إنقاذ قطر هدفنا الأول

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقديري من البداية، أن الطريق أمام حكام الدوحة مسدود ، وبإرادتهم هم وليس بإرادة أحد آخر.

فقد اختاروا أن يكونوا على مدى عشرين عاماً، ضد كل ما هو عربي، ومع كل ما يسيء لصحيح الإسلام، وتصوروا أن تبديد ثروات شعب قطر في دعم فصائل الإرهاب وكتائب الإعلام الملوث بدماء الضحايا من أبناء الشعب العربي، هو السبيل إلى أن يتحولوا إلى متحكمين في مصير المنطقة، ولو كان ذلك ضد حقائق التاريخ والجغرافيا، وضد موازين القوى وطبائع الأمور.

لا أريد هنا أن أنكأ الجراح، وما أكثرها، ولكني أكتب من القاهرة، وأعرف حجم الألم الذي يشعر به أبناء الخليج العربي، وهم يرون أنه لا بديل عن تذكير حكام الدوحة بما اقترفوه من جرائم، ومطالبتهم بالعودة للصف، والتوبة عما فعلوا.

ولا أريد أن أستعيد جراح عشرين عاماً حوّلت النظم في الدوحة، وليس الشعب على الإطلاق، إلى مركز لرعاية الإرهاب، وتبديد ثروات قطر في التآمر على الشعوب العربية، وفي دعم عصابات الإرهاب، وفي إشعال الحروب الأهلية والفتن الطائفية، وفي السير وراء أوهام من لم يقرؤوا التاريخ، ولم يدركوا حقائق الجغرافيا، ولم يعرفوا أن الهروب من الحقائق لا يفضي إلا للمزيد من الوقوع في مستنقع لا يرضاه لك الأشقاء.. حتى ولو ارتضيته لنفسك.

يحاول النظام القطري الهروب من الحقيقة، وبدلاً من أن يفهم أن الأقنعة كلها قد سقطت، وأن اللعب على الحبال المتعددة قد انتهى عصره، بدلاً من ذلك، يلجأ النظام في الدوحة إلى إغراق قطر الشقيقة في مستنقع التآمر مع الأعداء الذين أوصلوه إلى أزمته الراهنة، وإلى وضع شعوب وحكومات الخليج والعرب أمام خيار وحيد، هو مواجهة الخطر الذي حوّل النظام القطري إلى خنجر مسموم موجه لكل ما هو عربي، ولكل ما هو معادٍ للإرهاب باسم الدين، أو لمصلحة أعداء الخليج والعرب والمسلمين.

يتصور النظام في قطر، أن استيراد بضعة مئات أو آلاف من الجنود الأتراك، لإنشاء قاعدة تحمي النظام في الدوحة هو الحل المرتجى،غير مدرك أن ما يفعله هو اعتراف أمام شعبه، قبل أي أحد آخر، بأن أكبر قاعدة عسكرية لأميركا خارج أرضها غير قادرة، أو غير مؤتمنة، على حماية النظام في قطر، التي اعتبر الحاكمون فيها أن انتقال هذه القاعدة لأراضيهم، هو الضمانة الأساسية لاستمرارهم في الحكم، وفي التآمر على الأشقاء في الخليج والوطن العربي.

يتصور النظام في قطر، أن الحل في طهران، بينما طهران نفسها تحاول الهروب من مصير كل الدول الراعية للإرهاب، وتشهدنا على مسرحية اقتحام البرلمان ومرقد الإمام الخميني، وتترك إرهابياً واحداً لساعات يشغل اهتمام الإعلام، وتترك أيضاً مواقع «داعش» تذيع على الهواء تفاصيل الهجوم الذي تبنته منذ اللحظات الأولى، وهي التي لم تكن تذيع شيئاً عن صلتها بجرائم الإرهاب إلا بعد أيام من وقوعها.. إذا شاءت أن تذيع.

للقارئ العزيز أن يطرح ما شاء من الأسئلة هنا، وألا ينتظر الإجابة من أطراف تعوّدت على العمل السري الذي تتقنه جماعات الإرهاب.. وما زالت رغم كل ما تواجهه، تسير على نفس الطريق.

المهمة الأساسية في مواجهة هذا النظام الآيل للسقوط، هي أن تكون رسالتنا واضحة للأشقاء في قطر المنكوبة بنظامها.

وأن تكون مهمتنا أن يتأكد اليقين عند كل مواطن قطري، أن ما نقوم به من خطوات، هو الطريق الأمثل لإنقاذه، وأننا لم نفعل ذلك إلا بعد أن فاض الكيل، ونفد الصبر من نظام لم يجد له نصيراً، بعد أن أصبح آيلاً للسقوط، إلا أن يلجأ لطهران، أو يستعين بجنود أتراك، لن يحضروا إلا إذا وجدوا من يؤمنهم.

 

 

Email