«غلوبال ليكس» وفضيحة تنظيم الحمدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قصة «عري قطر» لم تبدأ اليوم، ولا الأسبوع الماضي على وقع سقوط قطر المدوي وانكشاف عريها الأخلاقي بمحاولة فاشلة للمساس بالزعيم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي ورث عن زايد، رحمه الله، الحكمة والبأس والرجولة وانتشل الأمة بمهارة الجراح المتخصص من الخراب والفتنة وحملها في قلبه نحو بر الأمان.

والقصة لم تبدأ أيضا يوم تعرّت قطر بلا مبالاة بتصريحات تميم المناهضة للتحالف العربي والمؤيدة لإيران وتدخلاتها في الخليج العربي. ثم الادعاء بعد ذلك بأن موقع وكالتها للأنباء قد تم اختراقها!

ولم يكن الترويج الإعلامي المخزي الذي قام به أشباح قطر ومرتزقتها في العالم الافتراضي للادعاء باختراق بريد سفير الإمارات في الولايات المتحدة عن طريق قراصنة يطلقون على أنفسهم «غلوبال ليكس» هو بداية كشف النوايا الخبيثة! بل كان محطة للباحثين والمتخصصين لفهم العلاقة بين قطر نفسها وبين «غلوبال ليكس» والتاريخ الطويل الذي يجمع المتآمرين.

في الخامس من يونيو 2017، ظهرت معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي تذكر دور «معهد قطر لبحوث الحوسبة» في عمليات الاختراق، استوقفتني تلك الملحوظة وقمت بعمل بحث شامل على الإنترنت، من خلال مختصين، لفهم تلك الحقيقة من جميع جوانبها، التقنية والفنية والموضوعية، وأصابتني الدهشة، وجدت نفسي في كومة من الوثائق التي تدين قطر حتى النخاع في كل ما يتصل بعمليات الاختراق الإلكترونية ودعمها لوجستيا بوسائل الإعلام القطرية وكذلك علاقتها المباشرة مع «غلوبال ليكس».

تبين الوثائق التي حصلت عليها أن قطر قد أدركت لعبة الاختراق والحوسبة الإلكترونية منذ العام 2010 فقامت بإنشاء ما يسمى بـ «معهد قطر لبحوث الحوسبة» ونشط المعهد بالاتصال بكافة الجهات والأفراد الذين يعملون في نشاط الاختراق ومنهم مؤسسات عالمية معروفة.

راح المعهد المشبوه، بأنشطته المعلنة العادية وبأنشطته السرية والمخفية المخيفة وبتوجيهات من حكومة قطر باستقطاب كل شخص يظهر اسمه في مدار الاختراق الإلكتروني عالميا، واستهداف المؤسسات المعروفة، والتي يقع تحت يديها معلومات سرية وشخصية حول الأفراد، وتم إقناعهم، مقابل التمويل، بزيارة قطر في العام 2011.

حسب توصية قناة الجزيرة، وحسب ما تشير الوثائق تم استقطاب هؤلاء الذين يمتلكون حجم هائل من الأسرار الإلكترونية وقام المعهد بتنظيم مؤتمرات وأوراق عمل لهم وكان من ضمنهم مؤسسة غلوبال ليكس، معهد ماساتشوستس؛ أوسينيكس، وعدد من الأسماء المشبوهة بهدف فتح الوصول إلى أي فيديو أو صوت أو شرائح ليتم توظيفها بما يخدم أجندة قطر وقناة الجزيرة.

تلاقت مصالح معهد قطر للحوسبة مع هؤلاء وقام المعهد بتغذية طموحهم الكبير في الوصول إلى العالمية من خلال تشجيعهم للحصول على وثائق ويكيليكس بشكل مبكر لتزويد قناة الجزيرة بها ونشرها.

بعد ذلك تم الاتفاق أن يتجه المشروع للاتصال والتعاون بـ شبكة غلوبال ليكس كبوابة للحصول على الاتصالات الإلكترونية والفيديوهات والمكالمات والرسائل السرية وما يستطيعون الحصول عليه لدعم قطر وقناة الجزيرة في توجهاتها الإرهابية لزعزعة الأمن القومي العربي، واستطاعوا وبتاريخ 27 مارس 2014 وبتمويل قطري صرف وبدعم كامل وإدارة من «غلوبال ليكس» من إعادة إطلاق «مشروع اختراق سري» مرة أخرى.

بات واضحاً الآن، أن الغطاء المعيب الذي استخدمته قطر حول كذبة اختراق بريد «هوتميل» الخاص بسفير الإمارات في واشنطن عن طريق «غلوبال ليكس»، يجعل الشخص العادي، غير الباحث، يدرك أن قطر متورطة لأذنيها، أو فوق أذنيها، في الإساءة للإمارات بشكل مخطط ومدروس، وكذلك يؤكد أن قطر منشغلة كليا، وغارقة تماما في حفر الحفر للإمارات، الواحدة تلو الأخرى، والتي تقع فيها قطر وحدها.

قد يكون السارق بارع في السرقة لكنه ليس بارعاً في إخفاء المسروقات، فتركت قطر ومعهد قطر للحوسبة وغلوبال ليكس وكل من عمل في «مشروع الاختراق السري»، وهم جميعا أبرع السارقين والمخترقين، تركوا بعض آثارهم المذكورة في هذه المقالة على الإنترنت ظنا منهم أنه لا أحد يستطيع الربط بين عناصر عصابة الاختراق الدولية المشبوهة.

إذن، قصة «عري قطر» بتفاصيلها المذكورة، قد بدأت فعلا منذ تولى «تنظيم الحمدين» هذه المهمة بلا وازع ولا ضمير، ثم جاء تميم، ورفض أن ترتدي قطر ما يستر عريها، فوضع بصمته على الفضيحة، «فضيحة تنظيم الحمدين»، التي أصبحت كـ «فضيحة ووترغيت» وانضمت إلى قائمة الفضائح العالمية التي لا تنسى.

 

 

Email