصة وأنها بدأت تدرك أن الانتصار لمصر ولشعبها المؤمن بقيادته...

Email