سلطان العروبة «قاسميّ»

ت + ت - الحجم الطبيعي

كثيرٌ من يريدون فتنة بتربصٍ، وأعنات حقد دفين دواخل عالمنا العربي، لا همّ لهم سوى الاقتيات على بث فُرقة العرب والعروبة، بأدواتهم الرخيصة، من تحريف أو تأويل أو إشاعة، تعبيراً عن عنتهم وحقدهم الدفين نحو الاستقرار والمصير المشترك من محيطنا إلى خليجنا، مثال ذلك ما انبرى له البعض تأويلاً واجتزاء لتصريحات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عن الجزائر وشعبها المناضل الكريم، على هامش معرض لندن للكتاب، والتي أُسيء فهمها بسبب اختصارات النشر، وسوء تأويل ونوايا!

ولأنه «سلطانٌ» خليجيّ عروبيّ إسلاميّ، في الفكر والنهج، التقت بين جنباته حِكَم «فقه الحق»، و«طيب الكَلِم»، فلم يهادن، ولم يساوم، فهو خير من يدرك علماً ودرايةً موسوعية ووجدانية، مدى حب الجزائريين ومكانتهم في قلب وشعب الإمارات، فانبرى بشيّم الكبار، بتوضيح سوء الفهم في بيان رسميٍّ يليق بالجزائر والإمارات ومكانتهما معاً، فكان وعي سموه كالعادة حاضراً مدركاً أن «الشيطان» كامنٌ، لا ينفك عن فتنه، ودفع مرتزقته هنا وهناك، محاولاً تطويق الأمة، وشق صفها، ولكن هيهات لهم مع «سلطان» الحكمة وناصر العروبة والإسلام.

ومن يقرأ ويتتبع سيرة الشيخ سلطان العطرة الزاهية، يجد أنه، ولأكثر من ثلاثة عقود من العطاء والسخاء والولاء، وشمس الحاكم «الموسوعيّ» المخضرم، ساطعة في نشر الثقافة العربية والإسلامية على المستوى الإقليمي والعربي والعالمي، بملامحها وعروبيتها في الفكر والنهج، قرأه وعاصره وكتبه، إيماناً منه بمعادلة لا حدود لها من قدرة القائد المثقف على تحقيق أواصر الأخوّة.

كثيرةٌ هي المحافل الثقافيّة التي حضرتها لسموه، فكان كالفارس، يصول ويجول حول شجن «العروبة» واللّحمة في خطاباته، بعمق النظرة والتأريخ في أطروحاته، يختصر الكلمة ويفعمها بالتفاؤل، يقدم النصيحة في أجمل صورة بصدق العاطفة، تجده في المناسبات المختلفة من اللقاءات والمؤتمرات ومعارض الكتاب «أيقونة ثقافيّة»، تحرّضك بشغف نحو الفكر النيّر والثقافة الراقية المعتزّة بالعروبة والإسلام بمنهج «وسطيّ» معتدل، فكانت جهوده ونظرته السامقة متميّزة باحترافيّة المسؤوليّة وأناقة الرسالة والحضور «الأنموذج»، تحفها حماسة تكامليّة، تتناثر في كل اتجاهات «الثقافة» وزواياها، حتى رؤاها، فتداولها الكثير إيماناً وقدوة حسنة!

ولكون الشيخ «القاسمي» أيقونة مختلفة من الإبداع، تعمقت في بحور الثقافة وهموم الأمة حد الدهشة، بعناق عشق امتزج بحنكة قيادية ولغات «أبويّة» حكيمة، أكسبه ذلك وأكثر حبّاً خالداً «داخلياً»، وسمعة عروبية إسلامية «عالمية» من الحصاد، يأخذنا فيها إلى فضاءات أخّاذة من جوانب شخصية الحاكم المخضرم «الموسوعيّ»، الجامع بين الثقافة والإدارة والحنكة والغيرة، بمذاق «قاسمي» محترف في سماء تنير الطريق للعابرين فقط إلى منصات القمم.

يا سادة، بالأدلة وبراهين المعرفة والسلوك والتدوين، سيسجل التاريخ أن سلطان العروبة «قاسميّ»، «إماراتيّ» سليل شَرف، وأخٌ قائدٌ يستلهم مع جميع حكام الإمارات وشيوخها النبلاء، مكانة الإمارات، والتي أسس لها المغفور له، حكيم العرب، و«زايد العروبة والخير»، علاقات تواشجيّة أخويّة ضاربة في جذور التأريخ، وبعلاقات ممتدة صلبة مع كل الدول العربية، وشعوبها الكريمة، التي فتحت لهم «إمارات الخير» أبوابها لاستقبال كل عربي، بكل حفاوة وأخوة وتواشجيّة، ليعيش تحت ظلالها حياة كريمة.

وسأختم جازماً، عندما نقرأ «سلطان القاسمي»، هذا الاسم «الضخم» اليوم وغداً، فهو ليس في حاجة كي نكتب حرفاً واحداً عنه أو ندافع عنه، بقدر وقوفنا إهاباً وإجلالاً لحاكم مثقف غيور على شعبه وأمته، عايش كل من يعيش على أرض «إمارات الخير» عطاءه وحكمته، حتى نبله «الأبوي»، وشهادة «عصر» تحبو نحوه تزرع القدوة، مع رؤية للأجيال القادمة نحو الأوطان ومستقبلها فقط.

Email