تحالفات قطر المشبوهة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصبح واضحاً أن من يحكم قطر الشقيقة ويتحكمون في مصيرها، ويضعون تميم بن حمد في الواجهة، قد اختاروا أن يستمروا في الطريق الذي يسيرون فيه منذ منتصف التسعينيات، والذي زرع الفتنة ونشر الدمار في دول عربية، ودعم الإرهاب بكل الوسائل، وتآمر على الأشقاء في الخليج، وأنكر العروبة وحالف أعداءها.

عندما ظهر تميم على شاشات التلفزيون ليلقي خطابه الوحيد بعد خمسة وأربعين يوماً من قرار المقاطعة، كان يسجل بخطابه المتهافت، أن أصحاب القرار في الدوحة قد قرروا السير في طريقهم المسدود حتى النهاية.

يظن تحالف «حمد وحمد» مع الإخوان، أنه قادر على مواجهة المقاطعة وآثارها، وقادر على مواجهة الشعب القطري الشقيق، الذي لا يمكن أن يرضى بوضع مصيره في يد جماعات إرهاب تتآمر على الأشقاء، وتستهدف هدم أوطان لا تؤمن بها، وتتمسك بخيانة العروبة التي تعتبرها العدو لأوهامها.

ويتصور تحالف نظام «حمد وحمد» مع الإخوان، أنه قادر على مواجهة الحقيقة التي كشفتها قرارات المقاطعة، وهي أن من كانوا يصورون أنفسهم بأنهم اللاعب الأساسي في شؤون الخليج العربي والمنطقة، ليسوا أكثر من عملاء صغار للقوى التي صنعتهم ووقفت وراءهم وساندتهم، وهم يشاركون في تدمير أوطان عربية، وفي مواصلة التآمر ضد الأشقاء في الخليج والوطن العربي.

ويعتقد هذا التحالف أن التهديد بالورقة الإيرانية يمكن أن يساعده، ولا يدرك أنه سيكون أول من يحترق بنيران اللعبة الخطرة، التي جرب الإخوان التلويح بها في عام حكمهم الأسود لمصر، فكان ذلك عاملاً أساسياً في تقريب نهايتهم.

ويتصور تحالف «حمد وحمد» مع الإخوان، أن أجهزة القوى الكبرى التي عملا لصالحها وشاركا في تنفيذ مخططاتها، سوف تظل على دعمها لهما في النهاية حتى بعد افتضاح أمرهما، وبعد أن تحولا من عملاء يقدمون ما يفيد (ولو على حساب العرب والمسلمين)، إلى عبء على سياسات دول كبرى، أصبح عليها أن تفسر لشعوبها وللعالم كيف تدعي الحرب ضد الإرهاب، ثم تحمي إرهاب الإخوان ونظام الدوحة الداعم والممول لهذا الإرهاب، الذي أصبح يهدد العالم بأسره.

يتوهم تحالف «حمد وحمد» مع الإخوان، أن الضغط بالمزيد من العمليات الإرهابية في سيناء أو داخل مدن الوادي، سوف يجعل مصر تغير من موقفها، هذا الفهم الساذج لا يدرك أن المعركة ضد إرهاب الإخوان، هي قضية شعب مصر بكامله، وأن سحق جماعات الإرهاب، وفي مقدمها الإخوان، ليس إلا مسألة وقت، مهما كانت المساعدات الخارجية لهذه العصابات، التي تعرف جيداً أن نهايتها محتومة أمام جيش مصر المدعوم من شعب بكامله.

ولقد جاء الرد على كل ذلك حاسماً، رفضت دول «المقاطعة» أي حديث في مصالحات وهمية جربها العالم العربي طويلاً، وكانت وبالاً عليه، وأصرت الدول الأربع على مطالبها من حكام قطر، وفي مقدمها وقف دعم الإرهاب بكل أشكاله، وإنهاء وجود الجماعات الإرهابية المتآمرة على دول الخليج والدول العربية في حماية حكام الدوحة.

أعلنت دول «المقاطعة» الأربع، الاستمرار في كل الإجراءات التي اتخذتها في مواجهة حكام قطر، بل وأصدرت قائمة إضافية، ضمت تسعة أفراد وتسعة كيانات تدعم الإرهاب، مختفية تحت ادعاء القيام بأعمال خيرية، بينما كانت الترجمة الفعلية لهذه الأعمال «الخيرية»، هي القتل والدمار والسيارات المفخخة واستهداف مؤسسات وجيوش عربية، ومحاولات زرع الفوضى واغتيال الأبرياء.

الرسالة واضحة لحكام قطر، وللإخوان ومن يوالونهم من جماعات الإرهاب، وللقوى الإقليمية والدولية التي ما زالت تراهن على وهم زرع الفوضى في الوطن العربي.

الرسالة واضحة: لن نسمح لقوى الإرهاب أن تتمدد على أرض الخليج العربي والوطن العربي. ولن نتراجع عن إنقاذ شعوبنا، ومعنا شعب قطر الشقيق، من مخاطر تحالف «حمد وحمد» مع الإخوان، الذي حول قطر إلى ملاذ لجماعات الإرهاب، ومقر للتآمر على الأشقاء.

لا مجال لاستمرار جرائم عشرين سنة من جانب حكام قطر، ولا مجال للتراجع عن قرارات المقاطعة حتى تتوقف قطر عن دعم الإرهاب، وتستجيب لمطالب الأشقاء التي لا تريد إلا مصلحة الخليج العربي والوطن العربي.

الرسالة واضحة، لكننا نعرف «العمى الإخواني»، الذي يصيب كل من اختار طريق الجماعة الإرهابية، فيجعله لا يسمع إلا صوت نفسه، ولا يرى إلا ما يريد أن يراه، أو ما تراه له الجماعة الإرهابية أن يراه.

ولهذا، قد تطول الأزمة لبضعة شهور، لكن النهاية محتومة، والسقوط هو المصير الأكيد للتحالف المتآمر، الذي يسيطر على القرار في الدوحة، وفي الطريق إلى ذلك، سنسمع الكثير من محفوظات «الإخوان» في ادعاء المظلومية، ومن ترهات إعلامهم.

لا مكان لإرهاب الإخوان، ولا لمن يدعمونه، ولا مستقبل إلا لقطر المنحازة لعروبتها ولأشقائها في الخليج العربي، وإلى أن يحدث ذلك، فليس هناك سوى.. الفراق.

 

 

Email