الإخوان.. شجرة التكفير المسمومة

ت + ت - الحجم الطبيعي

غير معقول، كيف لم يستطع المجتمع الدولي، فهم حقيقة قطر والإخوان، وأن ذلك التنظيم الإرهابي الذي أنشأه حسن البنا أول الأمر، في العام 1928، أصبح وخلال خمسين عاماً، الحاضنة الأم لكل ما سُمي إرهاباً بعد ذلك؟

قد يكون الأمر مرتبطا بشكل جذري بشراء ذمم مرتزقة الصحافة العالمية الذي مرروا رسائل مظلومية قطر للرأي العام العالمي أنها مقاطعة ومحاصرة ولعبت الجزيرة بما تملكه من علاقات إعلامية وسياسية، في مكاتبها حول العالم، إظهار الإخوان كتنظيم حزبي سياسي يمثل وجهة نظر مجتمعية فقط، والعمل على إخفاء الحقيقة أن التنظيم، ومنذ تأسيسه ونشأته وانطلاقته بات الرحم الذي خرج منه ما يسمى بـ«التكفير».

لم يفهم العالم، لسبب أو لآخر، أن الإخوان المسلمين، هم الشجرة المسمومة التي أنبتت ثمار التكفير القاتلة، منذ ظهرت كتب سيد قطب التكفيرية، وتغلغلت في قلوب بعض الشباب العربي، وأصبحت منارة لهم، وأنها ومنذ ذلك الحين، كانت البذرة الفاسدة التي عبثت بعقول الشباب، فاتجهوا نحو القتل وقطع الرؤوس، وتكفير الأخضر واليابس من سواد الأمة، وأن الشجرة كبرت وأن الثمار نضجت فأنتجت القاعدة وطالبان وداعش، وكل من يعتقد بالتكفير، وهو المحرم قطعاً في النظم السنية الشرعية.

كيف لم يربط الباحثون والعلماء والوجهات الإعلامية العالمية بين سيد قطب الإخونجي المتعثر، الذي اعتقله القوميون، بسبب الاختلاف على السلطة في مصر في خمسينيات القرن الماضي، وبين المدعو يوسف القرضاوي، المتآمر الخبيث، الذي استقطبته قطر للاستيلاء على السلطة في مصر، إبان الربيع الغاشم الأسود؟ ولم يقرأوا أو يحللوا توجيهاته وفتاويه التي تتطابق مع إرشادات سيد قطب في كتبه الكثيرة؟

تجاهل الرأي العام العالمي، وبتوجيه محكم من الإعلام المملوك والممول من قطر، أن الأمة العربية والإسلامية تفهم كنه تنظيم الإخوان الإرهابي التكفيري، وتعرف جيداً، كما تعرف ظاهر يدها، أن كل من يستخدم الدين والتدين كأداة لبلوغ السلطة وكسب تأييد الجماهير، ما هو إلا مخادع خبيث النوايا، وأن منهجه الذي وضعه له مولاه «المرشد» يتيح له أن يكفر الناس الأبرياء، ثم يستبيح قتلهم !!

كثيرون من رجال الإعلام العالمي النزيه، يعلمون أن الجزيرة القطرية، بإدارتها وفريقها ومذيعيها، تحولوا فجأة، وبقرار من حكومة قطر ليصبحوا إخوانيين، وأن الذين رفضوا ذلك تم إقالتهم، ومنذ ذلك الحين، تحول بوق الجزيرة ليصبح منبرا للإرهاب والتكفير والترويج لقطع الرؤوس وترويع الأبرياء ونشر الفتنة، وأن قرار المقاطعة، جاء بعد صبر طويل وتنبيه وتحذير، لكنه لم يؤت نفعاً مع تنظيم الحمدين.

ما يحتاجه الشباب العربي، أن يفهموا تلك المعادلة جيداً، ويعرفوا جيدا أن ذلك العهد انتهى وولى ولن يعود، وأن العهد الجديد، في الرياض وأبوظبي يأخذ الشباب العربي نحو مستقبل مشرق ليس فيه حسن البنا ولا سيد قطب ولا القرضاوي أو تنظيم الحمدين، ولا حتى تميم، إنما هو مستقبل العمل والتقدم والمنافسة وإعلاء كلمة هذه الأمة بالعلم والعمل لا بالترهات.

 

 

 

Email