اعترافات بن جاسم

ت + ت - الحجم الطبيعي

حازت قطر بجدارة على وسم أحمر يحمل شعار خطر الموت كتلك الشعارات التي نراها على مولدات الكهرباء والتي تنذر بالخطر الشديد سواء بعد أن تعرّت قطر أمام المجتمع الدولي وبات الجميع يتوجس منها أو بعد تصريحات أو ما يمكن أن نطلق عليها «اعترافات حمد بن جاسم» المخزية المقززة البغيضة.

تصريحات بن جاسم، العضو الفاعل في تنظيم الحمدين الخطر، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن الدوحة تتلمذت على يد إسرائيل منذ أن تولى تنظيم الحمدين الحكم في الانقلاب التاريخي في العام 1995 الذي قام به حمد بن خليفة آل ثاني، وليس من المستبعد، في ظل تكشف الحقائق اليوم، أن إسرائيل كانت وراء ذلك الانقلاب، وأنها هي التي خططت له ودعمته وروجت له وحصلت على اعترافات العالم بالحاكم والحكم الجديد.

تصريحات بن جاسم كشفت عن جميع مؤامرات الدوحة وكيف تآمرت مع العقيد معمر القذافي لإسقاط النظام الحاكم في السعودية ولكنها لم تكشف ما اتضح بين السطور أن إسرائيل هي التي دعمت تلك المؤامرة ولم يكشف الاتصال المسرب ولا التصريحات حقيقة أن تنظيم الحمدين كان وبالتنسيق مع عزمي بشارة ينفذ مخططاً إسرائيلياً لتحطيم السعودية، أول وأكبر وآخر قلاع الإسلام الحصينة، لهدمها وإقصائها من سدة قيادة هذه الأمة، وحين فشلت، اتجهت إلى مصر العظيمة ودسوا السّم فيها.

كنت قبل فترة في أحد النقاشات السياسية المثيرة وكشف لي كاتب صحافي عريق أن حمد بن جاسم متزوج من يهودية لها سطوة على النظم السياسية الإسرائيلية وأنه من خلالها قام بعقد صفقات سياسية مرعبة منذ أواسط تسعينيات القرن الماضي وعلى رأسها تقديم فروض الطاعة والولاء القطرية للأمة اليهودية لتنفذ قطر أجندتها وكذلك شراء الأراضي من الفلسطينيين وإعادة بيعها للإسرائيليين بالتعاون مع شخصيات منهم أقارب لعزمي بشارة وغيرهم.

هذه الحقائق، وتلك التصريحات تشي بل وتعلن أن حمد بن جاسم وخلفه وليس أمامه قد هرول حمد بن خليفة والإعلام القطري المتمثل بالجزيرة بتنفيذ كل ما خططت له إسرائيل لدويلة قطر لتنفيذه من ثورات وتأجيج وانقسامات ومؤامرات مقابل أن يحظى تنظيم الحمدين بالحماية الإسرائيلية الكاملة على كرسي عرش قطر البائد المهزوز المتهالك.

لست مع نظرية المؤامرة ولكنني مع الحقائق التي أكدت للقاصي والداني أن قطر كانت دمية صغيرة بيد الموساد الإسرائيلي الذي أجبرها أن تتحول إلى ماكينة للتخريب سواء ما فعلته بين فتح وحماس من انقسام أو دورها في محاولة تحطيم مصر أو تفتيت سوريا والمساس بالسعودية وكل ذلك من الأهداف الإستراتيجية التي وضعها هيرتزل في مغارة بازل في سويسرا في العام 1897 واستمر مخطط التفتيت والتنكيل بأيدي تنظيم الحمدين إلى يومنا هذا.

ليس معقولاً أن تصريحات حمد بن جاسم جميعا جاءت للفت الأنظار عن الخضوع القطري الكامل لآلة الاحتلال الصهيوني الغاشمة التي وجدت في قطر مناخاً وبيئة مناسبة وملائمة لمهاجمة الأمة من عقر دارها ومن خلال أبنائها؟ فمن كان يشك للحظة أن قطر، التي لم تخف علاقاتها المباشرة مع إسرائيل، كانت خلف السطور، تقوم بتحقيق المتطلبات الملزمة لها تجاه إسرائيل واللوبي الصهيوني لقاء تلك الصفقة التي حافظت وحفظت لتنظيم الحمدين على حكم جزيرة الغاز الصغيرة البائدة !

بالبحث والتدقيق، المتاح لكل باحث، باتت المعادلة القطرية الإسرائيلية، وبعد تصريحات حمد بن جاسم المؤذية، في غاية الوضوح، وما عاد لأمير قطر الحالي، بعد تلك التصريحات التي هدفت لتلميع قطر فباتت شهادة ضدها، إلا أن يتقدم ويطلب المغفرة ويقدم عهداً للشعوب العربية والخليجية بقطع العلاقات مع كل ما يمثل إرهاباً، وعلى رأسها إيران وإسرائيل.

Email