شكوى قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل قطر سياساتها العدائية، وتستمر في مسلسل الأكاذيب وشعارات المظلومية الزائفة، لصرف الأنظار عن مؤامراتها وإرهابها أولاً، وللتأليب على الدول المقاطعة ثانياً، ولإحداث الفتنة والشرخ بين شعوب المنطقة ثالثاً، والأسوأ في ذلك كله أن تقوم باستغلال شعائر الإسلام المقدسة والتلاعب بمشاعر المسلمين لتحقيق مصالحها السياسية المغرضة، التي تقوم في جوهرها على هدم الاستقرار الإقليمي والدولي.

فسيراً على خطى إيران– وربما فاق التلميذ أستاذه - تحاول قطر تسييس شعيرة الحج وتوظيفها للتحريض ضد الدول المقاطعة، وخاصة السعودية، بما يخدم مشاريعها الهدامة في المنطقة، وذلك باختلاق أكاذيب حول وجود مضايقات للحجاج والمعتمرين القطريين، وشن حملات إعلامية داخلية وخارجية لتضليل الرأي العام، تستهدف في الداخل القطري المواطنين والمقيمين في قطر، بهدف ثنيهم عن أداء مناسك الحج، وإيهامهم بأن المعتمرين القطريين يُساء معاملتهم، ويُضيَّق عليهم، بل يتم منعهم من دخول المسجد الحرام!

وهذه الأكاذيب ليست الأولى من نوعها، فقد سبقتها أكاذيب كثيرة حول اتهام السعودية بإساءة معاملة القطريين الذين وفدوا إليها لقضاء بعض أمورهم، وهو الأمر الذي كذَّبه القطريون أنفسهم الذين وجدوا من حسن المعاملة والترحيب عكس ما روَّجته السلطات القطرية.

واستكمالاً لفصول المؤامرة القطرية بتسييس الحج قامت وزارة الأوقاف القطرية بإغلاق باب التسجيل الإلكتروني للراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام 2017، لمنع المواطنين والمقيمين في قطر من أداء المناسك، ليتسنى المتاجرة بذلك داخلياً وخارجياً، والتي ترجمتها قطر فعلياً بتقديم شكوى للأمم المتحدة تتهم فيها السعودية بوضع العراقيل والصعوبات أمام حجاج دولة قطر!

كما أوعزت قطر إلى قنواتها الإعلامية بإثارة مسألة تدويل الحج، التي تخدم التوجهات الإيرانية، فقطر اليوم بوق يدعم سياسات إيران المخربة في المنطقة، وهي تنزلق شيئاً فشيئاً إلى هاوية ما لها من قرار.

والشكوى القطرية لدى الأمم المتحدة لا تحتاج إلى تفنيد، لأنها تفضح نفسها بنفسها، فهي تعترف صراحة بأن السعودية لم تمنع حجاج قطر من أداء المناسك، بل سمحت لحاملي الجنسية القطرية المقيمين داخل وطنهم أو خارجه بالدخول إلى أراضيها لأداء المناسك، أليس في ذلك دلالة واضحة على زيف دعاوى قطر، وأنها لم تجد شيئاً تتمسك به سوى إجراءات تنظيمية حول منافذ الدخول، لا تمس من قريب أو بعيد جوهر القضية، فبأي عقل ومنطق تتهم قطر السعودية بتسييس الشعائر الدينية وهي تعترف بعظمة لسانها بأنها لم تمنع القطريين من ممارسة شعائرهم أصلاً؟!

إن هذا الاعتراف القطري بأن المملكة العربية السعودية استثنت الحجاج القطريين من حظر الرحلات الجوية المباشرة بين البلدين، وسمحت لهم بالسفر مباشرة من الدوحة عبر أي خطوط طيران، عدا الخطوط الجوية القطرية؛ ليؤكد للعالم كله أن السعودية نأت بنفسها تماماً عن تسييس الحج، وأنها رغم الحظر استثنت الحجاج والمعتمرين منه، أفلا تعي قطر ذلك؟!

وهذا الاستثناء لم يقتصر على موسم الحج فقط، بل شمل المعتمرين القطريين في سائر الأوقات، فقد كشفت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المملكة استقبلت منذ تاريخ المقاطعة 1633 معتمراً قطرياً توافدوا إلى الأراضي المقدسة لأداء مناسك العمرة ووجدوا فيها كل حفاوة وترحيب، فعلى ماذا يدل ذلك؟! ألا يدل دلالة قاطعة على أن السعودية لم تسيس شعائر الحج والعمرة، وفتحت أبوابها لكل حاج ومعتمر، بخلاف قطر التي تشن الحملات المسعورة لتسييس الحج لخدمة سياساتها المغرضة، فالمدان بتهمة تسييس الحج هي قطر، وينطبق عليها تماماً المثل العربي القائل: رمتني بدائها وانسلَّت.

كما فندت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي زيف الأكاذيب التي روجتها قطر حول إساءة معاملة القطريين، وأوضحت حفاوة الترحيب بجميع المعتمرين، والقطريون منهم.

بل إن هذه الاتهامات القطرية تكذبها قطر نفسها، التي اعترفت سابقاً وأشادت بجهود المملكة في إنجاح مواسم الحج وخدمة الحجاج، فقطر تناقض نفسها بنفسها! والجهود المشرفة للمملكة العربية السعودية في خدمة بيت الله الحرام، ورعاية الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم، ومنهم الحجاج القطريون؛ موضع إشادة وتقدير من الجميع، يلمسها كل حاج ومعتمر بنفسه، وهل أوضح من ذلك شهادة؟!

إن مثل تلك البيانات القطرية الخاوية والشكاوى المتهاوية تكشف بكل وضوح مدى استخفاف قطر بالعقول، وأنه ليس عندها في الحقيقة شيء تفعله سوى إثارة الغبار للتغطية على إرهابها وتآمرها.

ومما يؤسف له في هذه القضية أن تتاجر قطر بشعبها، وتتلاعب بمشاعرهم، وتخوفهم من أداء شعائرهم، وتستغلهم في سياساتها المغرضة، وتزرع الفتنة بين شعوب المنطقة، وإذا كانت قطر انزلقت في هذه الهاوية فإن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب أكدت في المقابل أن المشكلة ليست إطلاقاً مع الشعب القطري الشقيق، الذي تجمعه بشعوب المنطقة أواصر القربى والجوار والمحبة، وله كل الاحترام والإكرام، بل مع السلطات القطرية، وممارساتها العدائية، وتهديدها لأمن المنطقة ومصائر دولها وشعوبها.

إن متاجرة قطر بشعائر الإسلام ومشاعر المسلمين لصالح مخططاتها السياسية المغرضة هي سقطة شنيعة من سقطاتها، ومن الواجب عليها أن تكف عن هذا المسلك المشين، وأن تعمل على تسهيل الحج لأبنائها، دون ترهيبهم وإغلاق الأبواب في وجوههم، للمتاجرة بذلك، ولتعلم جيداً أن لعبة المظلومية التي تمارسها لعبة مكشوفة مفضوحة لا تنطلي على أحد.

Email