ليس كل الظن إثم..

ت + ت - الحجم الطبيعي

نبهتني الحملات المتتالية، بل والمتصاعدة، ضد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، أنه ليس وحده هدف هذه الحملات، بل المقصود هو الشعب المصري في مسيرته الحالية مع القائد عبد الفتاح السيسي، وأتذكر عندما زار تشي جيفارا، ايقونة المقاومة في أميركا اللاتينية، مصر، قال مخاطبا عبد الناصر: «كان انتصاركم في بور سعيد أملنا ونحن نحارب في الجبال».

ونلسون مانديلا الزعيم الافريقي وأشهر سجين في تاريخ المناضلين، وصف عبد الناصر بأنه زعيم زعماء أفريقيا.

وتشهد الوثائق المسجلة انه لا يوجد زعيم في العالم، لاقى استقبالا خارج بلده كما حدث لعبد الناصر، خاصة في الدول العربية. وهو ما أيقنته القوى المعادية، التي كان يطيش صوابها حيال مكانة مصر المؤثرة خاصة في الدول النامية، كرمز للصمود، والتحدي، وقوة الإرادة، ومن هنا استعر الهجوم والتشويه والافتراء، والتي تواجهها أيضاً قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الآن، وربما من نفس الجهات التي كثيرا ما انصب غضبها وهجومها علي الشعب المصري نفسه.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، انهمر سيل التشك يك في خروج الشعب المصري بالملايين، فور خطاب التنحي الشهير مساء التاسع من يونيو 1967، متحملا المسؤولية كاملة، عن الهزيمة العسكرية، وادعاء أن تلك الملايين خرجت بأوامر أو بتعليمات من تنظيم الاتحاد الاشتراكي، وفي هذا الادعاء الرخيص إنكار موقف بطولي وتاريخي لشعب مصر الذي هزم الهزيمة في ذلك المساء، ومزق مشروع الأعداء الذين «كانوا ينتظرون اتصالاً هاتفياً من القائد، يعلن فيه الاستسلام».. وكان خروج الملايين في ذلك المساء أول خطوة في حرب الاستنزاف ومن ثم في طريق العبور، نفس التشكيك شاهدناه في خروج الملايين في 30 يونيو 2013 يدعمون الرئيس السيسي ويسقطون حكم جماعة الإخوان الإرهابية، ولا يشرح لنا هؤلاء الذين لا يحترمون هذا الشعب العظيم، لماذا لم يستطيعوا هم أن «يخرجوا» رُبع ملايين 30 يونيو في أي مناسبة أقاموها.

ولا تزال ثورة الثلاثين من يونيو، وقيامها بعشرات الملايين، لغزا يحير الأعداء ويزيدهم غرقا في شفرة شعب، تستعصي على أمثالهم، بينما هي في رأي الإخوان وحلفائهم انقلاب.. والغريب أن من «يزدرون الشعب بإنكار وتسفيه موقفه الأسطوري، بهزيمة الهزيمة، وتحمل كافة التضحيات، خلال سنوات حرب الاستنزاف المجيدة، التي تُوجت بالعبور العظيم، يصابون بالخرس عندما تسألهم عمن»دفع بالملايين إلى الشوارع«يوم رحيل الزعيم في 28 سبتمبر عام 1970 وبأكثر من ملايين يونيو في جنازة توصف، حتى يومنا هذا، بأنها الأكبر في تاريخ البشرية... وكما يقول المثل، الكذب مالوش رجلين، لم يُعر شعب مصر أدنى اهتمام بهذه الافتراءات المفضوحة، فنحن جميعا، نعرف أننا اندفعنا كي نهزم الهزيمة، كما نزلنا نودع الزعيم، وكما نزلنا في 30 يونيو 2013 لنسقط حكم جماعة الإخوان الإرهابية، في ثورة شارك فيها ما بين 35 إلى 40 مليون مصري ومع ذلك يصفها الأعداء بالانقلاب، وقد داخلني الظن، وليس كل الظن إثم، في الآونة الأخيرة، أن اشتعال حملة إضافية مؤخرا، ضد جمال عبد الناصر، والذي انتقل إلى رحاب الله منذ سبعة وأربعين عاما، أن المقصود بها، هو جيشنا، الذي قام بثورة يوليو عام 52، الثورة التي حققت الكثير من العدالة الاجتماعية، والمفزع أن يتجاسر هؤلاء ويتباكون على حقبة الاحتلال توقيت هذه الحملة الجديدة يستهدف الدور الوطني العظيم لجيشنا بانحيازه إلى الشعب في ثورة 30 يونيو وفي القائد عبد الفتاح السيسي الذي أكد»أن الإرادة المصرية لن تعلو عليها إرادة أخري" وليس كل الظن إثماً....

Email