لماذا مجلس القوة الناعمة؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

إن تأسيس مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات، إنما يأتي في سياق قدرة الإمارات على تقديم الدروس والعبر في التنمية والتطور الحضاري العمراني وبناء الإنسان ومكافحة الإتجار بالبشر بأنواعه ومستوياته وأشكاله كافة، وتقديم نموذج قيمي إنساني حضاري لكل شعوب العالم، خاصة في التسامح والسلام والتعايش، بين شعب الإمارات وأطياف الجنسيات الأخرى المتعايشة معه، بود وسعادة وتفاهم وانسجام.

هذه الجنسيات التي أصبحت ترى في الإمارات نقطة مضيئة ومساراً جاذباً لتحقيق الطموحات وصناعة التفاؤل والحياة.

إن دولة الإمارات استطاعت أن تتبوأ المراتب الأولى إقليمياً في أكثر من مئة مؤشر عالمي، ونالت الكثير من الاحترام والتقديرات التي تؤكد قدرتها على التنمية المستدامة واحترام حقوق الإنسان، الطفل، المرأة، العمال، وكبار السن، وذوي الاحتياجات الخاصة وغيرها، ونشر السعادة والألفة والطمأنينة بين جميع أفراد المجتمع، مقيمين، وزائرين، سواء بسواء.

لقد تفاعلت ورحبت رموز وشخصيات المجتمع الإماراتي بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، تشكيل مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة والذي يهدف لتعزيز سمعة الدولة إقليمياً وعالمياً وترسيخ احترامها ومحبتها بين شعوب العالم.

يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، «لدينا تجربة ناجحة خلال الفترة السابقة في مشاركة شعوب الخليج احتفالاتهم الوطنية، ونريد استراتيجية مختلفة للتواصل مع كل شعوب العالم، نريد استخدام أدوات جديدة لترسيخ معرفة شعوب العالم بدولة الإمارات وبثقافتها وهويتها وتفردها وقصتها المدهشة»، كما يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أيضاً إن..

«الإمارات لها مكانة عظيمة في قلوب ملايين الناس حول العالم ونريد ترسيخ هذه المكانة والوصول بها لمستويات جديدة، والإمارات تمتلك كل المكونات الاقتصادية والثقافية والحضارية لبناء قوتها الناعمة بشكل أسرع بكثير من غيرها».

في العام 2013 تصدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قائمة أكثر الزعماء العرب شعبية بنسبة 67%، في استفتاء «إم إس إن»، وقد اختارته مجلة «فوربس» الأميركية ضمن أقوى 40 شخصية تأثيراً في العالم لثلاثة أعوام متتالية (2016-2015 - 2014)، وعزت ذلك للقرارات الحكيمة التي تجلت في مشاركة الإمارات في الحرب العالمية ضد التنظيمات الإرهابية المتطرفة في مناطق عدة من العالم، والدور الفاعل لمشاركتها في حرب اليمن من أجل إعادة الشرعية والبسمة والأمل لشعب اليمن الشقيق.

كما وصف العديد من السياسيين والاستراتيجيين سياسة الإمارات في عهد صاحب السمو رئيس الدولة بـ«الأكثر أمناً وتماسكاً واستقراراً بين دول المنطقة»، واختيار صاحب السمو الشيخ خليفة ضمن قائمة الأقوى تأثيراً، جاء بفضل حكمته السياسية وقيادته لدولة من أغنى الدول النفطية وأكثرها أمناً واستقراراً، رغم الظروف الإقليمية، ونجاحه في توفير وحفظ الأمن والأمان لشعب الإمارات ولمنطقة الخليج العربي على مدى السنوات الماضية.

وتمكنه من تحقيق طفرات تنموية ملموسة، انعكست بشكل مباشر على جميع النواحي، وتعزيز الدور المحوري الذي تؤديه دولة الإمارات في المنطقة على الصعد كافة، إلى جانب الحكمة السياسية المتزنة والقائمة على الندية في علاقاتها مع باقي دول العالم.

لقد استطاعت الإمارات حديثاً أن تنضم إلى نادي أقوى دول العالم، محتلة المركز العاشر، للمرة الأولى، وفق تقرير مؤسسة «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» لعام 2017، الذي يقيس قوة الدول على أساس النفوذ السياسي والاقتصادي، وقوة التحالفات الدولية، والتاريخ الثقافي، والمواطنة، وجودة الحياة، بحسب ما نشرته صحيفة «الاندبندنت» البريطانية، كما حصلت الإمارات على المركز الأول عالمياً من حيث مدى التحسن الاقتصادي، حيث ارتفع نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي 24% على مدى السنوات الخمس الماضية، وفق تقارير البنك الدولي.

كما أظهر استبيان حديث، أن سكان دولة الإمارات، هم الأكثر تفاؤلاً في العالم، وينظرون بإيجابية بالغة للدولة، وللمستقبل الذي ينتظرهم.

وبحسب الاستبيان، فإن روح التفاؤل السائدة في الإمارات، تستند إلى مقومات عدة، من أبرزها الإحساس الغامر بالرخاء والأمن والأمان، والثقة الكبيرة في قدرة وكفاءة قطاع الأعمال، إلى جانب تمتع الجيل الحالي بمستوى أعلى من الاستقرار المالي، مقارنة بالأجيال السابقة.

ومن هذا المنطلق لا شك أن دولة الإمارات تنطلق في خططها واستراتيجياتها ومبادراتها المستقبلية من أرضية صلبة تمتلك كل المقومات الاقتصادية والثقافية والحضارية التي تؤهلها وتمكنها من التأسيس وبناء قوة ناعمة بوتيرة أسرع بكثير دون غيرها لتكون مرآة تعكس بوضوح تام وشفافية مسيرة الإمارات، وإرثها الحضاري ودورها الحيوي.

لإيصال قصة نهضة دولة الاتحاد وكفاحها التنموي لكل شعوب العالم، بينما يرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن دولة الإمارات لديها القوة العسكرية والقوة الاقتصادية واليوم تستعد لبناء منظومة القوة الناعمة، من أجل، ترسيخ سمعة عالمية تخدم مصالح شعب الإمارات على المدى الطويل، مشيراً سموه، إلى أن الاستثمار في ترسيخ احترام ومحبة الشعوب الأخرى لدولة الإمارات سيعمل على ترسيخ علاقات دائمة مع هذه الشعوب على المستوى الاقتصادي والسياحي والاستثماري.

مجلس القوة الناعمة سيكون مرجعية رسمية لتقديم الرأي والمشورة، حول التوجهات والمبادرات المقترحة، ضمن منظومة الدبلوماسية العامة لدولة الإمارات، بما يضمن ترسيخ منجزات الإمارات وطموحاتها ودورها المركزي إقليمياً ودولياً في العلوم والثقافة والفنون والسياحة والتجارة والمبادرات الإنسانية أو غيرها.

 

Email