مظلومية قطر الزائفة

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذرف قطر دموع التماسيح، وترفع شعار المظلومية، وتقلب الحقائق وتزيفها، وترمي غيرها بتهم هي أولى بها، دون أدنى حرص على البيت الخليجي، ماضية في إصرار على نهجها العدائي، ومناقضتها لمبادئ الجيرة والأخوة، في غي سادر، وعناد صبياني، لا يليق بدولة جارة شقيقة، كان العشم بها أن تكون ظهراً وسنداً لا عقرباً تلدغ وحية تنفث.

تشتكي قطر اليوم على لسان وزير خارجيتها من التحريض ضدها، وهذه شكوى عجيبة، آخر من يتكلم بها قطر، فهي التي حرضت ضد الدول، وأثارت الفتن الداخلية، وشقت الصفوف، وسخرت الأقلام والأبواق للتأليب على الجيران والأشقاء صباح مساء، وليل نهار، بتحريض سافر، وألسنة حداد، أفتشتكي بعد هذا من التحريض؟!، التحريض بضاعة قطرية بامتياز، هي من صنعته وأنتجته وروجته، هذه بضاعتكم ردت إليكم، فعلامَ الشكوى؟!، حقا، رمتنا بدائها وانسلت، وإذا كانت قطر اليوم تشتكي من التحريض، أفلم يكن يحق لغيرها أن يشتكي آلاف المرات من تحريضها، أيجوز لها ما يجوز لغيرها؟!

لم تتحمل قطر أياماً قليلة موجة الغضب العارم من أفعالها المشينة، أفلا تراجع نفسها وتتساءل: كيف تحملت الدول سنين وسنين تحريضها، وصبرت على كيدها ومكرها؟!

أليست قطر هي الداعم الأكبر للإخوان ، آوتهم، وساندتهم، ودعمتهم بشتى الطرق، ودعمت مخططاتهم لقلب الأنظمة في الدول، وآوت رموزهم واستضافتهم، ومنهم من هم مطلوبون جنائياً، وفتحت لهم منابر المساجد والإعلام، ليستغلوها أسوأ استغلال.

هل نكذّب ما سمعناه بآذاننا من الإخواني القرضاوي، من إساءة إلينا وتهديد وشتم من فوق منابر مساجد قطر، ومن عقر أجهزتها الإعلامية ، أصدقت قطر وكذب الواقع والتاريخ وكذب الناس أجمعين، ماذا تريد قطر منا، أن نكون بلهاء نكذّب أسماعنا وأبصارنا وعقولنا ؟!.

ألم تفتح قطر إعلامها وتسخره لإسقاط الأنظمة وإثارة الفوضى، هل هذه أكذوبة أم حقيقة دامغة، بل هي حقيقة لا يختلف فيها أحد، حتى رأينا رسائل جامعية وكتباً وبحوثاً ودراسات مخصصة عن دور قطر وأجهزتها الإعلامية في الثورات وإسقاط الأنظمة، أكذب هؤلاء كلهم جميعاً وصدقت قطر؟!

ألم تنجرف قطر مع اندلاع الثورات كالقطار السريع في تأييدها، بل دعمها، إعلامياً وسياسياً وعسكرياً ومالياً، وحشدت إمكاناتها وثرواتها لإسقاط الأنظمة، وماذا كانت النتيجة، أنهار من الدماء التي سُفكت، وحروب داخلية اشتعلت، وأرقام قتلى ونازحين ومشردين ارتفعت وتجاوزت كل سقف، وتنظيمات متطرفة صعدت، فهل هذه نتائج يرتضيها عاقل، أفلا يجدر بقطر أن تبكي دماً بسبب ما جنته على الدول والشعوب.

ألم تدعم قطر التنظيمات المتطرفة التي تعيث في الأرض فساداً، ألم يفتح إعلامها الأبواب لابن لادن ليذيع خطاباته، ويغرر بالشباب العربي المسلم، ألم يفتح أبوابه للجولاني زعيم القاعدة في سوريا ويروج له، ألم يدفع ملايين الدولارات للتنظيمات المتطرفة بدعوى تحرير رهائن، أهذه كلها أكاذيب. عجباً لقطر.

أفلا يحق للدول كف شر هذه التنظيمات عنها وشر من يرعاها ويمولها؟!.

تدعي قطر أنها وفية لمبادئ مجلس التعاون الخليجي، وهذا من أعجب العجائب، عن أي وفاء تتحدث قطر، عن التحريض والخيانة والغدر، عن المؤامرات والدسائس والتهديد بإسقاط الدول، عن الغدر بقوات التحالف العربي، عن دعم الحوثيين والقاعدة والإخوان والشخصيات المعادية لدول الخليج، عن أي وفاء تتحدث، عن التخندق مع إيران والاستقواء بها، عن عقد الصفقات معها، بما فيها الصفقات العسكرية، عن فتح الأبواب للحرس الثوري الإيراني، عن جلب القوات التركية إلى الخليج؟!.

في أي قاموس يكون الوفاء بنقض العهود والمواثيق وعدم الالتزام بالاتفاقيات الموقعة، أليس في هذا الغدر أكبر إساءة للجار، فعن أي وفاء تتحدث قطر، هل من الوفاء أن توقع اتفاقيات، تتضمن التعهد بعدم دعم أو إيواء عناصر أو منظمات تهدد أمن الدول، ثم تناقض هذا التعهد، وتدعم هذه العناصر وتؤويها؟!.

تدعي قطر أن هذه الإجراءات محاولة لفرض وصاية عليها، وهذا زعم عجيب، فماذا طلبت منها دول الخليج، غير أن تكف شرها عنهم، ولا تدعم الإرهاب ولا تموله ولا تؤوي عناصره، وما شأن هذه المطالب بفرض الوصاية، المطالب يسيرة جداً وواضحة، ومن أبجديات حقوق الأخوة والجيرة، ومن أبجديات العلاقات الخارجية السوية، هل تريد قطر للعالم أن يتحول إلى غابة، يفعل فيها كل أحد ما يشاء، يؤذي هذا جاره، ويضر هذا بأخيه، ويمكر هذا بصديقه.

فتنتشر الفوضى والصراع والخراب والدمار، هل هذا ما تريده قطر، إن سيادة الدول لا تعني بأي حال الإضرار بالآخرين، كما هو متفق عليه عند جميع العقلاء، فأي وصاية إذن في أن تطلب دول الخليج من قطر أن تكون جارة شقيقة مسالمة تلتزم بهذا المبدأ البديهي المجمع عليه؟!

إن شعارات المظلومية عفا عليها الزمن، والعبرة بالأفعال والممارسات، وقد أثبتت قطر أنها أبعد ما تكون عن قيم الوفاء لأشقائها، وأن ما ترميهم به من التحريض والظلم، ينطبق عليها هي، ويحق لنا أن نقول: رمتنا قطر بدائها وانسلت.

 

 

Email