تأديب قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

قطر، وحسب ما يبدو من ردود أفعالها، الرسمية وشبه الرسمية، لا تحتاج إلى مجرد مقاطعة بل إلى تهذيب وتأديب.

لست مع القول الذي يذهب إلى أن هناك تخبطاً إعلامياً في قطر، على العكس تماماً، يبدو واضحاً لكل باحث ومتخصص أن تنظيم الحمدين، هو تنظيم إرهابي لديه ذراع إعلامية تحكم كل ما نراه عبر "الجزيرة" ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف، والصحف الأجنبية، والمواقع الإخبارية الممولة من قطر أو المدعومة منها.

لاحظت بعد تغريدات المستشار سعود القحطاني في (كشف حساب 3 ) كل الردود التي شنت على القحطاني حرباً في ردودها، ظننت في البداية أنها مجرد آراء عاطفية من هنا وهناك، ولكن في الحقيقة، وبعين المتفحص الباحث، وجدت أن المسألة منظمة بشكل دقيق، يتم دراسة التغريدة أو الفكرة، وتنسيق الرد وصياغته تحت غطاء السخرية أحيانا وتحت غطاء التكذيب أو بأسلوب المظلومية الذي بات شعاراً قطرياً جديداً ورثته عن الإخوان والصهاينة أحياناً أخرى.

الحال ليس مختلفاً في تقارير "الجزيرة"، ويصب في الاتجاه ذاته عبر شخصيات الضيوف الذين يتم مقابلتهم، حتى وزير الخارجية والعطية وغيرهما، هناك نص مكتوب، يتم تلقينه للمتحدث وعليه الالتزام بالنص حرفياً، واستخدام مفردات معينة لتخدم الذراع التي تتحكم في كل ما يصدر عن قطر.

إذن، قطر لم يثنِها خطاب الود، ولم يستوقفها موثق 2014 الذي وقعت عليه، ولم تنصت أو تستمع لصوت العقل والحكمة في خطاب معالي الدكتور أنور قرقاش وكذلك عادل الجبير، ولا حتى الإنذار الأخير بأن قطر تعلن الحرب على المملكة، ولا الجيرة البحرينية، ولا صوت 90 مليون مصري ينشدون الاستقرار والأمن ووقف خطاب الترويج للإرهاب، ولا الوساطة الكويتية، إذن فالمقاطعة شيء هين لهذه العقلية التي تجرجر الشعب القطري، بل والأمة كلها نحو الهاوية.

أعتقد أن المرحلة المقبلة ستشهد التحول إلى فكرة تأديب قطر، ولا أريد أن يظن أحد أنني أقصد الحرب العسكرية، بل هو تهذيب وتشذيب وتأديب تنظيم الحمدين بوسيلة مبتكرة كما حدث مع كوريا الشمالية وإيران سابقاً.

 

 

Email