ما أشبه اليوم بالبارحة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما يجري اليوم، وإلى حد بعيد، يشبه ما كان يجري البارحة، إبان بدايات الفتح الإسلامي وإرساء مكانته في العالم وما واجهه من محاولات طعن وتشويه وفتن من الخصوم ومن بعض أبنائها العاقين الجهلاء الذي لم يدركوا خارطة الطريق القويم.

اليوم، ينشغل الرباعي العربي: الإمارات والسعودية ومصر والبحرين في بناء تحالف ذات رؤية متماسكة تهدف إلى البناء والتقدم والاستقرار والرخاء وتحقيق مكانة عالمية تواجه التحديات وتصنع المستقبل بينما ينشغل الولد العاق الرافض، قطر، في محاولات هدم وتخريب وعرقلة هذه الرؤية بأسلوب رخيص وباستخدام وسائل مقيتة منفرة.

اليوم، تنشغل دولة الإمارات بإطلاق خطة تنموية كبرى للرقي وتحقيق أفضلية عالمية، في التعليم والاقتصاد، والأداء الحكومي، وبناء مجتمع الرفاهية والرخاء وإعلان «مئوية الإمارات» التي تهدف إلى إعداد جيل يحمل راية المستقبل يتمتع بأعلى المستويات العلمية والاحترافية والقيم الأخلاقية والإيجابية.

كما تنشغل دولة الإمارات وكما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بـ«جعل الإمارات الأفضل عالمياً من خلال أفضل حكومة وأفضل تعليم وأسعد مجتمع وأفضل اقتصاد على مستوى العالم»، ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان هذا المفهوم ويقول: «نعمل على تنشئة وإعداد أفضل الأجيال المستقبلية لتحمل الراية وتعزز موقع الإمارات في صدارة دول العالم».

وتنشغل المملكة العربية السعودية اليوم بقيادتها الحكيمة وشعبها المثابر المخلص في تجديد رؤية مهمة وشجاعة وهندسة الشراكات الحيوية السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع العالم وفي النطاقين العربي والخليجي وكذلك على المستوى الداخلي والذي دفع بتألق المملكة إلى سدة القيادة الإقليمية التي تستحقها.

كما وتنشغل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حفظه الله، وبالتوافق والعمل مع قيادة الإمارات بتحصين الأمن الخليجي وحماية المنطقة من العبث الفارسي والإرهابي، وكذلك تنشغل المملكة بتطوير العلاقة والشراكة مع المجتمع وقطاعاته المدنية كافة وتمكين البنية السعودية المجتمعية من التلاحم والتماسك وتحقيق الاستقرار والرخاء.

واليوم تنشغل مصر العظيمة بتنفيذ مخططات الإصلاح الاقتصادي والتشريعي والاجتماعي وإعادة تأهيل قطاعات الصحة والتعليم والبحث العلمي والإسكان والتضامن الاجتماعي بمتابعة شخصية ومباشرة من الرئيس المصري لإعادة بناء الدمار الذي خلفته الجماعات الإرهابية الشرسة.

وتستكمل مصر أيضاً خارطة طريق للمستقبل بفتح صفحة جديدة في تاريخها عبر العهد الجديد الذي يصر على تنفيذ مخططات الإصلاح الاقتصادي العملاق والاجتماعي المتماسك ولتستعيد الدولة المصرية هيبتها داخليا بمحاربة الفساد ودعم دور المؤسسات وخارجيا بالالتزام والاحترام المتبادل مع العالم الخارجي.

وتنشغل مملكة البحرين اليوم بفضل قيادتها الرشيدة وجهود رجالها الأوفياء المخلصين، ورغم التحديات، بتقديم مثال ملهم في التقدم والإصلاح والتنمية وتنفيذ مشروع صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الإصلاحي في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والذي يتسم بالتنوع والتجديد والتطور وبما يتناسب مع تطلعات شعب البحرين.

بينما تنشغل قطر اليوم، بدفع فاتورة حماقة «الثالوث الخطر» التي بدأت منذ عشرين عاماً في حياكة المؤامرات وتحطيم العلاقات مع دول الجوار ودعم الجماعات الإرهابية في كل مكان وإيواء الإرهابيين ومنحهم الجنسيات وسحق البنية المجتمعية الداخلية بسحب الجنسيات من القطريين الشرفاء وإرساء الفساد، ودعم الإعلام المرتزق الهش الموبوء.

ينشغل «الرباعي العربي» في تحالفه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بتنفيذ «رؤية» تستند بشكل أصيل إلى تأميل مستقبل واعد ومشرق للأجيال القادمة التي تعيش في هذه المنطقة، ولرفع مكانة الأمة كلها في الصعد الدولية، بينما تنشغل «الدوحة» في هدم وتحطيم «رؤية الرباعي العربي» بالتحالف مع الأتراك والفرس والاستمرار في دعم الإرهاب وحياكة المؤامرات المخزية.

ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أشبه عقوق الدوحة اليوم لأسرتها العربية والخليجية بعقوق المرتدين المنقلبين على الإسلام والخارجين عن الأمة ورؤيتها وبدعم من خصومها وأعدائها لطعنها وتشويهها وهدمها !!

* كاتبة وإعلامية

Email